1 تقديرى للأستاذ مفكر عبد الرحيم السبت يناير 02, 2010 9:16 am
doukali
عضو نشيط
منهج الرسول عليه السلام في تبليغ الدعوة
أعده: ذ: عبد الرحيم بن بوشعيب مفكير الدكالي
قال الله عز وجل في سورة يوسف عليه السلام الآية 108 " قل هذه سبيلي أدعوإلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"
وقال سبحانه " وأنذر عشيرتك الأقربين" وقال عز من قائل " وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"
فقوله سبحانه وتعالى " قل" مضمون الآية خطاب من رب العزة جل جلاله لعبده ورسوله وخليله محمد عليه السلام. والأمر موجه لسائر الأمة .والسبيل معناه الطريق وما وضح منه.وقد نسب السبيل إلى سيد الخلق. وسبيل المختار عليه السلام في الاية الكريمة هو الإسلام، هو صراط الله المستقيم ... وسمي سبيلا لأنه محجة بيضاء، ناصعة غراء، لا يزيغ عنها إلا هالك. كما أن في نسبتها إلى رسول الله عليه السلام تعظيما لها ورفعا لشأنها ودلالة للمؤمن على ما ينبغي أن يسلكه في سيره إلى الله. كأن الآية تقولك قل لمن آمن بك يا محمد واعتقد جازما ان اتباعك هو سبيل الرشد، السبيل المفضية بأهلها إلى مرضاة الله عز وجل: هذه سبيلي كما رسمها لي ربي. " ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" أبرز ما تعرف به هذه السبيل هو الدعوة إلى الله والدلالة عليه سبحانه وأن الاتباع الحق للنبي عليه السلام يقتضي القيام بها ( انظر سبيل المصطفى حركة التوحيد والإصلاح).
والمراد بالدعوة إلى الله: العمل على استمالة الناس إلى دين اله الحق وتقريبهم إلى ربهم بلسان الحال والمقال. ويعبر عن الدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والجهاد، والنصيحة... وكل ذلك للدلالة على ما للدعوة إلى الله من مكانة محمودة ومنزلة رفيعة.
هذ وظيفة نبيكم عليه السلام: " فذكر إنما أنت مذكر" " يا أيها النبيء إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" " قم فانذر" فقام عليه السلام فبلغ، وبشر، وأنذر، ودعا قومه إلى الخير الذي أنزله اله بالحق.
والدعوة إلى الله ليست وظيفته عليه السلام وحده، وليست وظيفته ووظيفة العلماء من أمته فحسب، وليست مسؤوليته ومسؤولية الحكام من ملته لا غير.. وإنما هي وظيفته ووظيفة كل متبع له عليه السلام " أنا ومن اتبعني" فكأن الآية تفيد أن لا اتباع لرسول الله عليه السلام يعتبر ما لم يتحقق فعل الدعوة إلى الله. فالقيام بتبليغ رسالة الله من صفات المسلم اللازمة، فإذا أردنا أن نقيس مدى اتباعنا للرسول عليه السلام ومدى سيرنا على سبيله، فما علينا إلا أن ننظر في واقع قيامنا بالدعوة إلى الله وخدمة دينه.
إن التهاون في أدائها، والانشغال عنها، يعتبر من أخطر الأعمال المنكرة المفضية إلى كل شر قال سبحانه" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون" المائدة 80/81.
مرتكزات المنهج الدعوي النبوي:
الحكمة والموعظة الحسنة: " ادع إلى سبيل ربكبالحكمة والموعظة الحسنة"
المجادلة بالتي هي أحسن " وجادلهم بالتي هي أحسن"
التيسير واجتناب التعسير " يسوا ولا تعسروا" صحيح البخاري.
التبشير ونبذ التنفير: " بشروا ولا تنفروا" البخاري.
التدرج في تبليغ الدعوة: وهو اعتماد المرحلية في العمل، مثل البدء بالدعوة السرية قبل العلنية، ودعوة الأهل والعشيرة قبل الناس الآخرين، وتصحيح العقيدة قبل تطبيق الحدود.
القدوة الحسنة: وهي تعني أن تصرفات الرسول عليه السلام وأحواله هي التطبيق العملي للمنهج الذي وضعه القرآن الكريم، وانه كان يطبق اوامر الله تعالى قبل أن يدعو الناس إليها. قال عليه السلام لمعاذ " إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله،فإذا عرفوا الله فاخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم" البخاري كتاب الزكاة.
وإن من مظاهر حلمه عليه السلام: الصبر الجميل " فاصبر صبرا جميلا" والهجر الجميل: واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا" الصفح الجميل: " ما ترون أني فاعل بكم قالوا: اخ كريم وابن أخ كريم" فقال عليه السلام: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته اذهبوا فأنتم الطلقاء"
ولنعلم جميعا أن الدعوة إلى الله في أساسها مسؤولية فردية، سيحاسب عليها الإنسان يوم يدخل قبره فريدا ويقف بين يدي ربه وحيدا. فكما نحرص على عقيدتنا وعبادتنا وأخلاقنا وجب أن نحرص على أن نكون مساهمين وفاعلين في دعوة غيرنا إلى هذا الخير الذي أكرمنا الله به، ووجب أن نسعى لابتكار وإبداع الأساليب التي تناسب حالنا وواقعنا لخدمة ديننا ونصرة نبينا عليه السلام.
فلنكن جنودا لله دعاة إلى أمره، ولنقتد بخير الخلق في منهجه الدعوي، ولنتميز عن غيرنا بحسن الخلق، ولنتمثل الصفات النبوية في سلوكنا، ولنتخذ بعضا من هذه الوسائل زادا لنا أثناء سيرنا على درب النجاة: القدوة الحسنة، إفشاء السلام، الابتسامة الصادقة، الكلمة المتزنة،النصيحة، الدعاء، التهنئة، الهدية الدعوية، الزيارة الدعوية، والمراسلات الدعوية... وغيرها من الوسائل.
ولنبدأ من أنفسنا أولا ولنعمل على دعوة ذوينا وأسرنا وأقاربنا و لنجدد النية والقصد ونتوجه إلى الله سبحانه أن يوفقنا في مسيرتنا عازمين على القيام بواجبنا، وليكن لكل منا مجلس أسري أسبوعي نتفقد فيه أحوالنا وأحول أهلنا ,وأولادنا، ونعمل على المحافظة فيه على الصلوات المفروضة، وتعهد القرآن بالقراءة والتدبر والتأمل، ومعالجة الاختلالات التربوية الأسرية، ولنتواصل مع باقي الأهل والأقارب، ولننقذ أنفسنا من رؤية البرامج التافهة، وكثرة اللغو غير المفيد، ولتكن مجالسنا مجالس ذكر وتوبة وشعور بالمسؤولية، ولنحمل بعضا من هموم الدعاة إلى الله، ولنشرك أبناءنا في قضايا الأمة، ومن أهمها قضية فلسطين والمسجد الأقصى مسرى سيد المرسلين .
أعده: ذ: عبد الرحيم بن بوشعيب مفكير الدكالي
قال الله عز وجل في سورة يوسف عليه السلام الآية 108 " قل هذه سبيلي أدعوإلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"
وقال سبحانه " وأنذر عشيرتك الأقربين" وقال عز من قائل " وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"
فقوله سبحانه وتعالى " قل" مضمون الآية خطاب من رب العزة جل جلاله لعبده ورسوله وخليله محمد عليه السلام. والأمر موجه لسائر الأمة .والسبيل معناه الطريق وما وضح منه.وقد نسب السبيل إلى سيد الخلق. وسبيل المختار عليه السلام في الاية الكريمة هو الإسلام، هو صراط الله المستقيم ... وسمي سبيلا لأنه محجة بيضاء، ناصعة غراء، لا يزيغ عنها إلا هالك. كما أن في نسبتها إلى رسول الله عليه السلام تعظيما لها ورفعا لشأنها ودلالة للمؤمن على ما ينبغي أن يسلكه في سيره إلى الله. كأن الآية تقولك قل لمن آمن بك يا محمد واعتقد جازما ان اتباعك هو سبيل الرشد، السبيل المفضية بأهلها إلى مرضاة الله عز وجل: هذه سبيلي كما رسمها لي ربي. " ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" أبرز ما تعرف به هذه السبيل هو الدعوة إلى الله والدلالة عليه سبحانه وأن الاتباع الحق للنبي عليه السلام يقتضي القيام بها ( انظر سبيل المصطفى حركة التوحيد والإصلاح).
والمراد بالدعوة إلى الله: العمل على استمالة الناس إلى دين اله الحق وتقريبهم إلى ربهم بلسان الحال والمقال. ويعبر عن الدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والجهاد، والنصيحة... وكل ذلك للدلالة على ما للدعوة إلى الله من مكانة محمودة ومنزلة رفيعة.
هذ وظيفة نبيكم عليه السلام: " فذكر إنما أنت مذكر" " يا أيها النبيء إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" " قم فانذر" فقام عليه السلام فبلغ، وبشر، وأنذر، ودعا قومه إلى الخير الذي أنزله اله بالحق.
والدعوة إلى الله ليست وظيفته عليه السلام وحده، وليست وظيفته ووظيفة العلماء من أمته فحسب، وليست مسؤوليته ومسؤولية الحكام من ملته لا غير.. وإنما هي وظيفته ووظيفة كل متبع له عليه السلام " أنا ومن اتبعني" فكأن الآية تفيد أن لا اتباع لرسول الله عليه السلام يعتبر ما لم يتحقق فعل الدعوة إلى الله. فالقيام بتبليغ رسالة الله من صفات المسلم اللازمة، فإذا أردنا أن نقيس مدى اتباعنا للرسول عليه السلام ومدى سيرنا على سبيله، فما علينا إلا أن ننظر في واقع قيامنا بالدعوة إلى الله وخدمة دينه.
إن التهاون في أدائها، والانشغال عنها، يعتبر من أخطر الأعمال المنكرة المفضية إلى كل شر قال سبحانه" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون" المائدة 80/81.
مرتكزات المنهج الدعوي النبوي:
الحكمة والموعظة الحسنة: " ادع إلى سبيل ربكبالحكمة والموعظة الحسنة"
المجادلة بالتي هي أحسن " وجادلهم بالتي هي أحسن"
التيسير واجتناب التعسير " يسوا ولا تعسروا" صحيح البخاري.
التبشير ونبذ التنفير: " بشروا ولا تنفروا" البخاري.
التدرج في تبليغ الدعوة: وهو اعتماد المرحلية في العمل، مثل البدء بالدعوة السرية قبل العلنية، ودعوة الأهل والعشيرة قبل الناس الآخرين، وتصحيح العقيدة قبل تطبيق الحدود.
القدوة الحسنة: وهي تعني أن تصرفات الرسول عليه السلام وأحواله هي التطبيق العملي للمنهج الذي وضعه القرآن الكريم، وانه كان يطبق اوامر الله تعالى قبل أن يدعو الناس إليها. قال عليه السلام لمعاذ " إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله،فإذا عرفوا الله فاخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم" البخاري كتاب الزكاة.
وإن من مظاهر حلمه عليه السلام: الصبر الجميل " فاصبر صبرا جميلا" والهجر الجميل: واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا" الصفح الجميل: " ما ترون أني فاعل بكم قالوا: اخ كريم وابن أخ كريم" فقال عليه السلام: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته اذهبوا فأنتم الطلقاء"
ولنعلم جميعا أن الدعوة إلى الله في أساسها مسؤولية فردية، سيحاسب عليها الإنسان يوم يدخل قبره فريدا ويقف بين يدي ربه وحيدا. فكما نحرص على عقيدتنا وعبادتنا وأخلاقنا وجب أن نحرص على أن نكون مساهمين وفاعلين في دعوة غيرنا إلى هذا الخير الذي أكرمنا الله به، ووجب أن نسعى لابتكار وإبداع الأساليب التي تناسب حالنا وواقعنا لخدمة ديننا ونصرة نبينا عليه السلام.
فلنكن جنودا لله دعاة إلى أمره، ولنقتد بخير الخلق في منهجه الدعوي، ولنتميز عن غيرنا بحسن الخلق، ولنتمثل الصفات النبوية في سلوكنا، ولنتخذ بعضا من هذه الوسائل زادا لنا أثناء سيرنا على درب النجاة: القدوة الحسنة، إفشاء السلام، الابتسامة الصادقة، الكلمة المتزنة،النصيحة، الدعاء، التهنئة، الهدية الدعوية، الزيارة الدعوية، والمراسلات الدعوية... وغيرها من الوسائل.
ولنبدأ من أنفسنا أولا ولنعمل على دعوة ذوينا وأسرنا وأقاربنا و لنجدد النية والقصد ونتوجه إلى الله سبحانه أن يوفقنا في مسيرتنا عازمين على القيام بواجبنا، وليكن لكل منا مجلس أسري أسبوعي نتفقد فيه أحوالنا وأحول أهلنا ,وأولادنا، ونعمل على المحافظة فيه على الصلوات المفروضة، وتعهد القرآن بالقراءة والتدبر والتأمل، ومعالجة الاختلالات التربوية الأسرية، ولنتواصل مع باقي الأهل والأقارب، ولننقذ أنفسنا من رؤية البرامج التافهة، وكثرة اللغو غير المفيد، ولتكن مجالسنا مجالس ذكر وتوبة وشعور بالمسؤولية، ولنحمل بعضا من هموم الدعاة إلى الله، ولنشرك أبناءنا في قضايا الأمة، ومن أهمها قضية فلسطين والمسجد الأقصى مسرى سيد المرسلين .