1 سوريا تشتعل.. هل بدأ بشار معركته ضد شعبه ؟ الجمعة مارس 25, 2011 6:26 am
admin
Admin
إيمان الشرقاوي
على غرار ما يقوم به الرئيسان اليمني علي عبد الله صالح والليبي معمر القذافي فيما يمكن أن نطلق عليه ذبح شعبيهما من أجل التمسك بالسلطة، بدأ الرئيس بشار الأسد معركته ضد السوريين المطالبين بالتغيير والإصلاحات في احتجاجات غير مسبوقة، بدأت في البلاد منذ 15 مارس وسط تجاهل من الأسد أو وعود زائفة منه.
ففي يوم الجمعة الذي أطلق عليه المحتجون جمعة الكرامة خرج الآلاف للتظاهر السلمي -وذلك للمرة الثالثة منذ بدء الاحتجاجات- للمطالبة بالحريات السياسية والقضاء على الفساد في سوريا، التي تخضع منذ نحو نصف قرن لقانون الطوارئ، تحت حكم حزب البعث بزعامة الرئيس بشار الأسد، لكن رصاص الأمن والقنابل المسيلة للدموع لم تمنحهم الفرصة لمواصلة احتجاجاتهم، حيث سقط 4 شهداء وأصيب آخرون.
وسقط الشهداء في مدينة درعا الجنوبية وهم يرددون "الله.. سوريا.. الحرية"، وشعارات أخرى مناهضة للفساد تتهم أسرة الأسد بالفساد، وقد قتلوا برصاص قوات الأمن التي جرى تعزيزها بقوات تم نقلها بواسطة طائرات هليكوبتر، وأصيب عشرات آخرون من المحتجين.
وأظهرت لقطات فيديو تم بثها عبر موقع فيسبوك متظاهرين في درعا يرددون هتافات في وقت سابق اليوم ضد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد، والذي يمتلك عدة شركات كبيرة. وهتف عشرات من المتظاهرين في الشوارع متهمين مخلوف بأنه لص.
كما فرقت قوات الأمن السورية تظاهرات اندلعت عقب صلاة الجمعة في عدة مدن، في سابقة هي الأولى في سوريا منذ اندلاع موجة التظاهرات المطالبة بالإصلاحات في العالم العربي، ودعت إليها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "يوم الغضب السوري".
وأظهر مقطع لشريط فيديو تناقلته بعض المواقع الإلكترونية تعرض بعض المواطنين الذين كانوا يهتفون مطالبين بالحرية للضرب من قبل رجال الأمن في قاعة المصلين التابعة للمسجد الأموي في دمشق، وفي باحة المسجد حيث اقتحمته قوى الأمن وأغلقت بابه وواجهت المحتجين في داخله.
كما نقلت هذه المواقع شريطًا آخر لمظاهرة جرت أمام جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص (160 كلم شمال دمشق)، ضمت عشرات الأشخاص وهم يهتفون "الله.. سوريا.. حرية وبس"، قبل أن يتم تفريقهم بالقوة من قبل رجال الأمن. كما بثت شريطًا قيل إنه لمظاهرة في بانياس تضم مئات المتظاهرين يهتفون للحرية والإصلاح "كلنا يد واحدة".
وكانت قوات الأمن السورية فرقت الأربعاء تجمعًا ضم عشرات من أهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، لتقديم رسالة إلى وزير الداخلية السوري سعيد سمور يناشدونه فيها إخلاء سبيل أبنائهم قبل أن تعتقل عددًا كبيرًا منهم، وتضرب البعض من بينهم نساء. وقد رفعوا صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سوريا.
هذه الاحتجاجات لم يكن يتوقعها بشار والمؤسسة الحاكمة، حيث عبر أعضاء المؤسسة الحاكمة في سوريا في وقت سابق عن ثقتهم في أنهم محصنون ضد الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي، وأطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
وفي مقابلة نشرت في يناير الماضي قال بشار: "إن الحكومة السورية متصلة عن قرب بمعتقدات الشعب، ولا يوجد سخط واسع ضد الدولة".
وكعادة الحكام العرب -سواء من تم إسقاطهم أو من هم في الطريق لذلك- في إلقاء المسئولية على "قلة مندسة"، اتهمت السلطات السورية من وصفتهم بـ"المدسوسين" بالتسبب بالمواجهات.
وفي نفس السياق زعمت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه "خلال تجمع عدد من المواطنين في محافظة درعا، استغل بعض المندسين هذا الموقف وعمدوا إلى إحداث الفوضى والشغب".
واتهمت من أسمتهم بالمندسين بأنهم ألحقوا "أضرارًا بالممتلكات العامة والخاصة، وقاموا بتحطيم وحرق عدد من السيارات والمحلات العامة؛ ما استدعى تدخل عناصر حفظ الأمن حرصًا على سلامة المواطنين والممتلكات، فاعتدى عليهم مثيرو الشغب ثم تفرقوا"، مشيرة إلى أن ذلك "تزامن مع تجمع آخر في بلدة بانياس (الساحلية) الذي انتهى دون حوادث تذكر".
يذكر أن صحيفة "الوطن" السورية شبه الحكومية كانت قد استبقت المظاهرات التي بدأت منذ يوم الثلاثاء الماضي بنشر خبر كاذب يهدف لاتهام المعارضين بالعمالة؛ إذ أشار إلى أن موقع عسكري إسرائيلي يبث رسائل عبر الهواتف الجوالة للسوريين يدعوهم فيها للتظاهر في الشارع.
وتصنف منظمة هيومن رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان) التي تتخذ من نيويورك مقرًّا لها السلطات السورية بين أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في 2010م.
كما تقول سارة لي واطسون، مديرة المنظمة في الشرق الأوسط: إن الرئيس بشار الأسد يتحدث علنًا عن الإصلاح، بينما تعتقل أجهزته الأمنية السرية كل من يطالب به. وترزح نسبة كبيرة من السوريين تحت وطأة الفقر والبطالة وضياع حقوق الإنسان.
ويتزعم الرئيس السوري حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ عام 1963م، ويحظر المعارضة، ويفرض قوانين الطوارئ التي لا تزال سارية في سوريا. وخلف الأسد والده في السلطة قبل نحو 11 عامًا، ليكون بذلك أول من طبق نظام التوريث الرئاسي في الدول العربية.
ويبدو أن بشار يحذو حذو أبيه في قمع كل من يعارضه بدموية شديدة؛ فعلى سبيل المثال كان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد أرسل قوات الجيش إلى مدينة حماة في 1982م لسحق الجناح المسلح لحركة الإخوان المسلمين، حيث لقي نحو 30 ألف شخص حتفهم، وتمت تسوية جانب كبير من الحي القديم في المدينة بالأرض.
كما أنه يسير الآن على نفس خُطا بن علي ومبارك والقذافي وعبد الله صالح في أساليبهم الدموية، فهل يستطيع إخماد الاحتجاجات أو ما أطلق عليها المحتجون والمراقبون "أول انتفاضة صريحة ضد النظام السوري"؟ أم ستجبره هذه الانتفاضة على إحداث تغييرات في النظام السوري بأكمله بل والإطاحة به؟
المصدر: موقع المسلم.
على غرار ما يقوم به الرئيسان اليمني علي عبد الله صالح والليبي معمر القذافي فيما يمكن أن نطلق عليه ذبح شعبيهما من أجل التمسك بالسلطة، بدأ الرئيس بشار الأسد معركته ضد السوريين المطالبين بالتغيير والإصلاحات في احتجاجات غير مسبوقة، بدأت في البلاد منذ 15 مارس وسط تجاهل من الأسد أو وعود زائفة منه.
ففي يوم الجمعة الذي أطلق عليه المحتجون جمعة الكرامة خرج الآلاف للتظاهر السلمي -وذلك للمرة الثالثة منذ بدء الاحتجاجات- للمطالبة بالحريات السياسية والقضاء على الفساد في سوريا، التي تخضع منذ نحو نصف قرن لقانون الطوارئ، تحت حكم حزب البعث بزعامة الرئيس بشار الأسد، لكن رصاص الأمن والقنابل المسيلة للدموع لم تمنحهم الفرصة لمواصلة احتجاجاتهم، حيث سقط 4 شهداء وأصيب آخرون.
وسقط الشهداء في مدينة درعا الجنوبية وهم يرددون "الله.. سوريا.. الحرية"، وشعارات أخرى مناهضة للفساد تتهم أسرة الأسد بالفساد، وقد قتلوا برصاص قوات الأمن التي جرى تعزيزها بقوات تم نقلها بواسطة طائرات هليكوبتر، وأصيب عشرات آخرون من المحتجين.
وأظهرت لقطات فيديو تم بثها عبر موقع فيسبوك متظاهرين في درعا يرددون هتافات في وقت سابق اليوم ضد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد، والذي يمتلك عدة شركات كبيرة. وهتف عشرات من المتظاهرين في الشوارع متهمين مخلوف بأنه لص.
كما فرقت قوات الأمن السورية تظاهرات اندلعت عقب صلاة الجمعة في عدة مدن، في سابقة هي الأولى في سوريا منذ اندلاع موجة التظاهرات المطالبة بالإصلاحات في العالم العربي، ودعت إليها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "يوم الغضب السوري".
وأظهر مقطع لشريط فيديو تناقلته بعض المواقع الإلكترونية تعرض بعض المواطنين الذين كانوا يهتفون مطالبين بالحرية للضرب من قبل رجال الأمن في قاعة المصلين التابعة للمسجد الأموي في دمشق، وفي باحة المسجد حيث اقتحمته قوى الأمن وأغلقت بابه وواجهت المحتجين في داخله.
كما نقلت هذه المواقع شريطًا آخر لمظاهرة جرت أمام جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص (160 كلم شمال دمشق)، ضمت عشرات الأشخاص وهم يهتفون "الله.. سوريا.. حرية وبس"، قبل أن يتم تفريقهم بالقوة من قبل رجال الأمن. كما بثت شريطًا قيل إنه لمظاهرة في بانياس تضم مئات المتظاهرين يهتفون للحرية والإصلاح "كلنا يد واحدة".
وكانت قوات الأمن السورية فرقت الأربعاء تجمعًا ضم عشرات من أهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، لتقديم رسالة إلى وزير الداخلية السوري سعيد سمور يناشدونه فيها إخلاء سبيل أبنائهم قبل أن تعتقل عددًا كبيرًا منهم، وتضرب البعض من بينهم نساء. وقد رفعوا صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سوريا.
هذه الاحتجاجات لم يكن يتوقعها بشار والمؤسسة الحاكمة، حيث عبر أعضاء المؤسسة الحاكمة في سوريا في وقت سابق عن ثقتهم في أنهم محصنون ضد الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي، وأطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
وفي مقابلة نشرت في يناير الماضي قال بشار: "إن الحكومة السورية متصلة عن قرب بمعتقدات الشعب، ولا يوجد سخط واسع ضد الدولة".
وكعادة الحكام العرب -سواء من تم إسقاطهم أو من هم في الطريق لذلك- في إلقاء المسئولية على "قلة مندسة"، اتهمت السلطات السورية من وصفتهم بـ"المدسوسين" بالتسبب بالمواجهات.
وفي نفس السياق زعمت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه "خلال تجمع عدد من المواطنين في محافظة درعا، استغل بعض المندسين هذا الموقف وعمدوا إلى إحداث الفوضى والشغب".
واتهمت من أسمتهم بالمندسين بأنهم ألحقوا "أضرارًا بالممتلكات العامة والخاصة، وقاموا بتحطيم وحرق عدد من السيارات والمحلات العامة؛ ما استدعى تدخل عناصر حفظ الأمن حرصًا على سلامة المواطنين والممتلكات، فاعتدى عليهم مثيرو الشغب ثم تفرقوا"، مشيرة إلى أن ذلك "تزامن مع تجمع آخر في بلدة بانياس (الساحلية) الذي انتهى دون حوادث تذكر".
يذكر أن صحيفة "الوطن" السورية شبه الحكومية كانت قد استبقت المظاهرات التي بدأت منذ يوم الثلاثاء الماضي بنشر خبر كاذب يهدف لاتهام المعارضين بالعمالة؛ إذ أشار إلى أن موقع عسكري إسرائيلي يبث رسائل عبر الهواتف الجوالة للسوريين يدعوهم فيها للتظاهر في الشارع.
وتصنف منظمة هيومن رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان) التي تتخذ من نيويورك مقرًّا لها السلطات السورية بين أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في 2010م.
كما تقول سارة لي واطسون، مديرة المنظمة في الشرق الأوسط: إن الرئيس بشار الأسد يتحدث علنًا عن الإصلاح، بينما تعتقل أجهزته الأمنية السرية كل من يطالب به. وترزح نسبة كبيرة من السوريين تحت وطأة الفقر والبطالة وضياع حقوق الإنسان.
ويتزعم الرئيس السوري حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ عام 1963م، ويحظر المعارضة، ويفرض قوانين الطوارئ التي لا تزال سارية في سوريا. وخلف الأسد والده في السلطة قبل نحو 11 عامًا، ليكون بذلك أول من طبق نظام التوريث الرئاسي في الدول العربية.
ويبدو أن بشار يحذو حذو أبيه في قمع كل من يعارضه بدموية شديدة؛ فعلى سبيل المثال كان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد أرسل قوات الجيش إلى مدينة حماة في 1982م لسحق الجناح المسلح لحركة الإخوان المسلمين، حيث لقي نحو 30 ألف شخص حتفهم، وتمت تسوية جانب كبير من الحي القديم في المدينة بالأرض.
كما أنه يسير الآن على نفس خُطا بن علي ومبارك والقذافي وعبد الله صالح في أساليبهم الدموية، فهل يستطيع إخماد الاحتجاجات أو ما أطلق عليها المحتجون والمراقبون "أول انتفاضة صريحة ضد النظام السوري"؟ أم ستجبره هذه الانتفاضة على إحداث تغييرات في النظام السوري بأكمله بل والإطاحة به؟
المصدر: موقع المسلم.