وعدود وعائلته
أستيقظ وَعدود مع الغُبْشِيَّة وخرج من خيمته حاملا فأسه . أخرج من جيبه بصلة أكلها . أتجه إلى الفيافي من جهة أولاد صْبَيْطَة مرورا بأولاد يَخْلَف . بعد ثلاثة سنوات جعاف لم يرى فيها سحابة واحدة ولو كاذبة . باع وعدود كل ما يمتلكه لعتق عائلته ولم يبقى له ما يُباع . أصبحت حبوب القمح والشعير كالذهب . خدام أرض يساوي شَكارَة (فصحى ) شعير. ظل نهاره يحفر بحثا عن عرق نبات يَرْني . تسعين في المائة ، يحفر بذون جدوى .
هكذا قضى يومه إلى الرواح . جمع حوالى كيلو من العرق المشؤوم . ما إن وصل إلى خيمته حتى أسرعت زوجته لطبخ يرني . مر يوم من الحياة كيوم من القيامة . إن حصل أن أكلت الناس يرني يقولون الشهادة ثم ينامو راجين من الله أن يصبحوا . تُطبخ يرني بطريقة معقدة أهمها التفوير من الفجر إلى ما وراء العشاء.
تعشت أسرة وعدود ثم ناموا ولم يستيقظوا .
الغُبشية : آخر الليل قبل الفجر (فصحى).
يَرْني : أنظر موضوع يرني.
شَكارة : كيس أو خنشة
طبعا القصة حقيقية ، نعرف ما تبقى من العائلة وهم جيران وأقارب لجدي.
سنضع إن شاء الله تسجيلا صوتية لإمرأة عاشت الأحداث.