كان لجدى حمارة ٬ومن قلة عقلنا كنا أنا و أخواتي و بنت خالتي نلعب بها .فتارة هي عود السْناحْ ونبتكر لها سرج ولجام والبندقية هي عبارة عن أقصاب مركبة وأقوم بدور فارس الفرسان الذي لايُقطع له غِبار وقاتل الحية في بطن الواد وأذكر الأنساب و الأمجاد وأقارع الأبطال في الميدان نسميه الگاعة.وتارة ندْرس بها زرع ينبت في مخيلاتنا.
ثم ذات مرة إستدعنا خالنا محمد وهذا قوله" والله لِبْقِ يقرب للحمارة لَدْرَكْتُ"(1).وإن ظن القارئ الكريم أن هذا مجرد كلام للتربية فقد أخطأ أولا وثانيا أنت لا تعرف محمد خالي .
كلام يجبد كلام و لنتوقف بعض الوقت لكي نتَعرف عن محمد.يقبط بيُمناه سلك كهربائي موجب وسلك سلبي فلا يحدث أي شئ ويصلح الكهرباء بذون وقاية ولم أكتشف السر(2) إلا بعدة سنوات من بعد.محمد مسلم إذا هدد وفا وإن هدد فقد عمل معروف لأنه غالبا لا يهدد يبتدأ أولا بالضرب ثم يناقش بعد ذالك سبب الضرب.محمد إذا مسِح بيده علي وجهك تصيبك جروح بليغة وإن سلم بيده عن أحد "فَدَعَ" له يده.وإن غضب ترحل القطة عن المَسْكن وإن كان لها صغار تنقلهم فرد فرد إلي حين يفرّج الله.
أنا لا أشك أن الذي نقش صورة الدكالي في الذاكرة الجماعية المغربية له معرفة شخصية بمحمد أو ربما بأحد من أجداده.
إذن طبقنا حرفيا ما أمر به أعز قومنا محمد بن قاسم بن الوافي الطويري البوزراري الدكالي.والسبب هو أنه الحمارة كانت حابل ومحمد ينتظر أنا تضع ثقلها بغل أو بغلة.وتراه يغطيها في الليل و يشربها و يعطيها العلف من شعير و قمح و غير ذلك من حلويات الحمير.وما من شئ تحبه الحمير إلا أتاها به.
وضعت ثقلها و محمد يراقب الأمر عن كتب ثم إتضحت الأمور فلا بغل ولا بغلة ولاهم يحزنون المولود حمار إبن حمار له أذنانط يُبَقل و ينهق كأجداده الحمير لا غبار.وكل دوّارنا علِم بالأمر والكل يضحك ويصبِّرونه ومنهم من يقول له لا بأس المرة المقبلة إن شاء الله وغيرها من "التَقْشاب"الدكالي.
غيضا منه أتي للحمارة ،أخد أذنها ثم عضّها حتى أقتلع طرف منها.
وعلق على الموضوع كل ما يألمه هو أنه حرَّم أبناء أخاته من اللعب!