1 حرّمتْ بيك نعاســــــــي الأحد أبريل 29, 2012 2:53 am
mostafa
عضو فعال
حرّمتْ بيك نعاســــــــي يـا مـــولات الــــريـــــام
وبحتُ بيك لناســـــــــي وصــــرت لــك غــــــلام
وسال الدمع كاســـــــي عـشـتُ بــلا طــعـــــام
الوحش جار عليّــــــــــــا وابـعـد عــنــي الـمـــزار
حين تصفرّ العشيـــــــــّة نــتــفــكّــر الــديــــــــار
يا ربّي توب عليــــــــــــّا وإلـهـم قـلـبـي الـصــبـر
نتوحّش الحبايــــــــــــب خـوفـاً مـن الرقـيـــــــب
ويمسى قلبي ذايــــــب مـن شـدّة اللهـيـــــــب
يا جملة الحبايــــــــــــب رانـي ضحيت غريـــــب
حبّي عملها بيّــــــــــــــا ورمـــانـي لـلـقــفــــــار
حين تصفرّ العشيـــــــــّة نـتـفـكّـر الـديــــــــــــار
يا ربّي توب عليّــــــــــــا وإلـهـم قـلـبـي الصـبـر
هكذا تقول الأغنية الغرناطية.
أشريت عود بثمن ضئيل وطلبت معلم.ألتقت بسيدة من فاس ظريفة ، تضرب العود ، فقالت لي :"لن تتعلم شيئ وحده ، للتعلم يستوجب عليك أن تشارك في جوق وإن شئت تعالى معي يوم السبت في العنوان كذا ثم تفرج عنا وأكيدا سيعجبك غنائنا الغرناطي مدرسة تلمسان".هذا كان ، وأستمعت إليهم ، وكانوا يتدربون عن قطعة "قم ترى " فعجبت بها كثيرا ، ليست الفتاة ، بل الأغنية وربما الفتاة كذلك لم أجزم أمرى! تحمست للأغنية الغرناطية ، ولزريب ٬ والعطر، ومدينة الزهراء ، وإبن زيدون وولادة وحفظت يازمان الوصل بالأندلس ... ...
وفي الأسبوع التالي ، أستيقظت مبكرا وأصلحت كل ما يصلحه عاشق الطرب الغرناطي.وصلت ساعة قبل الموعد.كانت السيدة الفاسية أمام باب الجمعية وأذخلتني للقاعة.أخرجنا عيداننا ولاحظت أن عودها فيه نشز أستقمت دوزان عودها .أخدت عودها الرنان ودندت أغنية
زروني كل سنة مرة ،لفيروز
(قظيت أسبوعا كاملا لتعلمها) جائت من ورائي ثم غنت بصوت شجي:
زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة
يا خوفي و الهوى نظرة تجي و تروح بالمرة
حبيبي فرقتك مرة حرام تنسونا بالمرة
ولو فيدي سكين لذبحت أصابعي ولما شعرت بشيئ.نعم أزورك كل يوم.جائني شعور غريب ، أنسجم رنين العود مع صوت صديقتي وأختلطا ..شعرت أيضا وكأنني ذخلت قفص ضاع مفتاحه ، وكأن المفتاح في جيب فتيحة وكأن فتيحة ستجور علي و تظلمني ظلم القايد موسى للعونات، وسأسرح الدجاج .لا لن أستسلم ، تفكرت أن في حقيبتي ناي.أخرجته وهو ناي فارسي لا أحد يلعبه في كل بلاد المغرب وحتى أصحاب الصنعة لا يعرفوا حتى وجوده.وبدأت ، وكأن صديقتي فقدت وعيها ، عينين يحذقان في شيئ لم أراه ، جسد جامد بذون حركة ، طارقة ، خاشعة.أوقفت لعبي، قالت من أتيت بهذا ، ما هو هذا الشيئ هذا جنون.وكالبليد أجبتها :"دارمارت سيڨة" وكأني قلت طلاميس بالسريانية .قالت أعيد من فضلك ما هذا الكلام.فأجبتها هذا ناي فارسي وما لعبته هو دخلة من مقام سيكة.ولم أنتبه كان قد تجمهر العازيفين والأستاذ فريد حولنا.فقال الأستاذ أترك العود ستبتدأ بالناي.فشرحت له إستحالة الأمر ،لأسباب نتخطاها،وفهم حجتي في رمشة عين .
أما الحاضرون فلم نكن إلا أربعة عرب ، والباقي فرنسيون!
خطة عملهم هي التالي : يأخد الأستاذ قطعة يكتب كلماتها على الصبورة ، يأخد كمانه يعزفها ويغنيها عدة مرات ، ويكتب بعد النوتات فقط ثم يأمر كل عازف بأعادتها وهكذا.ثم يبدأ الغناء الجماعي وأي نشز يشير إليك الأستاذ ، ويطلب منك الإعادة.مشكلتي هو أنه قد فضو أغنية "قم ترى" وبدأو أغنية جديدة عنوانها "حرّمتْ بيك نعاســــــــي ".ولما يتممونها، يقومون بعرضها لجمهورهم الصغير.
بقد ما أعجبتني الأولى كرهت "حرّمتْ بيك نعاســــــــي "، ينطقون بلهجة لا أعرفها ومخرج الحروف يصعب علي .جاء دوري لأعيد "حرّمتْ بيك نعاســــــــي " وتمنيت لو أنه بسحر ساحل تحولت القاعة لحمام لتحميني من النشاز.نظرت إلى فتيحة أستعطفها ، نظرت إلي وأبتسمت وكأنها تقول لي أعلم لا تشغل بالك فنحن هنا للتنفس فقط.طعت أوامرها لكن مع الأسف لم يطعني صوتي.أما الأستاذ فؤاد فهو رجل ذكي لم يلحح علي فقال أنت مبتدأ وعودك جيد وستتعلم ثم أعطى النغمة إن صح القول لجاري.
وفعلا حرمت علي النوم "حرّمتْ بيك نعاســــــــي " ولمذة طويلة.
سامحوني سأترككم لأن فتيحة جائت وراء ظهري فقالت ويلي ويلي ماذا تكتب ؟
أمزح
يتابع
وبحتُ بيك لناســـــــــي وصــــرت لــك غــــــلام
وسال الدمع كاســـــــي عـشـتُ بــلا طــعـــــام
الوحش جار عليّــــــــــــا وابـعـد عــنــي الـمـــزار
حين تصفرّ العشيـــــــــّة نــتــفــكّــر الــديــــــــار
يا ربّي توب عليــــــــــــّا وإلـهـم قـلـبـي الـصــبـر
نتوحّش الحبايــــــــــــب خـوفـاً مـن الرقـيـــــــب
ويمسى قلبي ذايــــــب مـن شـدّة اللهـيـــــــب
يا جملة الحبايــــــــــــب رانـي ضحيت غريـــــب
حبّي عملها بيّــــــــــــــا ورمـــانـي لـلـقــفــــــار
حين تصفرّ العشيـــــــــّة نـتـفـكّـر الـديــــــــــــار
يا ربّي توب عليّــــــــــــا وإلـهـم قـلـبـي الصـبـر
هكذا تقول الأغنية الغرناطية.
أشريت عود بثمن ضئيل وطلبت معلم.ألتقت بسيدة من فاس ظريفة ، تضرب العود ، فقالت لي :"لن تتعلم شيئ وحده ، للتعلم يستوجب عليك أن تشارك في جوق وإن شئت تعالى معي يوم السبت في العنوان كذا ثم تفرج عنا وأكيدا سيعجبك غنائنا الغرناطي مدرسة تلمسان".هذا كان ، وأستمعت إليهم ، وكانوا يتدربون عن قطعة "قم ترى " فعجبت بها كثيرا ، ليست الفتاة ، بل الأغنية وربما الفتاة كذلك لم أجزم أمرى! تحمست للأغنية الغرناطية ، ولزريب ٬ والعطر، ومدينة الزهراء ، وإبن زيدون وولادة وحفظت يازمان الوصل بالأندلس ... ...
وفي الأسبوع التالي ، أستيقظت مبكرا وأصلحت كل ما يصلحه عاشق الطرب الغرناطي.وصلت ساعة قبل الموعد.كانت السيدة الفاسية أمام باب الجمعية وأذخلتني للقاعة.أخرجنا عيداننا ولاحظت أن عودها فيه نشز أستقمت دوزان عودها .أخدت عودها الرنان ودندت أغنية
زروني كل سنة مرة ،لفيروز
(قظيت أسبوعا كاملا لتعلمها) جائت من ورائي ثم غنت بصوت شجي:
زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة
يا خوفي و الهوى نظرة تجي و تروح بالمرة
حبيبي فرقتك مرة حرام تنسونا بالمرة
ولو فيدي سكين لذبحت أصابعي ولما شعرت بشيئ.نعم أزورك كل يوم.جائني شعور غريب ، أنسجم رنين العود مع صوت صديقتي وأختلطا ..شعرت أيضا وكأنني ذخلت قفص ضاع مفتاحه ، وكأن المفتاح في جيب فتيحة وكأن فتيحة ستجور علي و تظلمني ظلم القايد موسى للعونات، وسأسرح الدجاج .لا لن أستسلم ، تفكرت أن في حقيبتي ناي.أخرجته وهو ناي فارسي لا أحد يلعبه في كل بلاد المغرب وحتى أصحاب الصنعة لا يعرفوا حتى وجوده.وبدأت ، وكأن صديقتي فقدت وعيها ، عينين يحذقان في شيئ لم أراه ، جسد جامد بذون حركة ، طارقة ، خاشعة.أوقفت لعبي، قالت من أتيت بهذا ، ما هو هذا الشيئ هذا جنون.وكالبليد أجبتها :"دارمارت سيڨة" وكأني قلت طلاميس بالسريانية .قالت أعيد من فضلك ما هذا الكلام.فأجبتها هذا ناي فارسي وما لعبته هو دخلة من مقام سيكة.ولم أنتبه كان قد تجمهر العازيفين والأستاذ فريد حولنا.فقال الأستاذ أترك العود ستبتدأ بالناي.فشرحت له إستحالة الأمر ،لأسباب نتخطاها،وفهم حجتي في رمشة عين .
أما الحاضرون فلم نكن إلا أربعة عرب ، والباقي فرنسيون!
خطة عملهم هي التالي : يأخد الأستاذ قطعة يكتب كلماتها على الصبورة ، يأخد كمانه يعزفها ويغنيها عدة مرات ، ويكتب بعد النوتات فقط ثم يأمر كل عازف بأعادتها وهكذا.ثم يبدأ الغناء الجماعي وأي نشز يشير إليك الأستاذ ، ويطلب منك الإعادة.مشكلتي هو أنه قد فضو أغنية "قم ترى" وبدأو أغنية جديدة عنوانها "حرّمتْ بيك نعاســــــــي ".ولما يتممونها، يقومون بعرضها لجمهورهم الصغير.
بقد ما أعجبتني الأولى كرهت "حرّمتْ بيك نعاســــــــي "، ينطقون بلهجة لا أعرفها ومخرج الحروف يصعب علي .جاء دوري لأعيد "حرّمتْ بيك نعاســــــــي " وتمنيت لو أنه بسحر ساحل تحولت القاعة لحمام لتحميني من النشاز.نظرت إلى فتيحة أستعطفها ، نظرت إلي وأبتسمت وكأنها تقول لي أعلم لا تشغل بالك فنحن هنا للتنفس فقط.طعت أوامرها لكن مع الأسف لم يطعني صوتي.أما الأستاذ فؤاد فهو رجل ذكي لم يلحح علي فقال أنت مبتدأ وعودك جيد وستتعلم ثم أعطى النغمة إن صح القول لجاري.
وفعلا حرمت علي النوم "حرّمتْ بيك نعاســــــــي " ولمذة طويلة.
سامحوني سأترككم لأن فتيحة جائت وراء ظهري فقالت ويلي ويلي ماذا تكتب ؟
أمزح
يتابع