المنتدى الدكالي
تسجل معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الدكالي
تسجل معنا
المنتدى الدكالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مساحة للحوار بين أبناء دكالة


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

admin

admin
Admin
Admin
ظاهرة نساء الموقف بآزمور، سوق مفتوحة : استغلال ، تحرش ، معاناة  480_1326904624.
بلباسهن الذي لا تكاد تظهر منه إلا عيونهن ، يتربصن مع فجر كل صباح و هن ملتصقات أو مبعثرات في ذاك المكان الذي ألفهم و ألفوه ، ينتظرن بصمت و أناة من ينتشلهن ذاك الصبح للظفر بدريهمات يسكن جراح يومهم ، معاناة في ظل ظروف عمل صعبة و أجرة لا تغني و لا تسمن من جوع..

متعرضات لشتى أنواع الإذلال و الاحتقار و التحرش الجنسي و الاعتداءات ، وضعية تعيشها شريحة من أبناء هذا الوطن المكونة أساسا من النساء على اختلاف أعمارهن و مستوياتهن الدراسية فقد تجد ذات الإثنى عشر ربيعا و قد تجد ذات الستين سنة دون اعتبار لمدونة الشغل و لا اتفاقية حقوق الإنسان و لا هم يحزنون ، واقع مرير تتغاضى عنه عيون المسؤولين مستغلين إياه في أوقات حملاتهم الانتخابية ، إنه واقع نساء " الموقف " بآزمور و الضواحي.



سوق بشرية بطعم الانهزام:

كان تواجدي بالمكان المعهود قرب المحطة الطرقية لآزمور حوالي الساعة الرابعة صباحا ، مكان يطلق عليه " ساحة القامرة " حيث يبدو لك الفضاء على أنك بساحة موسم أو سوق أسبوعي لما يعرفه من حركية غير معهودة ، أجساد مكدسة من كل الأعمار تتهادى ذات اليمين و ذات الشمال و عيونها مشرئبة محملقة نحو كل قادم أو مغادر ، عالم آخر تختلط فيه أصوات بائعي الخبز و النعناع و أصحاب المقاهي المتنقلة ممزوجة بأصوات محركات الشاحنات و السيارات من نوع " بوجو " و " طويوطا " كل ما ترغب فيه نفسك تجده أمامك ، عالم فريد بحق و كلما ازدادت الدقائق كلما احتشد بالمكان نفر جديد من النساء من مختلف الأعمار بلباسهن الغريب الشكل " مغنبرات " لكثرة ما وضعن عليهن من ثياب و على رؤوسهن من مناديل و لذ لسببين ، الأول لكي يحمين أجسادهن قر البرد و كذا حر الصيف و الثاني ليستخفين عن عيون الناس حتى لا يتمكن من معرفتهن ما دامت هذه الحرفة لدى الكثير ذل و عار ، لا تظهر منهن إلا العيون أكثرهن جالسات يتربصن بكل قادم نحوهن ، يترقبن من يأتيهن بعمل لهذا اليوم الصعب ، إنهن نساء " الموقف " خليط من نساء متقدمات في السن و أخريات صغيرات منهن أميات جاهلات و منهن تلميذات و طالبات ، و حتى نقترب من الصورة أكثر و لو أنه شديدة القتامة اغتنمت الفرصة رغم كوني أعرف أنني لم أختر الفرصة ما الكل يترقب و يريد تضييع الفرصة عليه ، لكنني لم أتراجع ن فدنت مني واحدة و لم أكد أشرح لها الوضع حتى تراجعت مخبرة باقي زميلاتها ليتبادلن النظرات فيما بينهن ثم تتقدم عندي امرأة تبدو من خلال عينيها انه لم تتجاوز بعد الثلاثين ، ذات بنية قوية و نظرات حادة فصاحت في وجهي بدون مقدمات " لماذا تريدون الكتابة عنا غننا نعمل بدراعنا و عرق جبيننا ، كل ما نريده منكم هو مساعدتنا و إشعار الكبار بتوفير الشغل لنا و لأبنائنا ، اذهب و اكتب عن الذين يأكلون أرزاقنا و خيرات بلادنا " لتلتحق بها أخرى و بيدها كيس بلاستيكي تظهر منه كسرة خبز و بعضا من السكر و النعناع " الله يستر عليك أخويا راه حنا مكرفسين في الشتا والصيف ، راه نهار نخدمو و عشر أيام ماكنخدموش راه الذل هو الي عيشين فيه على حق اولادنا و والدينا"


دراهم بطعم العلقم:
واقع مرير و ثورة بدون حدود تلك التي عبرت عنها تلك النساء اللواتي يحضرن لهذا المكان في الساعات الأولى من صباح كل يوم منهن من تفوز بعمل بإحدى الضيعات أو الحقول المجاورة للمدينة و منهن من تعدن غائبات بخفي حنين متدمرات بعد انتظار طيل فلا هن بعمل و لا هن بنوم هادئ ، فضاء تكثر فيه المنافسة أمام فرص عمل قليلة حيث تكون الأجرة الزهيدة التي يحصلن عليها هي مصدر عيشهن مادمن عماد أسرهن و المعيل الوحيد لهم ، فهناك من يتكفل بوالديه و منهن من يتكفل بأبائه و زوجه كما هو حال رشيدة ذات العقد الثاني التي طلقها زوجها بطفلين و تنكر لهم مما جعلها مضطرة للعمل كموقفية لانعدام فرص الشغل بالمدينة لتلبية حاجيات طفليها اللذان يدرسان بالمدرسة و كذا أبويها الفقيرين ، لم ترغب أن تسلك ما سلكته بعض الفتيات من فساد و دعارة فهي تكتري غرفة بـ 200 درهما تمكت فيها رفقة اسرتها أما معدل مدخولها اليومي فهو في حدود 30 درهما ، أما رحمة التي جاوزت الخمسين فحظها أقل من رشيدة بحكم السن حيث تقول أن المشغلين لا يختارون إلا الصغيرات و " ما بقا فينا ما يدار راهم باغين الصغر و الزين " لذلك فهي لا تظفر بعمل إلا نادرا مما يجعلها تقوم بأعمال الخدمة في بعض البيوت أحيانا لسد حاجياتها و حاجيات زوجها العليل .أما الزوهرة فتاة ما زالت عازبة تشتغل لسد حاجياتها و حاجيات أمها الوحيدة ، فتقول " لولا ما نأخذه من خضرة و بيعها بنفسنا أو لبعض الخضارة لقتلنا الجوع راني عشر سنين و أنا على هذ الحال" .


إهانة ، تحرش و صبر:
ليس للحظ في هذه الظاهرة مكان و لا للزبونية و المحسوبية مقام بقدر ما وضع من مواصفات من قبل المشغلين أهمها صغر السن ، الصلابة و قوة التحمل ، الطاعة و الخنوع ، حسن القوام و نبرة الحديث الموزون و أن تكون سهلة المنال غير عصبية المزاج لغرض في نفس يعقوب ، ليتم شحنهن كالأبقار على ظهر الشاحنة لتصبح الأجساد متلاصقة و يعلو معها ذكر الصلاة على النبي ، أما الثمن فهو آخر شيء يمكن السؤال عنه لأنه يبقى حسب ما تم الاتفاق عليه بين المشغلين فلكل يوم ثمنه حسب أجواء الطقس و نوعية العمل حيث لا يتجاوز في أقصى الحدود 50 درهما.
لتبقى معاناة هؤلاء النساء اللواتي يقبعن معظمهن تحت وطأة الفقر و الجهل و الأمية لا تنحصر في الانتظار الطويل كيفما كانت أحوال الطقس و لا تنحصر في ظروف العمل الصعبة و لا في الثمن الهزيل مقابل تعبهن بل تبقين بعملهن هذا معرضات لأنواع شتى من الظلم و التعسف كما تقول سميرة ، تلميذة تتخذ من هذا العمل وسيلة لاقتناء ما قد تحتاجه من كتب و أدوات مدرسية و بعض الملابس أمام وضع عائلتها الذي لا يسمح لها بتحقيق ذلك " معاناتنا لا تنحصر في العمل الشاق و قلة الأجرة بل تتعداه إلى النظرة الحيوانية لبعض المشغلين و أبنائهم و وضعنا أمام الأمر الواقع القبول بتلبية غريزته أو الحرمان من العمل مرة أخرى في ضيعته أو حقله ، إضافة إلى نظرة المجتمع لهذه الفئة من نساء " الموقف " على أنهن عاهرات نظرة كلها ازدراء و احتقار " مضيفة بنبرة كلها اسى " فعلا هناك بعض الفتيات اللواتي يستغلن هذه الوضعية باعتبارهن مومسات لا تهمهن الرذيلة ما دمن يحصلن على مبالغ مالية إضافية لكنهن لا يصرحن بذلك فيما هناك فئات تعرضن للتحرش الجنسي و خوفا من الفضيحة فإنهن يفضلن السكوت خوفا على هذا الرزق " وضعية كارثية تعيشها هؤلاء النساء اللواتي يستغللن طوال حياتهن حتى أيام الانتخابات و ذلك من قبل بعض المترشحين و السماسرة على أساس أنهم يقدمون لهم أجرة يوم و عدم الذهاب للعمل للتصويت عليهم مستغلين حاجتهم و فقرهم و جهلهم.


شبه خلاصة:
واقع مرير و حياة أمر كلها تهكيش و تيئيس و نبذ أمام غياب أي مظلة قانونية أو أية حماية اجتماعية يوفرها المجتمع لهذه الفئة من أبناء و بنات المجتمع التي تتلظى بين نارين ، نار الفقر و العوز و نار الذل و الإهانة و الاحتقار ، صورة تعكس العبودية في أسمى تجلياتها جعلت من أجسامهن سخرة لأصحاب المال و النفوذ من أجل " ريالات " تسدن به رمقهن و رمق عائلاتهن غير مباليات بحياتهن التي تحترق يوما بعد يوم ، فعن أية حقوق نتحدث و عن أية شروط كفيلة بالحفاظ على إنسانية البشر و أين هي المدونات و الاتفاقيات و الشراكات و عن أية امرأة نتحدث و ....؟ ؟

محمد الصفى - آزمور

https://doukala.yoo7.com

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى