1 نــوستالجيا الـولجـة.. المفسدون في الأرض: أكلواْ اللحوم، امتصوا الدماء وسحقواْ العظام الخميس ديسمبر 13, 2012 9:20 pm
admin
Admin
الولجة تلك المنطقة الغنية بكل شيء، الغنية عن كل شيء، الغنية عن التعريف... الغنية بمؤهلاتها الطبيعية٫ الغنية بثراتها وثرواتها٫ ثرواتها التي أسالت ولازالت تسيل لعاب الكثير من المستثمرين الباحثين عن الٱغتناء السريع.
فمنذ أن ٱستوطن هاته المنطقة المعمرون إبان الاحتلال الفرنسي مطلع القرن العشرين وهي عرضة للاستنزاف والنهب، ففي البدء ٱستُهدِفَت الخضروات بحكم أن الولجة اشتهرت قديماً بخصوبة أراضيها وجودة تربتها الصالحة لمختلف الزراعات وقد بادر المعمرون إلى الاستفادة من خيرات المنطقة بالاعتماد على غرس أشجار الكليمانتين وخلق ضيعات نموذجية عائداتها طبعاً للأجانب ودون أدنى إفادة من شأنها أن تساهم في التنمية المحلية أو تعود بالنفع على الساكنة، كما عرفت المنطقة بعد ذلك تأسيس بعض الشركات وإنشاء تعاونيات لإنتاج الخضر وخاصة الطماطم "الكوتلي" أيام "لـوسيـو" ـ مكتب التسويق والتصديرـ ودائماً الاستفادة لأشخاص أجانب عن المنطقة يحضرون خصيصاً لجني المحاصيل ودسها في الجيوب ليغادرواْ غانميـن عائدين من حيث أتواْ...
نفس الشيء سيتكرر وكأنه قدر الولجة عندما بادرت الدولة إلى استرجاع أراضيها من أيدي المعمرين وتسليمها لشركات سُمِّيت فلاحية، هاته الأخيرة استقدمت أطراً فلاحية من مختلف مناطق المغرب من مهندسين وتقنيين فلاحين وغيرهم بدورهم صالواْ وجالواْ بالمنطقة وعاتواْ فساداً وتفننواْ في إبداع أساليب النهب ولم يكتفواْ بذلك إذ قامواْ بآرتكاب أكبر جريمة في حق الولجة حين أقدموا على آجتثات أشجار الكليمانتين بمبررات واهية ليعوضوها بتقنيات الزراعة المغطاة والتي لم تسلم هي الأخرى ممالم يسلم منه ما سبق وهكذا مع استمرار النهب والاختلاسات إلى أن أعلنت الشركة إفلاسها لتدخل مجال الخوصصة ودون حسيب أو رقيب حمل المسيرون أمتعتهم وعادواْ من حيث جيء بهم محملين بماكسبت أياديهم عن طريق عبقريتهم المتفننة في إتقان عمليات التلاعب والتدليس تاركين وراء هـم منطقة تئن في صمت.
ولم تتوقف سلسلات النهب والاستنزاف عند هذا الحد فالوافدون على الولجة الطامعون في خيراتها كثر كل منهم ينشط في مجال معين ويحرص على استنزاف خيراته إلى أخر رمق، فقطاع الطحالب مثلاً يسيطر عليه لوبي معروف ينهبه نهباً ويرمي فُتاته لأبناء المنطقة الشيء نفسه يحدث في مقلع الرمال حيث يغلب طابع الفتونة والبلطجة ويتسيد قانون الغاب...
ثروات المنطقة في نزيف دائم والمتربصون عيونهم لاتغفل يتحينون الفرصة تلو الأخرى للانقضاض على أي قطاع كي ينهشونه نهشاً...
لقد أكلواْ لحم الولجة وامتصوا دماء ها وحتى العظام سحقوها إنهم المفسدون في الأرض أولئك المستثمرون "أصحاب الشكارة" الذين لاهَـمَّ لهم سوى الاغتناء السريع دون التفكير في إقامة مشاريع تنموية بالمنطقة لِتعُم الإفادة والاستفادة ولِتُضَخ دماء جديدة في شرايين الولجة وتشرق شمس الأمل في أفق مستقبل أبنائها الذين اكتووا على مر السنين بالخيبات تِباعاً ليحزمواْ بدورهم أمتعتهم ويغادرواْ مُـحَـمَّليـن بهمومهم للبحث عن مصدر للقمة العيش...
إن ما ألَـت إليه الولجة اليوم تحصيل حاصل لمجموعة من التراكمات يتحمل فيها أبناء المنطقة جانباً كبيراً من المسؤولية وكذا المجالس الجماعية المنتخبة إذ لا يمكن أن يمر ما يجري ويدور بهاته المنطقة في غفلة عن أعين المكاتب المُسيرة للجماعات!!!
إن ما نلوم به الجماعة وأعضاءها ليس تهمة الإهمال أو التقصير وإنما يتجاوز ذلك بكثير مع سبق الإصرار و بِنية مُبَيتة فالجماعة أُحْدِثت لتكون صورة طبق الأصل للمنطقة تئِنُّ لأنينها وتشكو لشكواها، والأعضاء انتخبوا ليكونواْ صوت المواطن ولسانه ودرعَـه التي تدود عنه ضد عوادي الزمن لا لِأن يتكالب الكل عليه وينقلب ضده لِتُسحق عظـامه بين مطرقة الزمن وسندان السماسرة والانتهازيين من مستشاري الجماعة وليرتبط مصيره ومصير المنطقة ككل بالجشع اللامحدود لمن يسمون أنفسهم مستثمرين .
الكاتب جمال وفدي