1 تقرير: الأسماك ستختفي من المحيطات بحلول 2048 الخميس يناير 14, 2010 6:20 am
doukali
عضو نشيط
تقرير: الأسماك ستختفي من المحيطات بحلول 2048
واشنطن: جولييت اليبرن * لندن: «الشرق الأوسط»
حذرت مجموعة من خبراء البيئة والاقتصاديين من أن العالم قد يواجه نقصاً حاداً في مختلف أنواع الأسماك والمأكولات البحرية الأخرى، خلال أقل من 42 عاماً.
وذكر تقرير أن العالم سيعاني بحلول عام 2048 من نقص العديد من مصادر الثروة السمكية، وفي مقدمتها الروبيان وسرطان البحر (الكابوريا)، وأسماك أبو سيف المعروفة بضخامة حجمها، وكذلك أيضاً الأسماك الصغيرة، التي ستتناقص أعدادها بمعدلات غير مسبوقة.
وانخفضت كمية الأسماك في البحر بنحو الثلث في الأعوام الأخيرة وتفيد الدراسة بأن حجم الانخفاض يزداد عاما بعد عام. وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «ساينس»، يقول العلماء ان انخفاض كمية الأسماك يعود بشكل أساسي الى تدهور التنوع البيئي. وقال فريق من علماء الحياة البحرية والاقتصاديين، في التقرير الذي نشر بإحدى المجلات العلمية الأميركية، إنه في حالة استمرار عمليات الصيد الجائر التي تجري حالياً في كثير من أنحاء العالم، على نفس معدلاتها، فإن أزمة حادة في نقص الأحياء البحرية، ستبلغ ذروتها خلال أربعة عقود.
وأشار التقرير إلى أن معدلات التلوث الحالية، التي تعاني منها الكثير من البحار والمحيطات حول العالم، ستؤدي من جانبها إلى الإسراع بحدوث هذه الكارثة المحتملة.
وقال بوريس وورم، الأستاذ بجامعة «دلهاوسي»، التي توجد في مدينة «هاليفاكس»، بمقاطعة «نوفا سكوتيا» بشرق كندا: «عندما ننظر إلى نتائج الدراسات السابقة حول التغيرات التي تطرأ على شكل المحيطات في العالم، فإننا سنرى أيضاً الكثير من الدلائل على أن تلك المحيطات تفقد العديد من الكائنات البحرية التي تعيش فيها». وأضاف وورم، الذي تولى رئاسة الفريق الذي أعد التقرير، قوله: «لقد أصابتني هذه النتائج بصدمة وقلق شديدين، فقد جاءت أكثر بكثير مما كنا نتوقعه. وأوضح خلال سنوات حياتنا أو حياوات أبنائنا ستختفي الاسماك ما لم تتغير كثير من الأشياء. وتشير الدراسة الى ان اقامة المزيد من المحميات قد يحافظ على التنوع البيئي ويضمن بقاء الاسماك. من جهة اخرى، قال ستيف بالومبي من جامعة ستانفورد الأميركية في كاليفورنيا ان «في حال لم يغير الانسان الطريقة التي يتعامل بها مع البيئة البحرية، سيكون هذا القرن الأخير للحياة البحرية التي نعرفها اليوم». وأجرى الدراسة عدة علماء وباحثين من مؤسسات أوروبية وأميركية، وأظهرت الدراسة أن كميات الاسماك في البحار والمحيطات تنضب بسرعة، ففي عام 2003.29% من حجم الاسماك في عرض البحار قد انهار، وفي الواقع، فإن حجم الكميات التي يتم صيدها قد انخفض بنسبة 13% بين عامي 1994 و2003. وأظهرت المعاينات السنوية للمناطق الساحلية في الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا انخفاضا في كميات الأسماك التي يتم صيدها بالتزامن مع اضمحلال أنواع معينة من الاسماك. وتظهر الدراسة أن التجارب التي اجريت على نطاق ضيق تفيد بان انقراض انواع من الأسماك هو على علاقة مباشرة بانخفاض كمية الاسماك. وتتطرق الدراسة في جزئها الأخير إلى المحميات إذ تفيد بأن المناطق البحرية التي يمنع فيها الصيد تعيد التنوع البيئي البحري وتسمح بتكاثر كمي ونوعي للأسماك. ويقول وورم ان «البيئة البحرية هي كل متكامل، فإذا خلعنا اجزاء منها، فذلك سيتسبب بخلل في كل البيئة، ما يدفعنا الى القول بأن الكائنات في المحيطات هي جزء من سلسلة، وهي مرتبطة ببعضها». وبينما كان الفريق العلمي المكون من 14 باحثا من بريطانيا وكندا وبنما وبريطانيا واميركا يركز على دراسة حالة المحيطات، فقد انشغل علماء الأحياء البحرية بالتهديدات التي تشكل خطراً على الأسماك التي تعيش في البحيرات العظمى، أو أية بحيرات أخرى، بل وكذلك في الأنهار والمسطحات المائية الأخرى.
وأمضى وورم وفريق دولي من العلماء نحو أربع سنوات، في تحليل نتائج 32 تجربة ودراسة أخرى، أجريت في 48 منطقة بحرية تخضع لإجراءات الحماية، ومقارنتها ببيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، خلال الفترة منتصف القرن الماضي حتى عام 2003 الماضي. وكان تقرير سابق للمركز العالمي للأسماك، قد حذر من تزايد ظاهرة «التضاؤل الحجمي للسلسة الغذائية السمكية»، في إشارة إلى تراجع كبير في كميات الأسماك كبيرة الحجم وذات القيمة الغذائية العالية، أمام الأسماك الصغيرة التي تعرف باسم «نفايات الأسماك».
وأشار التقرير إلى أن السنوات الخمس والعشرين الماضية، شهدت تراجعاً يتراوح بين 6 و33 في المائة من وفرة الأرصدة الأصلية من الأسماك، وأضاف أنه في بعض الحالات، سجل انخفاضا بمقدار 40 في المائة في غضون السنوات الخمس الماضية وحدها.