1 بالوليدية وحدها يشتري وزراء الحسن الثاني البصل! الثلاثاء يوليو 20, 2010 5:58 am
doukali
عضو نشيط
القلة فقط تعرف أن كثيرا من قرارات مغرب ما قبل وما بعد الاستقلال كانت تختمر وتصنع في إحدى ضفاف بحيرة وغابة الوليدية، فهناك كان ينزوي السلطان محمد الخامس مع أسرته حينما كان يضيق عليه خناق الإقامة العامة، وبقصره المطل على البحيرة كان يربط اتصالاته السرية مع الحركة الوطنية، في وقت كان يصر فيه على ألا يرافق أبناءه وبناته حرس خاص طيلة إقامته بها.
مازالت، حتى اليوم بآسفي، أسر تتذكر كيف كانت تلتقي مع الأمراء والأميرات ببحيرة الوليدية لما كان الراحل محمد الخامس يقيم بها، وكيف كان أفراد الأسرة الملكية يشاركونهم اللعب على الشاطئ بدون أدنى حواجز طبقية ولا برتوكولية، حتى إن تلك الأسر كانت تأتي إلى القصر للسلام على السلطان، فكان يستقبل ضيوفه بكل بساطة وبلا تكلفة.
الوليدية، التي حباها الله بجمال الطبيعة وصفاء الطقس ونقاوة الماء وخصوبة الأرض، عرفت كباقي الجيوب الأطلسية احتلال البرتغال في القرن السادس عشر، وخربت بعد انجلائه عنها، فبناها من سميت على اسمه السلطان الوليد بن زيدان السعدي. ووصف المؤرخ أبو القاسم الزياني في كتابه «الترجمان المعرب» مرساها ب«أحد أحسن المراسي كالصندوق».
وطيلة أزيد من 50 سنة من استقلال المغرب حتى اليوم، ظلت الوليدية منقسمة إلى قسمين، الجهة السفلى حيث الشواطئ العذراء والبحيرة وقصر محمد الخامس وفيلات علية القوم وملعب التنس والمطاعم والفنادق، والجهة العليا المسماة ب«الڤيلاج»، حيث المركز القروي والفلاحي والتجاري وموضع سوق السبت الأسبوعي ومتاجر الخضر واللحوم والفواكه.
منذ سنين قليلة فقط تكسر الحاجز الطبقي بالوليدية الذي كان يذكر الناس بجدار برلين الذي فصل بين بداية الستينيات ونهاية الثمانينيات برلين الغربية عن نظيرتها الشرقية، حتى إن صورة القائد بوشعيب مازالت عالقة في الذاكرة، حيث كان، في السنوات الأولى للثمانينيات الغابرة، يكلف أعوانه من أفراد القوات المساعدة بمطاردة بسطاء دكالة وعبدة وأبناء القرى المجاورة للوليدية، مانعا إياهم من النزول إلى الشاطئ نهارا والتجول ليلا بين الفيلات في الجهة السفلى.
الوليدية تحتفظ لدى من مروا يوما على رمالها بمكانة خاصة في الوجدان، فهنا وعلى أرضها من وضع رجليه لأول مرة في البحر وهو لايزال طفلا، وبها من ذاق الحب لأول مرة ذات صيف قديم، وفي أركانها المظلمة من دخن أولى سجائره، وبها تبادل شباب مراكش والبيضاء وآسفي عناوينهم، وبسبب صيف عابر بها، هناك من تزوج وكون أسرة وعاد إليها مع أطفاله.
اليوم عادت الغلبة إلى الشعب والبسطاء الذين اقتحموا بيوت الكراء بالوليدية، وعلى الرغم من فوضى الشارع بها وتعطل أشغال الصرف الصحي الذي دشنه الملك قبل سنة، بجانب فضائح نهب الرمال وتلوث البحيرة والبناء العشوائي، فبالوليدية وحدها تجد وزراء حكومات الحسن الثاني يشترون البصل والطماطم والسمك، ويضعون قبعاتهم الصيفية أو الشتوية ويتزاحمون مع باقي عباد الله، وفي جيوبهم بطاقات التقاعد وكثير من الذكريات.
مازالت، حتى اليوم بآسفي، أسر تتذكر كيف كانت تلتقي مع الأمراء والأميرات ببحيرة الوليدية لما كان الراحل محمد الخامس يقيم بها، وكيف كان أفراد الأسرة الملكية يشاركونهم اللعب على الشاطئ بدون أدنى حواجز طبقية ولا برتوكولية، حتى إن تلك الأسر كانت تأتي إلى القصر للسلام على السلطان، فكان يستقبل ضيوفه بكل بساطة وبلا تكلفة.
الوليدية، التي حباها الله بجمال الطبيعة وصفاء الطقس ونقاوة الماء وخصوبة الأرض، عرفت كباقي الجيوب الأطلسية احتلال البرتغال في القرن السادس عشر، وخربت بعد انجلائه عنها، فبناها من سميت على اسمه السلطان الوليد بن زيدان السعدي. ووصف المؤرخ أبو القاسم الزياني في كتابه «الترجمان المعرب» مرساها ب«أحد أحسن المراسي كالصندوق».
وطيلة أزيد من 50 سنة من استقلال المغرب حتى اليوم، ظلت الوليدية منقسمة إلى قسمين، الجهة السفلى حيث الشواطئ العذراء والبحيرة وقصر محمد الخامس وفيلات علية القوم وملعب التنس والمطاعم والفنادق، والجهة العليا المسماة ب«الڤيلاج»، حيث المركز القروي والفلاحي والتجاري وموضع سوق السبت الأسبوعي ومتاجر الخضر واللحوم والفواكه.
منذ سنين قليلة فقط تكسر الحاجز الطبقي بالوليدية الذي كان يذكر الناس بجدار برلين الذي فصل بين بداية الستينيات ونهاية الثمانينيات برلين الغربية عن نظيرتها الشرقية، حتى إن صورة القائد بوشعيب مازالت عالقة في الذاكرة، حيث كان، في السنوات الأولى للثمانينيات الغابرة، يكلف أعوانه من أفراد القوات المساعدة بمطاردة بسطاء دكالة وعبدة وأبناء القرى المجاورة للوليدية، مانعا إياهم من النزول إلى الشاطئ نهارا والتجول ليلا بين الفيلات في الجهة السفلى.
الوليدية تحتفظ لدى من مروا يوما على رمالها بمكانة خاصة في الوجدان، فهنا وعلى أرضها من وضع رجليه لأول مرة في البحر وهو لايزال طفلا، وبها من ذاق الحب لأول مرة ذات صيف قديم، وفي أركانها المظلمة من دخن أولى سجائره، وبها تبادل شباب مراكش والبيضاء وآسفي عناوينهم، وبسبب صيف عابر بها، هناك من تزوج وكون أسرة وعاد إليها مع أطفاله.
اليوم عادت الغلبة إلى الشعب والبسطاء الذين اقتحموا بيوت الكراء بالوليدية، وعلى الرغم من فوضى الشارع بها وتعطل أشغال الصرف الصحي الذي دشنه الملك قبل سنة، بجانب فضائح نهب الرمال وتلوث البحيرة والبناء العشوائي، فبالوليدية وحدها تجد وزراء حكومات الحسن الثاني يشترون البصل والطماطم والسمك، ويضعون قبعاتهم الصيفية أو الشتوية ويتزاحمون مع باقي عباد الله، وفي جيوبهم بطاقات التقاعد وكثير من الذكريات.