1 علاج الوسواس و العين و السحر و المس و التوكال بالرقية الشرعية الخميس أبريل 25, 2013 11:10 pm
touab abdrahime
علاج الوسواس و العين و السحر و المس و التوكال بالرقية الشرعية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحابته أجمعين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الأخيار
أما بعد، فهاته رسالة موجزة تلقي الضوء على بعض الأمراض التي تصيب الإنسان ولم يستطع الأطباء تشخيصها رغم تقدم هذا العلم و وسائل تشخيص الداء، وقد صنفوها صنفا واحدا وسموه باسم الأمراض العقلية أو الأمراض النفسية أو الأعصاب، وتـعطى الأقراص المخدرة والمنومة أحيانا لأولئك المرضى مدة حياتهم، كما شاهدته وسمعته وهذا غير خاف على البعض. وللخروج من هاته الدوامة بسلام و بنتيجة إيجابية حتمية بفضل الله ورحمته، نلجأ إلى القرآن الكريم الذي قال فيه ربنا الكريم جل جلاله : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمومنين} وقال : {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} صدق الله العظيم.
نعود إلى تعريف تلك الأمراض التي حّيرت الأطباء. فقد عرفها علماؤنا بأنها خمسة أنواع : الوسواس و العين و السحر و المس و التوكال.
فإذا تسنى لنا معرفة الداء ووصلنا إلى معرفة المرض سَهُل علينا العلاج، ثم الشفاء بإذن الله. فلنشرع بحول الله وقوته في تعدادها.
أولا الوسواس : وهو أخطر الأمراض على الإنسان، لأن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، خارج عن جسده كما بينه الحديث الشريف : (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، إذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس) وكما في سورة الناس. وعلاماته وأعراضه كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، كثرة الشكوك والارتباك وسوء الظن بالآخرين والتخوفات بأنواعها.
ثانيا الحسد أو العين أو التبعة : بعض أعراض هذا المرض ألم مفاجئٌٌ في عضو من أعضاء المصاب أو كسل عن مزاولة أية مهنة من المهن أو أي عمل من الأعمال، بدون سبب حقيقي، واحتمال الإصابة بالعين حقيقية ثابتة بالكتب والسنة المتواترة، نقرأ في سورة الفلق { ومن شر حاسد إذا حسد}.
ثالثا المس أو الجنون أو الصرع : من بعض علاماته وأعراضه عدم تحكم المصاب في جسده إذا كان الجني يسيطر على جسم المريض سيطرة تامة فهو يُفقده الإرادة الشخصية، وقد يستقل به في مكان معين وينفرد به، وهاته الحالة تقع للنساء غالبا، والمقصود من المس وأعني دخول الجني أو الشيطان إلى جسم ابن آدم، هو تنفيذ أوامر رؤسائه أحيانا وأحيانا أخرى يكون منتقما لنفسه أو لأحد أقربائه حينما يصابون بضرر من بني آدم، كإراقة الماء الحار (الماء الساخن) دون ذكر اسم الله عند إراقة ذلك الماء في أي مكان، وقد يكون خادما للساحر لتعذيب المصاب ومنعه من الزواج أو غير ذلك ؛ والأسباب كثيرة يعرفها الكثير ممن يهتمون بهذا الأمر.
وتجدر الإشارة، إضافة إلى ما ذكر أعلاه، بأن أي ألم ووجع يوجد في عضو من أعضاء الإنسان بدون استثناء، قد يكون موطنا للجن وسكناً له في ذلك الجسد. فكثير من المرضى المصابين بالمس عانوا الكثير وأنفقوا أموالا كثيرة لمدة طويلة من الزمن، زاروا خلالها الأطباء المتخصصين، فلم يجدوا راحة وشفاء من ألمِهم ووجعِهم وهذا ما يروى عن الكثير ممن أصيبوا وابتلوا، وقد عولجوا بالرقية الشرعية بعد نطق الجني واعترافه بأنه كان هو الذي سبب الألم للمريض في رأسه مثلا أو في ذراعه أو بطنه أو ظهره أو رجليه كما أسلفت.
رابعا التوكال : علامته وأعراضه ألمٌ بالبطن باستمرار، و أحيانا ظهور طفحات جلدية في جسم المريض واحمرار البشرة يعقبه نحافة وهزال جسم المريض، نتيجة أكل أو شرب مادة سامة موكل عليها شيطان يحرسها في بطن المريض. ومن المعلوم بالضرورة أن المعدة تقوم بهضم ما يصل إليها من أنواع الطعام، ثم تلفظه إلى الخارج، باستثناء هاته المادة الموكل عليها الشيطان يقوم الشيطان بحراستها. وأروي لكم قصة سيدة عُمِل لها هذا التوكال وعانت منه ثلاث سنوات أو أكثر فلم يُفلح الأطباء المتخصصون في علاجها ،لأنهم لا يعرفون هذا النوع من الأمراض أو أنهم لا يصدقون بوقوعه، وقد أنفقت السيدة المريضة أموالا طائلة خلال سنوات المرض، حتى أصبحت لا تستطيع المشي وتسْيير شؤونِها ومنزلِها وُطِلب مني أن أقرأ عليها القرآن فاستجبت، و لما وصلت قول الله تعالى {إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} وكررتها عدة مرات عليها وعلى الماء الذي كان قريبا جدا من فمي وشربت منه شرعت تتقيأ، فأعَدْت الرقية عدة مرات في عدة أيام على كثير من الماء، واستمرت تشرب الماء وتتقيأ ما يقرب من أربعين يوما، وقد أعاد الله إليها صحتها، وقد بشرتها بالشفاء لما اكتشفت الداء فلم تصدقني والحمد لله، ولكن الله سلم، ثم أمرتها بكتم أمرها حتى لا تؤذى مرة أخرى ففعلت، وهي تعيش الآن في عافية برحمة من الله وفضل منه عافانا الله وإياكم شر جميع مخلوقاته، آمين.
خامسا السحر: للسحر علامات وأعراض. يستعمل السحر لأغراض مختلفة على نية الساحر والمسحور له ويقع ذلك على المسحور عليه ويتأذى كثيرا حسب قوة السحر أو ضعفه. وهو مؤثر على نفسية المسحور وقلبه وجميع أعضائه في بعض الأحيان، وهو (15) خمسة عشر نوعا حسب الاستقراء والتتبع. وقد يزيد العدد حسب اهتمام المتتبعين.
النوع الأول من السحر : ربط الزوج عن زوجته أو الزوجة عن زوجها يوم زفافهما ويقع ويصدق على المتزوجين. وقصة لبيد ابن الأعصم اليهودي الذي سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم المروية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شاهدة على وقوع الربط بين المتزوجين، انظر تفسير سورة الفلق لابن كثير.
النوع الثاني سحر الكراهية: أكثره استعمالا ًبين الزوجين المؤدي إلى الفراق وإلى الطلاق. والطلاق يمقته الله ويبغضه ولا يحبه أبدا. وفي الحديث الشريف : (أبغض الحلال إلى الله الطلاق). و إذا كان يبغضه الله ويكرهه فالشيطان لعنة الله عليه يشجع عليه ويدعو إليه ويرَقي أبناءه الرتب العالية ويقول لهم حينما يقوم أحدهم بالتفريق بين المرء وزوجه : نعم أنت نعم أنت، فيجتهد الآخرون في هذا العمل حتى ينالوا من أبيهم إبليس الرُّتبَ السامية. وفي هذا المعنى حديث شريف يعلمه أهل العلم، بدايته : (إن إبليس له عرش على الماء يبعث سراياه ...) وغايته من ذلك ألا يبقى الولاء للزوج على زوجته ولا على أبنائه أو بناته فيغريهم بالحرية الشخصية، فكل واحد يتصرف كيف شاء، ثم إن الزوج المطلق لا يَسْلم هو الآخر من سوء الأخلاق والسلوك، إلا من رحم ربك. وقد يكون سحر الكراهية أيضا بين الشريكين أو الشركاء في العمل، فيتفرقون بدون سبب أو لسبب تافه. ويكون سحر الكراهية بين الأبناء والآباء والإخوة والأخوات وجميع أنواع الأقارب. والغرض من ذلك، قطع صلة الرحم، لأن في قطع صلة الرحم عقاب شديد من الله، ولأن الرحم معلقة بعرش الرحمن، شاء الله لها أن تكون معلقة في عرشه وليس في سماء من السماوات السبع. أخي الكريم، أختي الكريمة الفاضلة، لا تتسرع في طلب الطلاق أبدا، وإن كانت الأحوال صعبة فسيجعل الله لكم الفرج والمخرج، فكل امرأة طلبت الفراق تحت أيةِ ذريعة من الذرائع وأغلبها يكون سحرا وهم لا يشعرون، وأحيانا يكون سبب الطلاق محاولة من طرف الزوجة لأجل التحكم والسيطرة والقيادة، وتسلب القيادة من الزوج فإذا سلبت منه بأي وجه من الوجوه ساءت الأحوال وتفرقت الأسرة وتشتت شملها ونجح الشيطان في أكبر مهمة له، يرضاها ويحبها ويكافئ عليها أبناءه كما أسلفت. يقول ربنا تبارك وتعالى : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}.
النوع الثالث سحر المحبة : أعراض هذا السحر وعلامته المحبة الشديدة الزائدة على العادة والمعتاد، وهي محبة زائفة، قد تكون بين الزوجين أوغيرهما كرئيس معمل أو مصنع، وكل من يكون له إمْرَة على الآخرين، كقائد مثلا، أو رئيس قسم بالنسبة للموظفين، فإن بعض الموظفات وقليل جدا من الموظفين يحظى بالقرب من رئيسه في العمل أكثر من اللازم، لا لثقافته أوحُسن سلوكه و إخلاصه في العمل، فهذا مشروع، ولكني أتكلم على المعمول له سحر المحبة الفاقد للإرادة الطبيعية المميزة.
النوع الرابع سحر الخمول : علامته وأعراضه إهمال المريض نفسه وعدم الاهتمام بها من ناحية النظافة واللباس وعدم مخالطة الناس والمحادثة معهم، فهو قليل الكلام، غير نشيط في أعماله الدينية والدنيوية.
النوع الخامس سحر العقم : يقوم الشيطان الموكل بالسحر بإفساد وإتلاف بل وبقتل البويضة والحيوانات المنوية حتى لا يتم التلاقي و التلاقح. وفي بعض الأحيان، لا يقوم بذلك إلا بعد التلقيح، كالنطفة أو العلقة أو المضغة فيقع النزيف للمرأة وتسيل دما وبعض الناس يظنون أن ذلك شيء عادي وقد يكون عاديا في بعض الأحيان. فعلى الزوجين أن يكونا فطِنَين ذكيين في هذا الأمر حتى لا يُحرمان من الولد فإن طلب الذرية رغب فيه شرعنا وديننا الحنيف.
قصة امرأة بالمهجر تعمل بالمستشفى حار الأطباء في أمرها واستعملوا جميع ما توصلت إليه معرفتهم لأجل أن يتم تكوين الجنين ويقطع تلك المراحل : نطفة فعلقة فمضغة، فلم يفلحوا، ولما عادت إلى أرض الوطن ذهبت إلى أخ صديق لنا فقرأ عليها الرقية فشعرت بألم في بطنها كأن شيئا تقطع، ولما عادت إلى مقر عملها ببلاد المهجر حبلت و أصبحت أم أولاد ببركة كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
سادسا سحر التغوير: بالنسبة للبنت البكر، أو العذراء، يقوم الشيطان المكلف بهاته المهمة بإبعاد البكارة عن موطنها الأصلي، ولا يستطيع الزوج أن يفتض حليلته، ويظن أنها فرطت في بكارتها عن عمد وباختيارها أو عن طريق الاغتصاب فتثور الفتنة بين أهل الزوج و أهل الزوجة وتستمر العداوة والبغضاء والتخاصم، و ترفع القضية إلى المحاكم و{الفتنة أشد من القتل} {والفتنة أكبر من القتل} قرآن كريم .
في بعض الأحيان يكون هذا صحيحا وواقعيا وبعض الحالات تكون عملية سحر وتعاد البكارة إلى موطنها الأصلي ويقع الافتضاض الطبيعي عندما تقرأ الرقية الشرعية وهذا واقع فكلا الأمرين واقع وثابت.
سابعا سحر التبلد : وهو عبارة عن الفتور وعدم الإثارة الجنسية المعهودة، بين الجنسين، وفقد الشعور والإحساس. وقد جاءني رجل يتلمس الحل لهذا السحر لزوجته المعتدى عليها.
ثامنا سحر الانسداد : وهو خاص بالأبكار والعذارى من بنات حواء، من هذا السحر أذكر قصة رجل وحليلته تزوجا منذ أربع سنوات، ولم يستطع افتضاضها وتوسلا بالأطباء، وأجريت لها عملية جراحية، ولكن الأمر لازال على حاله، وفي الأخير اتفقا على الفراق والطلاق. إلا أن رحمة الله وعنايته تداركتهما. أفشى هذا الرجل سره لصديق لي، فدله علي، فذهبت معه إلى منزله فقرأت عليها الرقية الشرعية، وأمرتها باستعمال "النشرة" أي الماء المقروء عليه الرقية الشرعية وبعد مضي شهور لقينى مسرورا، فأخبرني بأن زوجته حبلى والمشكل قد انحل في تلك الليلة التي رقيت فيها زوجته، وقد يكون الانسداد طبيعيا تنفع فيه العملية الجراحية، أما إذا كان سحراً، فلا بد من رقية شرعية محضة. و معنى الانسداد هو عدم الولوج بتاتا.
تاسعا سحر تعطيل الزواج : وهذا النوع منتشر جدا جدا بين الرجال والنساء، وقد يحسون ويشعرون به، وقد لا يعطون للموضوع بالا، وقد يظن المسحور أو المسحورة أن تخوفه من الزواج شيء طبيعي وعادي والأيام تمضي والسن يتقدم إلى الأمام حتى يدخلان في سن العنوسة، ويشيب الرأس كما رأينا ذلك من الطرفين. والمصابون بهذا النوع من السحر يقلقون وينزعجون عندما ينصحهم أحد بالزواج، ولو كان الناصح من ذوي القربى. و لي شخص قريب من هذا النوع، لا زال على حاله، وقد شاب رأسه، نعوذ بالله من ذلك. علماً بأن عدم الزواج يؤدي إلى رذيلة الزنا من الجنسين. وهذا ما يحبه الشيطان ويقوم بتشجيع غير المتزوجين على فعله، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم : (لا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن) لأن الزنا مرضاة للشيطان، مغضبة للرحمن، فليتفطن المرء لذلك وليكن في مرضاة الرحمن. ولا يغرنكم الشيطان، يقول ربنا : {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} صدق الله العظيم. ويخدعكم بزينة الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
عاشرا سحر النزيف : ويعرف في الشريعة بالاستحاضة وهو سيلان الدم في غير وقته، نتيجة لركضة من ركضات الشيطان في رحم المرأة كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه، حيث قال لمن سأله عنه (إنما هو ركضة من ركضات الشيطان)، وحكمه أن المرأة إذا كانت مستحاضة تصوم وتحج وتقرأ القرآن وتتوضأ لكل صلاة، فهي مأمورة بأداء أنواع العبادات، ويجامعها زوجها بخلاف المرأة الحائض، فهي تؤخر تلك العبادات حتى تطهر وتغتسل، كما جاء في القرآن الكريم : { يسألونك عن المحيض قل هو أذى، فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم الله، إن الله يحب التوابين، ويحب المتطهرين} صدق الله العظيم.
الحادي عشر سحر التخيل : يقوم الشيطان الموكل بهذا النوع من السحر بنسج صور وهمية قبيحة المنظر للخطيب أو المخطوبة حتى لا يتزوج منهما أحد رغم جمال كل منهما. وكم من مرة نطق الشيطان الموكل بذلك واعترف بأنه موكل بالسحر، ويشوه صورة الخطيب أو المخطوبة حتى لا يتم الزواج. وجاء الزواج بعد خروجه بإذن الله. فلا بد من اتخاذ الأسباب أيها الإخوة والأخوات حتى لا يفوتكم القطار، وتبقون في محطة الانتظار. أسال الله التوفيق للجميع وأن نذهب في القطار السريع بسلام وأمن وأمان، آمين.
الثاني عشر سحر الجنون : يظن المسحور أو أهله، بأنه مصاب بالمس والجنون، وفي الحقيقة أنه مصاب بالسحر، وليس بالجنون، نظرا لشدة المرض وتأثيره على جسده، فاتخذوا أيها الإخوة والأخوات الاحتياطات اللازمة للمحافظة على صحتكم التي هي أغلى من كل شيء.
الثالث عشر سحر الهواتف : يسمع المسحور وحده أصواتاً مزعجة ومرهبة في مختلف الأوقات، يحدثها الشيطان المأمور بذلك، لإقلاق راحة المصاب و إزعاجه والإضرار به.
الرابع عشر سحر المرض : يظن المسحور وأهله بأنه مصاب بنوع من الأمراض العضوية، فيعرض نفسه على الأطباء ذوي الاختصاص لتشخيص الداء ثم علاجه، فلا ينجحون، رغم وسائلهم العلمية المتطورة، ولكن علاجه يتم بالرقية الشرعية.
الخامس عشر سحر الحرية : هذا النوع، لم أقرأه في كتب السلف الصالح، ولا في كتب الخلف المعاصرين، لكني زرت امرأة تعاني من المرض دون معرفته الحقيقية، ولما قرأت عليها الرقية نطق الشيطان، وقال : إنه موكل بسحر الحرية يحبب إليها الرذيلة ومقدماتها. وقال والدها: إنه كان حريصا أن تكون في مستوى الأخلاق الحميدة عابدة ناسكة، ولكن الحساد غاروا منها وفعلوا لها ما فعلوا هدانا الله وإياهم إلى فعل الخير وترك الشر بأنواعه وأصنافه، آمين.
انتباه و إرشــــاد : جميع أنواع الأقراص والحقن وغيرهما التي تعطى للمصابين بتلك الأمراض لتخديرهم وانهيار أجسادهم وميلهم إلى النوم، غالبا قصد تخفيف معاناتهم فهي غير مستأصلة للداء أبدا، بل هي مهدئة وحسب تجربتي مع هؤلاء الذين يتناولون هاته المخدرات، فإنهم يأكلون أكلا ً لماً أكثر من غيرهم بتأثير المخدرات، وهذا الأكل الكثير يسبب لهم السمنة المفرطة، وقد عشت مع دكتور طبيب في الطب العام، أصيب بالسحر الموكل عليه شياطين أربعة، وذهب إلى الطبيب فنصحه بتناول الأقراص، وقد كان هو نفسه يأمر بعض المرضى بتناولها في حالة عدم التعرف على نوعية المرض، وأصبح يزن مائة وأربعين كيلوغراما، وبعد نطق الشياطين وإخراجهم من جسده بفضل الله، اعترف الطبيب بأنه يأكل كثيرا، فطلبت منه عدم تناول تلك الأقراص فامتثل، وبعد مُضي شهرين زارني وأخبرني بأنه أصبح يقلل من الأكل ونقص عشرة كيلوغرامات من وزنه، وأصبح خفيفا، والحالة تتحسن أكثر فأكثر، وغيره كثير، وبعض المرضى شفاهم الله وعافاهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتركوا تناول تلك الأقراص، فأصبحوا مدمنين عليها، فليفطن المرضى لهذا، ولتكن لهم عزيمة قوية لترك تناول المخدرات بجميع أنواعها وأصنافها، فإنها مضرة بالصحة، ومهلكة للجسد وللطاقة المادية.
صفة الراقي الشرعي : أن يتقي الله في السر والعلن، وأن يتوكل على الله { ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره} صدق الله العظيم. وإذا امتهن هذا العمل أي شخص ولم يدخله من أبوابه الشرعية فسيعرض نفسه وأهله وأعز الناس إليه للفتن والمحن من طرف أولئك الشياطين أو الجن الذين لم يحسن كيفية التعامل معهم فيسبهم ويضربهم ويتهمهم بأنهم ظالمون، و هاته فكرة أكثر الناس سواء كانوا رقاة شرعيين أو دجالين كذابين أفاكين. والحقيقة عكس ذلك، فإن أغلبية أولئك قد أكرهوا على الدخول، والبعض منهم أسمعهم يبكون ويتألمون من ضرب جنودهم، وفريق منهم لا يعرفون تماما كيف دخلوا إلى جسد المصاب،لأن الساحر والساحرة أبرموا عقدا مع ملوك الشياطين ورؤسائهم بأن يعبدوهم بأنواع العبادات الموجبة لسخط الله وغضبه وعقابه دنيا وأخرى، فيقدم الساحر والساحرة الولاء والطاعة غير المشروطة، فيقوم ملوك الشياطين ورؤساؤهم وملوك الجن ورؤساؤهم بإعطاء الأوامر للضباط ، أو الشرطة، أو الجنود، بإرسال أحد منهم أو من الشعب تحت طائلة التخويف من العذاب أو السجن والضرب، وهو غير راض بل وهو كاره أشد ما تكون الكراهة. بعد ما اطلعت على أحوالهم عن كثب علمت أن استعمال اللين والرفق معهم أفضل وسيلة للخروج، دون أن يتأذى المريض من جهة، والموجود بداخل جسمه من جهة ثانية. وقد وقعت عدة حوادث صعق بالكهرباء، وبالضرب المفرط ووسائل أخرى تعذيبية، من طرف أولئك الذين يتطفلون على هذا الميدان، ودخلوه من غير أبوابه الشرعية، فكونوا حريصين على سلامة المريض بدلا من الزيادة في معاناته، وقد كنت في بداية عملي في هذا الميدان استعمل بعض الغلظة عليهم، حتى هديت للطريقة الأمثل التي أنا عليها الآن بفضل الله ورحمته.
و من جملة صفات الراقي الشرعي أن لا يشتغل مع من يزوره من المرضى ويترك صلاة الجمعة والجماعة في المسجد لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال : {خير أعمالكم الصلاة لوقتها} ويقول ربنا تبارك وتعالى {والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}. ولا يجوز لأحد أن يؤخرها حتى يخرج وقتها،و لو كان في الجهاد والمعارك، فإذا ضيع الصلاة كان لِما سواها أَضْيَع، فلا خير في من يفعل ذلك على الإطلاق، يزعم أنه ينفع الناس، وهو في الواقع يضر نفسه، وقد يصل به الحال إلى ترك سنن الهدى بل إلى النفاق أو إلى الكف، والعياذ بالله من ذلك، فهذا ليس من عمل العقلاء، بل هو عمل السفهاء.
احرص يا أخي على طاعة ربك أشد ما يكون الحرص، لتفلح في عملك، وتكون نيتك مساعدة المريض لا أن تستولي وتستحوذ على أمواله بتمويه الحقائق والكذب والحيل، فإن فعلت ذلك فالله لا يقبل منك صرفا ولا عدلا، فإن أكل الحرام محروم صاحبه من الأجر والثواب على جميع أنواع عباداته كما في القرآن الكريم : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ). والحديث الشريف {... ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له}.
ففرقوا أيها الإخوة الكرام بين الراقي الشرعي، وبين الدجالين الأفاكين الذين يأكلون أموال الناس ظلما وعدوانا بدون خوف من الجليل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أما صفات الرقاة غير الشرعيين فهي كثيرة : يطلبون مبالغ مالية باهظة من المريض قبل الشروع في العمل أو بعده، وإن كانت الأجرة على الرقية جائزة كما في الحديث الشريف لقوله صلى الله عليه و سلم لأولئك النفر من الصحابة : (اضربوا لي معكم بسهم فإن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) وقد رقى الصحابي الجليل ذلك اللديغ بفاتحة الكتاب. فان الاعتدال فيها أقرب إلى التقوى ومن استغنى أغناه الله. أما البخلاء فإنهم يقولون لا يجوز أخذ الأجرة على الرقية، لأنهم يأخذون الأجرة على قراءة القرآن، نقول لهؤلاء البخلاء لماذا تدفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة التربية الوطنية أجورا لمن يعملون في الحقل الديني؟ عودوا إلى سنة رسول الله ترتاحوا لقول الله جل جلاله : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} فرسول الله أخذ الأجرة وأقرها وأصبحت الأجرة سنة.
ومن صفة المشعوذين هؤلاء، كتابة تعاويذ فيها أسماء الله أو بعض آيات من كتاب الله مع كتابة أسماء الشياطين مقروءة ومفهومة وبعضها عبارة عن حروف متقطعة أو جداول ثلاثية أو رباعية أو خماسية أو غير ذلك، وبعضها يكون بالأرقام العربية مثلا : 1234 فإذا قرأنا هاته الأرقام تعطينا اسم شيطان أو شياطين المعبودين، وكثير منهم يطلبون تقديم القرابين للشياطين كالذبح. والذبح لغير الله شرك أو طلب اسم المريض وأمه وطلب أثمنة البخور أو استعماله، وقد تكون تلك البخور كريهة نتـــنـة، وحِيَلُهم الكفرية والشركية كثيرة متداولة بينهم ومعروفة عندهم. وقـد يأمرون المريض بأن يطلب الشفاء من المقبورين، الذين هم في أمس الحاجة إلى دعاء الأحياء، فانتبهوا يا إخواني الكرام من الشرك والمشركين { إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} { ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}، صدق الله العظيم.
وهؤلاء هم الذين يزين لهم الشيطان أسماءهم لعامة الناس لأنهم أولياؤه ومحبوه والمقربون إليه، فالناس عموما يسمون هؤلاء بالفقيه وبالشريف والشريفة والحاج والحاجة، وهم في الحقيقة سحرة وكهنة، حكمهم في شريعتنا وملتنا القتل شرعا، لإفسادهم المجتمع وتكثير الفتن وقطع الكلام وصلة الأرحام، وقد جاء في كتاب الله بأن الشيطان يقوم بتزيين الأسماء والأشياء التي يريدها لإغواء الكثير من الناس المغفلين منها ما حكاه الله في القرآن الكريم، يقول الشيطان لربه : {لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} بفتح اللام.
فمن أراد أن يذهب إلى شخص ما، فلا يتعَجَّل حتى لا يذهب إليه بهمّ وغم ومرض واحد، ثم يعود إلى بيته بغمومٍ وهموٍم وأمراض ليس إلى شفائها طريق، وكمثال على ذلك، حينما تحل بساحتهم ويستقبلونك، يقولون لك إنك مسحور من طرف أسرة الزوجة أو أقاربها، وإذا كانت المرأة يقولون لها إنك مسحورة من طرف أم زوجك أو أخواته أو أقاربه وهاته سماتهم وعلاماتهم فكن حذرا فطنا.
بعدما استعرضت ما ذكر أعلاه، فلا بد أن نقول للقارئ والقارئة : هل ثم من علاج ناجع؟ أقول إن هدفي من ذكر تلكم الأمراض هو ذكر علاجها. والعلاج علاجان :
فالعلاج الأول هو علاج النفس من جميع الأمراض القلبية : الكبرياء والحسد والكذب والغيبة والنميمة إلى غير ذلك والدافع الأساسي لفعل أنواع السحر هو الحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والحاسد يفعل كل شيء حتى القتل، كما في قصة قابيل وهابيل ابني آدم. ومن الأمراض حب العاجلة، ويفضلها على الأخرى، وهي كثيرة، فبسبب هاته الأمراض المعنوية والبعد عن الله وعدم مراقبته والغفلة الشديدة يقوم بعض الخبثاء الذين أظْلَمت قلوبهم وانطمست أعينهم باستعمال أنواع السحر المذكورة وغيرها لإخوانهم المؤمنين والمؤمنات. والله تعالى يقول : {والذين يوذون المومنين والمومنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} صدق الله العظيم. فالحاسد والحاسدة يقومان بهذا العمل بأنفسهما أحيانا وأحيانا أخرى يذهبون إلى من يسمونهم بغير أسمائهم الحقيقية لإلحاق تلك الأضرارالمختلفة التي ذكرتها آنفا ظلما وعدوانا. فالمسلم والمسلمة عليهما أن يعيشا بقلب سليم فإذا كان القلب مريضا فعل كل شيء {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} قرآن كريم.
نسأل الله أن يرزقنا جميعا قلبا سليما، وفى الحديث الشريف (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله) وفي حديث آخر : (المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده) وفي حديث آخر يقول فيه الرسول صلى الله عليه و سلم مخاطبا بيت الله الحرام (حرمة المؤمن أعظم من حرمتك).
النوع الثاني من العلاج لأجل الشفاء بإذن الله من تلكم الأمراض جميعها، فهي الرقية الشرعية، بمعنى أن تلك الأمراض، تؤثر فيها بعض الآيات القرآنية المخصوصة، فللسحر آيات، وللمس آيات ، وللعين آيات، وللتوكال آيات كما هو مُدَوَّن عند السلف والخلف في كتبهم جزاهم الله خيرا، بل توجد هناك أشرطة كثيرة مسجل فيها الرقية الشرعية، من طرف قراء وعلماء مشهورين عالميا جزاهم الله خير الجزاء، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم وميزان حسنات آبائهم وأجدادهم، وجميع من ينتسبون إليهم بفضل الله ورحمته. وقد يقول قائل بل قائلون إننا نستمع إلى الرقية الشرعية عدة مرات والحالة لا زالت لم تشــف رغم وجود بعض التحسن الطفيف، فهذا الشعور بالتحسن يُنَبؤك بالمزيد من الاستماع حتى تكون النتيجة مرضية جدا.
ويعود بطؤ الشفاء لافتقار شروط الاستماع للرقية التي نص عليها علماؤنا الأجلاء في كتبهم أو في بداية تلك الأشرطة. إذاً الخلل حاصل وموجود في المستمع الذي لم يتقيد بتلك الشروط، منها الهدوء التام، والجلوس لها، وحسن النية، وبالنسبة للمرأة أن يكون عليها لباس الحشمة والوقار والاحترام، كأنها في الصلاة، وإذا كانت متبرجة وهى تستمع إلى الرقية، فربما لا تجد لها أثرا ومن ناحية أخرى فإن زيارة بعض الإخوة، أو استدعاؤهم لقراءة الرقية مباشرة على المريض، فإن النتيجة تكون إيجابية، ولا يستغرق الوقت طويلا، أما التقاعس عن طلب المساعدة من الآخرين يسبب لك طول انتظار الشفاء، وتزداد معاناة بعد معاناة، واحذر من الكذابين الدجالين الذين وصفتهم سابقا، ومن المعلوم والمعروف أن الطبيب إذا مرض زار طبيبا آخر، ليعالجه ويصبح تحت مراقبته وطاعته، ونشير إلى أن أم المؤمنين عائشة كانت ترقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرض الذي توفي فيه وتمسح جسده بيديه الشريفتين رجاءَ بَركَتِهما.
أسال الله لنا و لكم العفو والعافية، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إذا سألتم الله فاسألوه العفو والعافية). فلا تتردد في طلب الاستعانة بالآخرين الذين لهم تجربة وخبرة في كل ميدان من الميادين، والله يوصينا بالتعاون في عدة آيات قرآنية : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. وفى الحديث الشريف : (من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
بسم الله الرحمان الرحيم العلاج بالقران الكريم صرع الجن اسحر التوكال العين الوسواس الم الرأس الم المفاصيل والامراض النفسية والعصبية والله هو اشافي
الطب النبوي الرقية الشرعية
تشخيص المرض مجاننا من طرف تواب عبدالرحيم عبرالهاتف والبريد الالكترون
نحن مستعدين لتلقي كافة استفساراتكم
touababdrrahim@gmail.com facebook Abdrahim Tawab
66 89 92 61 60
والله هو اشافي
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحابته أجمعين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الأخيار
أما بعد، فهاته رسالة موجزة تلقي الضوء على بعض الأمراض التي تصيب الإنسان ولم يستطع الأطباء تشخيصها رغم تقدم هذا العلم و وسائل تشخيص الداء، وقد صنفوها صنفا واحدا وسموه باسم الأمراض العقلية أو الأمراض النفسية أو الأعصاب، وتـعطى الأقراص المخدرة والمنومة أحيانا لأولئك المرضى مدة حياتهم، كما شاهدته وسمعته وهذا غير خاف على البعض. وللخروج من هاته الدوامة بسلام و بنتيجة إيجابية حتمية بفضل الله ورحمته، نلجأ إلى القرآن الكريم الذي قال فيه ربنا الكريم جل جلاله : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمومنين} وقال : {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} صدق الله العظيم.
نعود إلى تعريف تلك الأمراض التي حّيرت الأطباء. فقد عرفها علماؤنا بأنها خمسة أنواع : الوسواس و العين و السحر و المس و التوكال.
فإذا تسنى لنا معرفة الداء ووصلنا إلى معرفة المرض سَهُل علينا العلاج، ثم الشفاء بإذن الله. فلنشرع بحول الله وقوته في تعدادها.
أولا الوسواس : وهو أخطر الأمراض على الإنسان، لأن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، خارج عن جسده كما بينه الحديث الشريف : (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، إذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس) وكما في سورة الناس. وعلاماته وأعراضه كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، كثرة الشكوك والارتباك وسوء الظن بالآخرين والتخوفات بأنواعها.
ثانيا الحسد أو العين أو التبعة : بعض أعراض هذا المرض ألم مفاجئٌٌ في عضو من أعضاء المصاب أو كسل عن مزاولة أية مهنة من المهن أو أي عمل من الأعمال، بدون سبب حقيقي، واحتمال الإصابة بالعين حقيقية ثابتة بالكتب والسنة المتواترة، نقرأ في سورة الفلق { ومن شر حاسد إذا حسد}.
ثالثا المس أو الجنون أو الصرع : من بعض علاماته وأعراضه عدم تحكم المصاب في جسده إذا كان الجني يسيطر على جسم المريض سيطرة تامة فهو يُفقده الإرادة الشخصية، وقد يستقل به في مكان معين وينفرد به، وهاته الحالة تقع للنساء غالبا، والمقصود من المس وأعني دخول الجني أو الشيطان إلى جسم ابن آدم، هو تنفيذ أوامر رؤسائه أحيانا وأحيانا أخرى يكون منتقما لنفسه أو لأحد أقربائه حينما يصابون بضرر من بني آدم، كإراقة الماء الحار (الماء الساخن) دون ذكر اسم الله عند إراقة ذلك الماء في أي مكان، وقد يكون خادما للساحر لتعذيب المصاب ومنعه من الزواج أو غير ذلك ؛ والأسباب كثيرة يعرفها الكثير ممن يهتمون بهذا الأمر.
وتجدر الإشارة، إضافة إلى ما ذكر أعلاه، بأن أي ألم ووجع يوجد في عضو من أعضاء الإنسان بدون استثناء، قد يكون موطنا للجن وسكناً له في ذلك الجسد. فكثير من المرضى المصابين بالمس عانوا الكثير وأنفقوا أموالا كثيرة لمدة طويلة من الزمن، زاروا خلالها الأطباء المتخصصين، فلم يجدوا راحة وشفاء من ألمِهم ووجعِهم وهذا ما يروى عن الكثير ممن أصيبوا وابتلوا، وقد عولجوا بالرقية الشرعية بعد نطق الجني واعترافه بأنه كان هو الذي سبب الألم للمريض في رأسه مثلا أو في ذراعه أو بطنه أو ظهره أو رجليه كما أسلفت.
رابعا التوكال : علامته وأعراضه ألمٌ بالبطن باستمرار، و أحيانا ظهور طفحات جلدية في جسم المريض واحمرار البشرة يعقبه نحافة وهزال جسم المريض، نتيجة أكل أو شرب مادة سامة موكل عليها شيطان يحرسها في بطن المريض. ومن المعلوم بالضرورة أن المعدة تقوم بهضم ما يصل إليها من أنواع الطعام، ثم تلفظه إلى الخارج، باستثناء هاته المادة الموكل عليها الشيطان يقوم الشيطان بحراستها. وأروي لكم قصة سيدة عُمِل لها هذا التوكال وعانت منه ثلاث سنوات أو أكثر فلم يُفلح الأطباء المتخصصون في علاجها ،لأنهم لا يعرفون هذا النوع من الأمراض أو أنهم لا يصدقون بوقوعه، وقد أنفقت السيدة المريضة أموالا طائلة خلال سنوات المرض، حتى أصبحت لا تستطيع المشي وتسْيير شؤونِها ومنزلِها وُطِلب مني أن أقرأ عليها القرآن فاستجبت، و لما وصلت قول الله تعالى {إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} وكررتها عدة مرات عليها وعلى الماء الذي كان قريبا جدا من فمي وشربت منه شرعت تتقيأ، فأعَدْت الرقية عدة مرات في عدة أيام على كثير من الماء، واستمرت تشرب الماء وتتقيأ ما يقرب من أربعين يوما، وقد أعاد الله إليها صحتها، وقد بشرتها بالشفاء لما اكتشفت الداء فلم تصدقني والحمد لله، ولكن الله سلم، ثم أمرتها بكتم أمرها حتى لا تؤذى مرة أخرى ففعلت، وهي تعيش الآن في عافية برحمة من الله وفضل منه عافانا الله وإياكم شر جميع مخلوقاته، آمين.
خامسا السحر: للسحر علامات وأعراض. يستعمل السحر لأغراض مختلفة على نية الساحر والمسحور له ويقع ذلك على المسحور عليه ويتأذى كثيرا حسب قوة السحر أو ضعفه. وهو مؤثر على نفسية المسحور وقلبه وجميع أعضائه في بعض الأحيان، وهو (15) خمسة عشر نوعا حسب الاستقراء والتتبع. وقد يزيد العدد حسب اهتمام المتتبعين.
النوع الأول من السحر : ربط الزوج عن زوجته أو الزوجة عن زوجها يوم زفافهما ويقع ويصدق على المتزوجين. وقصة لبيد ابن الأعصم اليهودي الذي سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم المروية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شاهدة على وقوع الربط بين المتزوجين، انظر تفسير سورة الفلق لابن كثير.
النوع الثاني سحر الكراهية: أكثره استعمالا ًبين الزوجين المؤدي إلى الفراق وإلى الطلاق. والطلاق يمقته الله ويبغضه ولا يحبه أبدا. وفي الحديث الشريف : (أبغض الحلال إلى الله الطلاق). و إذا كان يبغضه الله ويكرهه فالشيطان لعنة الله عليه يشجع عليه ويدعو إليه ويرَقي أبناءه الرتب العالية ويقول لهم حينما يقوم أحدهم بالتفريق بين المرء وزوجه : نعم أنت نعم أنت، فيجتهد الآخرون في هذا العمل حتى ينالوا من أبيهم إبليس الرُّتبَ السامية. وفي هذا المعنى حديث شريف يعلمه أهل العلم، بدايته : (إن إبليس له عرش على الماء يبعث سراياه ...) وغايته من ذلك ألا يبقى الولاء للزوج على زوجته ولا على أبنائه أو بناته فيغريهم بالحرية الشخصية، فكل واحد يتصرف كيف شاء، ثم إن الزوج المطلق لا يَسْلم هو الآخر من سوء الأخلاق والسلوك، إلا من رحم ربك. وقد يكون سحر الكراهية أيضا بين الشريكين أو الشركاء في العمل، فيتفرقون بدون سبب أو لسبب تافه. ويكون سحر الكراهية بين الأبناء والآباء والإخوة والأخوات وجميع أنواع الأقارب. والغرض من ذلك، قطع صلة الرحم، لأن في قطع صلة الرحم عقاب شديد من الله، ولأن الرحم معلقة بعرش الرحمن، شاء الله لها أن تكون معلقة في عرشه وليس في سماء من السماوات السبع. أخي الكريم، أختي الكريمة الفاضلة، لا تتسرع في طلب الطلاق أبدا، وإن كانت الأحوال صعبة فسيجعل الله لكم الفرج والمخرج، فكل امرأة طلبت الفراق تحت أيةِ ذريعة من الذرائع وأغلبها يكون سحرا وهم لا يشعرون، وأحيانا يكون سبب الطلاق محاولة من طرف الزوجة لأجل التحكم والسيطرة والقيادة، وتسلب القيادة من الزوج فإذا سلبت منه بأي وجه من الوجوه ساءت الأحوال وتفرقت الأسرة وتشتت شملها ونجح الشيطان في أكبر مهمة له، يرضاها ويحبها ويكافئ عليها أبناءه كما أسلفت. يقول ربنا تبارك وتعالى : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}.
النوع الثالث سحر المحبة : أعراض هذا السحر وعلامته المحبة الشديدة الزائدة على العادة والمعتاد، وهي محبة زائفة، قد تكون بين الزوجين أوغيرهما كرئيس معمل أو مصنع، وكل من يكون له إمْرَة على الآخرين، كقائد مثلا، أو رئيس قسم بالنسبة للموظفين، فإن بعض الموظفات وقليل جدا من الموظفين يحظى بالقرب من رئيسه في العمل أكثر من اللازم، لا لثقافته أوحُسن سلوكه و إخلاصه في العمل، فهذا مشروع، ولكني أتكلم على المعمول له سحر المحبة الفاقد للإرادة الطبيعية المميزة.
النوع الرابع سحر الخمول : علامته وأعراضه إهمال المريض نفسه وعدم الاهتمام بها من ناحية النظافة واللباس وعدم مخالطة الناس والمحادثة معهم، فهو قليل الكلام، غير نشيط في أعماله الدينية والدنيوية.
النوع الخامس سحر العقم : يقوم الشيطان الموكل بالسحر بإفساد وإتلاف بل وبقتل البويضة والحيوانات المنوية حتى لا يتم التلاقي و التلاقح. وفي بعض الأحيان، لا يقوم بذلك إلا بعد التلقيح، كالنطفة أو العلقة أو المضغة فيقع النزيف للمرأة وتسيل دما وبعض الناس يظنون أن ذلك شيء عادي وقد يكون عاديا في بعض الأحيان. فعلى الزوجين أن يكونا فطِنَين ذكيين في هذا الأمر حتى لا يُحرمان من الولد فإن طلب الذرية رغب فيه شرعنا وديننا الحنيف.
قصة امرأة بالمهجر تعمل بالمستشفى حار الأطباء في أمرها واستعملوا جميع ما توصلت إليه معرفتهم لأجل أن يتم تكوين الجنين ويقطع تلك المراحل : نطفة فعلقة فمضغة، فلم يفلحوا، ولما عادت إلى أرض الوطن ذهبت إلى أخ صديق لنا فقرأ عليها الرقية فشعرت بألم في بطنها كأن شيئا تقطع، ولما عادت إلى مقر عملها ببلاد المهجر حبلت و أصبحت أم أولاد ببركة كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
سادسا سحر التغوير: بالنسبة للبنت البكر، أو العذراء، يقوم الشيطان المكلف بهاته المهمة بإبعاد البكارة عن موطنها الأصلي، ولا يستطيع الزوج أن يفتض حليلته، ويظن أنها فرطت في بكارتها عن عمد وباختيارها أو عن طريق الاغتصاب فتثور الفتنة بين أهل الزوج و أهل الزوجة وتستمر العداوة والبغضاء والتخاصم، و ترفع القضية إلى المحاكم و{الفتنة أشد من القتل} {والفتنة أكبر من القتل} قرآن كريم .
في بعض الأحيان يكون هذا صحيحا وواقعيا وبعض الحالات تكون عملية سحر وتعاد البكارة إلى موطنها الأصلي ويقع الافتضاض الطبيعي عندما تقرأ الرقية الشرعية وهذا واقع فكلا الأمرين واقع وثابت.
سابعا سحر التبلد : وهو عبارة عن الفتور وعدم الإثارة الجنسية المعهودة، بين الجنسين، وفقد الشعور والإحساس. وقد جاءني رجل يتلمس الحل لهذا السحر لزوجته المعتدى عليها.
ثامنا سحر الانسداد : وهو خاص بالأبكار والعذارى من بنات حواء، من هذا السحر أذكر قصة رجل وحليلته تزوجا منذ أربع سنوات، ولم يستطع افتضاضها وتوسلا بالأطباء، وأجريت لها عملية جراحية، ولكن الأمر لازال على حاله، وفي الأخير اتفقا على الفراق والطلاق. إلا أن رحمة الله وعنايته تداركتهما. أفشى هذا الرجل سره لصديق لي، فدله علي، فذهبت معه إلى منزله فقرأت عليها الرقية الشرعية، وأمرتها باستعمال "النشرة" أي الماء المقروء عليه الرقية الشرعية وبعد مضي شهور لقينى مسرورا، فأخبرني بأن زوجته حبلى والمشكل قد انحل في تلك الليلة التي رقيت فيها زوجته، وقد يكون الانسداد طبيعيا تنفع فيه العملية الجراحية، أما إذا كان سحراً، فلا بد من رقية شرعية محضة. و معنى الانسداد هو عدم الولوج بتاتا.
تاسعا سحر تعطيل الزواج : وهذا النوع منتشر جدا جدا بين الرجال والنساء، وقد يحسون ويشعرون به، وقد لا يعطون للموضوع بالا، وقد يظن المسحور أو المسحورة أن تخوفه من الزواج شيء طبيعي وعادي والأيام تمضي والسن يتقدم إلى الأمام حتى يدخلان في سن العنوسة، ويشيب الرأس كما رأينا ذلك من الطرفين. والمصابون بهذا النوع من السحر يقلقون وينزعجون عندما ينصحهم أحد بالزواج، ولو كان الناصح من ذوي القربى. و لي شخص قريب من هذا النوع، لا زال على حاله، وقد شاب رأسه، نعوذ بالله من ذلك. علماً بأن عدم الزواج يؤدي إلى رذيلة الزنا من الجنسين. وهذا ما يحبه الشيطان ويقوم بتشجيع غير المتزوجين على فعله، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم : (لا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن) لأن الزنا مرضاة للشيطان، مغضبة للرحمن، فليتفطن المرء لذلك وليكن في مرضاة الرحمن. ولا يغرنكم الشيطان، يقول ربنا : {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} صدق الله العظيم. ويخدعكم بزينة الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
عاشرا سحر النزيف : ويعرف في الشريعة بالاستحاضة وهو سيلان الدم في غير وقته، نتيجة لركضة من ركضات الشيطان في رحم المرأة كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه، حيث قال لمن سأله عنه (إنما هو ركضة من ركضات الشيطان)، وحكمه أن المرأة إذا كانت مستحاضة تصوم وتحج وتقرأ القرآن وتتوضأ لكل صلاة، فهي مأمورة بأداء أنواع العبادات، ويجامعها زوجها بخلاف المرأة الحائض، فهي تؤخر تلك العبادات حتى تطهر وتغتسل، كما جاء في القرآن الكريم : { يسألونك عن المحيض قل هو أذى، فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم الله، إن الله يحب التوابين، ويحب المتطهرين} صدق الله العظيم.
الحادي عشر سحر التخيل : يقوم الشيطان الموكل بهذا النوع من السحر بنسج صور وهمية قبيحة المنظر للخطيب أو المخطوبة حتى لا يتزوج منهما أحد رغم جمال كل منهما. وكم من مرة نطق الشيطان الموكل بذلك واعترف بأنه موكل بالسحر، ويشوه صورة الخطيب أو المخطوبة حتى لا يتم الزواج. وجاء الزواج بعد خروجه بإذن الله. فلا بد من اتخاذ الأسباب أيها الإخوة والأخوات حتى لا يفوتكم القطار، وتبقون في محطة الانتظار. أسال الله التوفيق للجميع وأن نذهب في القطار السريع بسلام وأمن وأمان، آمين.
الثاني عشر سحر الجنون : يظن المسحور أو أهله، بأنه مصاب بالمس والجنون، وفي الحقيقة أنه مصاب بالسحر، وليس بالجنون، نظرا لشدة المرض وتأثيره على جسده، فاتخذوا أيها الإخوة والأخوات الاحتياطات اللازمة للمحافظة على صحتكم التي هي أغلى من كل شيء.
الثالث عشر سحر الهواتف : يسمع المسحور وحده أصواتاً مزعجة ومرهبة في مختلف الأوقات، يحدثها الشيطان المأمور بذلك، لإقلاق راحة المصاب و إزعاجه والإضرار به.
الرابع عشر سحر المرض : يظن المسحور وأهله بأنه مصاب بنوع من الأمراض العضوية، فيعرض نفسه على الأطباء ذوي الاختصاص لتشخيص الداء ثم علاجه، فلا ينجحون، رغم وسائلهم العلمية المتطورة، ولكن علاجه يتم بالرقية الشرعية.
الخامس عشر سحر الحرية : هذا النوع، لم أقرأه في كتب السلف الصالح، ولا في كتب الخلف المعاصرين، لكني زرت امرأة تعاني من المرض دون معرفته الحقيقية، ولما قرأت عليها الرقية نطق الشيطان، وقال : إنه موكل بسحر الحرية يحبب إليها الرذيلة ومقدماتها. وقال والدها: إنه كان حريصا أن تكون في مستوى الأخلاق الحميدة عابدة ناسكة، ولكن الحساد غاروا منها وفعلوا لها ما فعلوا هدانا الله وإياهم إلى فعل الخير وترك الشر بأنواعه وأصنافه، آمين.
انتباه و إرشــــاد : جميع أنواع الأقراص والحقن وغيرهما التي تعطى للمصابين بتلك الأمراض لتخديرهم وانهيار أجسادهم وميلهم إلى النوم، غالبا قصد تخفيف معاناتهم فهي غير مستأصلة للداء أبدا، بل هي مهدئة وحسب تجربتي مع هؤلاء الذين يتناولون هاته المخدرات، فإنهم يأكلون أكلا ً لماً أكثر من غيرهم بتأثير المخدرات، وهذا الأكل الكثير يسبب لهم السمنة المفرطة، وقد عشت مع دكتور طبيب في الطب العام، أصيب بالسحر الموكل عليه شياطين أربعة، وذهب إلى الطبيب فنصحه بتناول الأقراص، وقد كان هو نفسه يأمر بعض المرضى بتناولها في حالة عدم التعرف على نوعية المرض، وأصبح يزن مائة وأربعين كيلوغراما، وبعد نطق الشياطين وإخراجهم من جسده بفضل الله، اعترف الطبيب بأنه يأكل كثيرا، فطلبت منه عدم تناول تلك الأقراص فامتثل، وبعد مُضي شهرين زارني وأخبرني بأنه أصبح يقلل من الأكل ونقص عشرة كيلوغرامات من وزنه، وأصبح خفيفا، والحالة تتحسن أكثر فأكثر، وغيره كثير، وبعض المرضى شفاهم الله وعافاهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتركوا تناول تلك الأقراص، فأصبحوا مدمنين عليها، فليفطن المرضى لهذا، ولتكن لهم عزيمة قوية لترك تناول المخدرات بجميع أنواعها وأصنافها، فإنها مضرة بالصحة، ومهلكة للجسد وللطاقة المادية.
صفة الراقي الشرعي : أن يتقي الله في السر والعلن، وأن يتوكل على الله { ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره} صدق الله العظيم. وإذا امتهن هذا العمل أي شخص ولم يدخله من أبوابه الشرعية فسيعرض نفسه وأهله وأعز الناس إليه للفتن والمحن من طرف أولئك الشياطين أو الجن الذين لم يحسن كيفية التعامل معهم فيسبهم ويضربهم ويتهمهم بأنهم ظالمون، و هاته فكرة أكثر الناس سواء كانوا رقاة شرعيين أو دجالين كذابين أفاكين. والحقيقة عكس ذلك، فإن أغلبية أولئك قد أكرهوا على الدخول، والبعض منهم أسمعهم يبكون ويتألمون من ضرب جنودهم، وفريق منهم لا يعرفون تماما كيف دخلوا إلى جسد المصاب،لأن الساحر والساحرة أبرموا عقدا مع ملوك الشياطين ورؤسائهم بأن يعبدوهم بأنواع العبادات الموجبة لسخط الله وغضبه وعقابه دنيا وأخرى، فيقدم الساحر والساحرة الولاء والطاعة غير المشروطة، فيقوم ملوك الشياطين ورؤساؤهم وملوك الجن ورؤساؤهم بإعطاء الأوامر للضباط ، أو الشرطة، أو الجنود، بإرسال أحد منهم أو من الشعب تحت طائلة التخويف من العذاب أو السجن والضرب، وهو غير راض بل وهو كاره أشد ما تكون الكراهة. بعد ما اطلعت على أحوالهم عن كثب علمت أن استعمال اللين والرفق معهم أفضل وسيلة للخروج، دون أن يتأذى المريض من جهة، والموجود بداخل جسمه من جهة ثانية. وقد وقعت عدة حوادث صعق بالكهرباء، وبالضرب المفرط ووسائل أخرى تعذيبية، من طرف أولئك الذين يتطفلون على هذا الميدان، ودخلوه من غير أبوابه الشرعية، فكونوا حريصين على سلامة المريض بدلا من الزيادة في معاناته، وقد كنت في بداية عملي في هذا الميدان استعمل بعض الغلظة عليهم، حتى هديت للطريقة الأمثل التي أنا عليها الآن بفضل الله ورحمته.
و من جملة صفات الراقي الشرعي أن لا يشتغل مع من يزوره من المرضى ويترك صلاة الجمعة والجماعة في المسجد لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال : {خير أعمالكم الصلاة لوقتها} ويقول ربنا تبارك وتعالى {والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}. ولا يجوز لأحد أن يؤخرها حتى يخرج وقتها،و لو كان في الجهاد والمعارك، فإذا ضيع الصلاة كان لِما سواها أَضْيَع، فلا خير في من يفعل ذلك على الإطلاق، يزعم أنه ينفع الناس، وهو في الواقع يضر نفسه، وقد يصل به الحال إلى ترك سنن الهدى بل إلى النفاق أو إلى الكف، والعياذ بالله من ذلك، فهذا ليس من عمل العقلاء، بل هو عمل السفهاء.
احرص يا أخي على طاعة ربك أشد ما يكون الحرص، لتفلح في عملك، وتكون نيتك مساعدة المريض لا أن تستولي وتستحوذ على أمواله بتمويه الحقائق والكذب والحيل، فإن فعلت ذلك فالله لا يقبل منك صرفا ولا عدلا، فإن أكل الحرام محروم صاحبه من الأجر والثواب على جميع أنواع عباداته كما في القرآن الكريم : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ). والحديث الشريف {... ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له}.
ففرقوا أيها الإخوة الكرام بين الراقي الشرعي، وبين الدجالين الأفاكين الذين يأكلون أموال الناس ظلما وعدوانا بدون خوف من الجليل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أما صفات الرقاة غير الشرعيين فهي كثيرة : يطلبون مبالغ مالية باهظة من المريض قبل الشروع في العمل أو بعده، وإن كانت الأجرة على الرقية جائزة كما في الحديث الشريف لقوله صلى الله عليه و سلم لأولئك النفر من الصحابة : (اضربوا لي معكم بسهم فإن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) وقد رقى الصحابي الجليل ذلك اللديغ بفاتحة الكتاب. فان الاعتدال فيها أقرب إلى التقوى ومن استغنى أغناه الله. أما البخلاء فإنهم يقولون لا يجوز أخذ الأجرة على الرقية، لأنهم يأخذون الأجرة على قراءة القرآن، نقول لهؤلاء البخلاء لماذا تدفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة التربية الوطنية أجورا لمن يعملون في الحقل الديني؟ عودوا إلى سنة رسول الله ترتاحوا لقول الله جل جلاله : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} فرسول الله أخذ الأجرة وأقرها وأصبحت الأجرة سنة.
ومن صفة المشعوذين هؤلاء، كتابة تعاويذ فيها أسماء الله أو بعض آيات من كتاب الله مع كتابة أسماء الشياطين مقروءة ومفهومة وبعضها عبارة عن حروف متقطعة أو جداول ثلاثية أو رباعية أو خماسية أو غير ذلك، وبعضها يكون بالأرقام العربية مثلا : 1234 فإذا قرأنا هاته الأرقام تعطينا اسم شيطان أو شياطين المعبودين، وكثير منهم يطلبون تقديم القرابين للشياطين كالذبح. والذبح لغير الله شرك أو طلب اسم المريض وأمه وطلب أثمنة البخور أو استعماله، وقد تكون تلك البخور كريهة نتـــنـة، وحِيَلُهم الكفرية والشركية كثيرة متداولة بينهم ومعروفة عندهم. وقـد يأمرون المريض بأن يطلب الشفاء من المقبورين، الذين هم في أمس الحاجة إلى دعاء الأحياء، فانتبهوا يا إخواني الكرام من الشرك والمشركين { إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} { ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}، صدق الله العظيم.
وهؤلاء هم الذين يزين لهم الشيطان أسماءهم لعامة الناس لأنهم أولياؤه ومحبوه والمقربون إليه، فالناس عموما يسمون هؤلاء بالفقيه وبالشريف والشريفة والحاج والحاجة، وهم في الحقيقة سحرة وكهنة، حكمهم في شريعتنا وملتنا القتل شرعا، لإفسادهم المجتمع وتكثير الفتن وقطع الكلام وصلة الأرحام، وقد جاء في كتاب الله بأن الشيطان يقوم بتزيين الأسماء والأشياء التي يريدها لإغواء الكثير من الناس المغفلين منها ما حكاه الله في القرآن الكريم، يقول الشيطان لربه : {لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} بفتح اللام.
فمن أراد أن يذهب إلى شخص ما، فلا يتعَجَّل حتى لا يذهب إليه بهمّ وغم ومرض واحد، ثم يعود إلى بيته بغمومٍ وهموٍم وأمراض ليس إلى شفائها طريق، وكمثال على ذلك، حينما تحل بساحتهم ويستقبلونك، يقولون لك إنك مسحور من طرف أسرة الزوجة أو أقاربها، وإذا كانت المرأة يقولون لها إنك مسحورة من طرف أم زوجك أو أخواته أو أقاربه وهاته سماتهم وعلاماتهم فكن حذرا فطنا.
بعدما استعرضت ما ذكر أعلاه، فلا بد أن نقول للقارئ والقارئة : هل ثم من علاج ناجع؟ أقول إن هدفي من ذكر تلكم الأمراض هو ذكر علاجها. والعلاج علاجان :
فالعلاج الأول هو علاج النفس من جميع الأمراض القلبية : الكبرياء والحسد والكذب والغيبة والنميمة إلى غير ذلك والدافع الأساسي لفعل أنواع السحر هو الحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والحاسد يفعل كل شيء حتى القتل، كما في قصة قابيل وهابيل ابني آدم. ومن الأمراض حب العاجلة، ويفضلها على الأخرى، وهي كثيرة، فبسبب هاته الأمراض المعنوية والبعد عن الله وعدم مراقبته والغفلة الشديدة يقوم بعض الخبثاء الذين أظْلَمت قلوبهم وانطمست أعينهم باستعمال أنواع السحر المذكورة وغيرها لإخوانهم المؤمنين والمؤمنات. والله تعالى يقول : {والذين يوذون المومنين والمومنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} صدق الله العظيم. فالحاسد والحاسدة يقومان بهذا العمل بأنفسهما أحيانا وأحيانا أخرى يذهبون إلى من يسمونهم بغير أسمائهم الحقيقية لإلحاق تلك الأضرارالمختلفة التي ذكرتها آنفا ظلما وعدوانا. فالمسلم والمسلمة عليهما أن يعيشا بقلب سليم فإذا كان القلب مريضا فعل كل شيء {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} قرآن كريم.
نسأل الله أن يرزقنا جميعا قلبا سليما، وفى الحديث الشريف (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله) وفي حديث آخر : (المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده) وفي حديث آخر يقول فيه الرسول صلى الله عليه و سلم مخاطبا بيت الله الحرام (حرمة المؤمن أعظم من حرمتك).
النوع الثاني من العلاج لأجل الشفاء بإذن الله من تلكم الأمراض جميعها، فهي الرقية الشرعية، بمعنى أن تلك الأمراض، تؤثر فيها بعض الآيات القرآنية المخصوصة، فللسحر آيات، وللمس آيات ، وللعين آيات، وللتوكال آيات كما هو مُدَوَّن عند السلف والخلف في كتبهم جزاهم الله خيرا، بل توجد هناك أشرطة كثيرة مسجل فيها الرقية الشرعية، من طرف قراء وعلماء مشهورين عالميا جزاهم الله خير الجزاء، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم وميزان حسنات آبائهم وأجدادهم، وجميع من ينتسبون إليهم بفضل الله ورحمته. وقد يقول قائل بل قائلون إننا نستمع إلى الرقية الشرعية عدة مرات والحالة لا زالت لم تشــف رغم وجود بعض التحسن الطفيف، فهذا الشعور بالتحسن يُنَبؤك بالمزيد من الاستماع حتى تكون النتيجة مرضية جدا.
ويعود بطؤ الشفاء لافتقار شروط الاستماع للرقية التي نص عليها علماؤنا الأجلاء في كتبهم أو في بداية تلك الأشرطة. إذاً الخلل حاصل وموجود في المستمع الذي لم يتقيد بتلك الشروط، منها الهدوء التام، والجلوس لها، وحسن النية، وبالنسبة للمرأة أن يكون عليها لباس الحشمة والوقار والاحترام، كأنها في الصلاة، وإذا كانت متبرجة وهى تستمع إلى الرقية، فربما لا تجد لها أثرا ومن ناحية أخرى فإن زيارة بعض الإخوة، أو استدعاؤهم لقراءة الرقية مباشرة على المريض، فإن النتيجة تكون إيجابية، ولا يستغرق الوقت طويلا، أما التقاعس عن طلب المساعدة من الآخرين يسبب لك طول انتظار الشفاء، وتزداد معاناة بعد معاناة، واحذر من الكذابين الدجالين الذين وصفتهم سابقا، ومن المعلوم والمعروف أن الطبيب إذا مرض زار طبيبا آخر، ليعالجه ويصبح تحت مراقبته وطاعته، ونشير إلى أن أم المؤمنين عائشة كانت ترقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرض الذي توفي فيه وتمسح جسده بيديه الشريفتين رجاءَ بَركَتِهما.
أسال الله لنا و لكم العفو والعافية، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إذا سألتم الله فاسألوه العفو والعافية). فلا تتردد في طلب الاستعانة بالآخرين الذين لهم تجربة وخبرة في كل ميدان من الميادين، والله يوصينا بالتعاون في عدة آيات قرآنية : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. وفى الحديث الشريف : (من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
بسم الله الرحمان الرحيم العلاج بالقران الكريم صرع الجن اسحر التوكال العين الوسواس الم الرأس الم المفاصيل والامراض النفسية والعصبية والله هو اشافي
الطب النبوي الرقية الشرعية
تشخيص المرض مجاننا من طرف تواب عبدالرحيم عبرالهاتف والبريد الالكترون
نحن مستعدين لتلقي كافة استفساراتكم
touababdrrahim@gmail.com facebook Abdrahim Tawab
66 89 92 61 60
والله هو اشافي