1 كثافة النيران الجوية بين المغرب والجزائر الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 12:19 pm
admin
Admin
يقصد بكثافة النيران الجوية هو مقدار القنابل التي بإمكان دولة ما إسقاطها على دولة أخرى بشكل منتظم وبدون انقطاع في فترة زمنية محددة فقط القنابل والقصف جو ارض عبر المقاتلات و المدمرات، بدون حساب القصف البري أو القصف عبر الصواريخ ارض ارض، في هذا الإطار تتوفر الجزائر 613 طائرة عسكرية منها ، 43 للتدريب، و 187 حوامة قتال و41 للامتداد و النقل 242 طائرة مقاتلة و مدمرة، في مقابل المغرب الذي يتوفر على 135 طائرة مقاتلة و السؤال المطروح هو لماذا المغرب هزيل إلى هذه الدرجة من حيث القوة الجوية الجواب في نظري راجع إلى طبيعة العقيدة العسكرية التي يتبناها البلدان بالإضافة إلى العوامل المالية، و إذا وضعنا العوامل المالية جانبا باعتبار أن المغرب الرسمي و البرجوازية الفاسية تضيع من الثروات ما يمكننا من شراء الغواصات وليس فقط الطائرات، فان السبب الرئيسي لتفوق الجزائر الجوي هو طبيعة العقيدة العسكرية في كلا البلدين، إذ أن الجزائر تعلم أن القوة الجوية مهما عظمت لا تحتل الأرض بل تدمرها فقط ، وطبعا نعلم الخوف و العقدة الجزائرية منذ حرب الرمال رغم تطمينات اتفاقية 1972، ورغم تصريحات المسؤولين المغاربة بان لا أطماع للمغرب في الغرب الجزائري، و رغم محاكمة السيد الواح ،إلا أن هذا لا يقنعها ببساطة لان هناك فرق بين الأهداف التكتيكية و بين الأهداف الإستراتيجية في حين أن للمغرب عقيدة عسكرية مختلفة تماما عن الجزائر، ولم تتغير منذ الاستقلال بل ولم أرى أنها تغيرت منذ العصور الغابرة منذ جوبا وبطلموس، حيث أن المغرب بلد لم يعش ابدأ بدون مشاكل حدودية، فعبر التاريخ كان المغرب إما قويا فيتوسع باتجاه الجيران، وإما ضعيفا فتغتصب أرضه، و يضل يحاول استرجاعها، والآن كما في الماضي العقيدة العسكرية عندنا ثابتة بحيث أن هدف
قواتنا المسلحة هو حماية الوحدة الترابية واسترجاع الصحراء في مرحلة أولى، وفي مرحلة ثانية وهنا يكمن الخوف الجزائري الاسباني أي ما هي خيارات المخطط العسكري المغربي بعد تحرير الصحراء، هل التركيز على سبتة ومليلية و الجزر، أم التوجه نحو الشرق هذه العقيدة مهمتها تحقيق مكاسب ترابية وبالتالي الجو هو سلاح مساند وليس سلاح رئيسي وهنا يكمن الفرق بين المغرب الجزائر، وطبعا كل برامج التدريب والتسليح وسياسات الاستخبارات في البلدين تفترض أن العدو المحتمل هو الطرف الأخر ولنرجع إلى كثافة النيران الجوية وبحساب بسيط يمكن للجزائر أن تسقط على المغرب 1694 طن من القنابل كل نهار ومثلها ليلا أي 141 طن من القنابل كل ساعة أي طنين ونصف كل دقيقة ،هذا إذا كنا متفائلين و افترضنا أن الجزائر لا تخفي طائرات أخرى وافترضنا كذالك أنها فعلا أخرجت من الخدمة الطائرات الميغ 15 و17و19 و21 ، و السوخوي 7و22 ،وإنها لم ترسلها لورثة السوفييت من اجل الصيانة ،و افترضنا أنها لن تستخدم أسراب الحوامات في القصف ،بل و افترضنا كذالك أن المغرب سيسقط بالنهار طائرتان وبالليل طائرتان هذا في غياب آية مضادات أرضية فعالة لدى المغرب باستثناء التانكوسكا ،وفي ضل غياب أية حماية للمدن القلب و ما يقض مضجعي هوالمدمرة السوخوي سو 35 ولكي نتجنب التفاصيل الغير الضرورية نقول إن الكثافة النيرانية الجوية للجزائر جبارة باعتراف الأمريكيين ،وذلك راجع لكثرة أسطولها وتنوعه ونظرا لتعدد القواعد الجوية وانتشارها في كل التراب الجزائري، فقواعد السوخوي م خ 30 في عين بيضا والميغ من عين اوسرا وتندوف كما لها قواعد جوية في بشار و بوفاليق وشلف ولغواط و ستيف و غيرها كثير ،إلا أن لها نقط ضعف كثيرة منها عدم توفرها على موارد بشرية نوعية لتسيير اسطول بهذا الحجم، كما أن من نقط الضعف الأساسية هو الغرور الذي أصبحوا يشعرون به نتيجة توفرهم على هذا الكم من السلاح مما جعل قواتها تتراخى .
أما المغرب فان لمسات الروس تغيب عن قواتنا الجوية ،بحيث تتوفر على حوالي 135 طائرة مقاتلة اغلبها من الميراج بانواعها م ا 2000و ف 1 وعلى طائرات من نوع ف5 تيغر ،ف5 فريدوم،ومؤخرا حصلنا على ف 16 ذات السمعة الجيدة في الجو ،بما يعني أن المغرب بدوره قادر على ضرب أهداف حساسة في التراب الجزائري رغم توفرها على مضادات أرضية فعالة، إلا أنها غير قادرة على تحصيين كل التراب الجزائري، لشساعته التي تشكل مشكلة لقواتنا البرية، لكن لصالح قواتنا الجوية ،كما أن المغرب يتوفر على طاقات بشرية نوعية في مجال الطيران الحربي وان كنا أكثر تشاؤما فان الكثافة النيرانية الجوية للمغرب تعادل تقريبا نصف ما لدى الجزائر ،رغم أن الأمر عادي لان هذا ينسجم تماما مع العقيدة العسكرية المغربية التي تعتبر سلاح الجو فقط سلاح مساند وليس رئيسي ،وان اغلب التركيز موجه نحو البر لان لدينا أراضي شاسعة وجب تحصينها رغم إنني ألاحظ أن الآخرين أصبحوا أكثر راحة بعد التطورات السلبية التي شهدها المغرب على مستوى الأمن القوميمما يجعل استرجاع الصحراء أمرا في غاية الصعوبة في ضل السيطرة الغير المسبوقة للبورجوازية الفاسية الفاشستية على كل مناحي الحياة في المغرب وتفكيكها للحمة الوطنية لتظهر امام النظام على أنها هي الأمينة الوحيدة على مصالح المغرب العليا مما ادى إلى نتائج كارثية على مستوى الشعور بالإنتماء عند المغاربة