1
فاطنة الڨوطة 3 الإثنين أبريل 30, 2012 9:56 am
mostafa
عضو فعال
الأوسمة : 
الجنسية : marocaine عدد المساهمات : 407
نقاط : 915
تاريخ التسجيل : 10/12/2010
الجنسية : marocaine عدد المساهمات : 407
نقاط : 915
تاريخ التسجيل : 10/12/2010
ـــــــــــ
لم تجب فاطنة عن أحد، تمر طريقها مستقيمة القامة تمشي ، تمشي كما يمشي شِبل ، والريم الخائف يترصدها وراء الترعة متدرقا بشجر الصبار.كانت تغسل ملابسها في ضاية البڨرات لما تجرئت أحدتهن وسألتها عن حقيقة شَعرها فأجابتها :"إن كنت قرعة فلزوجي وإن كنت بسوالفي فلزوجي " وجمعت شغلها وتركتهم مقتضية بقول الشاعر
إذا نطق السفيهُ فلا تُجبه فخير من إَجابته السكوتُ
فإن كلّمته فرّجت عنـه وإن خليته ،كمداً ،يمـوتُ
وما إن تجتمع فاطنة ومباركة لوسَتِها ولالة خالة زوجها(وهي مُيْنَة) حتى يموتن ضحكا ويمزحن وتقول لالة من فضل الله لنا بنت قرعة ولانضيع الوقت في فلي شعرها، ولا نخسر مالنا في شراء الزيت المشط .والحقيقة هو أن أمها ولالة هن من أمراها بشد رأسها بتلك الطريقة خوفا من العين لأن شعرها طويل جدا وإن سرحته جالستا يصل إلى قدميها.
في عشية يوم أفتقضت فاطنة الدقيق ولم يبقى لها ما يكفيها إلا لتلك الليلة .أسيقظت في اليوم التالي مع نجمة الفجر وحمّلت بنتها ،جهزت الحمارة ثم توجهت إلى بقعة تبعد بخمسة كيلومترات.لما وصلت وضعت بنتها وطوقتها بحرث ثم وضعت أشواك ،كانت قد حطبتها، حولها وغطتها خوفا عن بديعة من العقارب والأفاعي والثعلب.بدأت حصدها والزرع ما زال مبلولا بندى الصباح وبعد ساعات من الجهد عادت لخيمتها.ثم نشرت زرعها وأشعلت نار الفران بكل الوقيد الذي جمعت من الخلاء أثناء رجوعها ونشفت الزرع لأنه حصادها كان مبكرا،ثم فرّكته ثم أنقته و"سيّرته" ودورت رحاها وطحنت قمحها وغربلته ثم عجنته ولم يغرب المغرب حتى كان خبزها فوق طبق.أخدت الطبق وحليب وتوجهت عند لالة وضعت الطبق وقالت بسم الله. لما أفضو أكلهم قالت لالة أنتي يا بنتي إمرأة ونصف أنت حادڨة لا أنت أكثر من ذلك أنت ڨوطة.
لم تجب فاطنة عن أحد، تمر طريقها مستقيمة القامة تمشي ، تمشي كما يمشي شِبل ، والريم الخائف يترصدها وراء الترعة متدرقا بشجر الصبار.كانت تغسل ملابسها في ضاية البڨرات لما تجرئت أحدتهن وسألتها عن حقيقة شَعرها فأجابتها :"إن كنت قرعة فلزوجي وإن كنت بسوالفي فلزوجي " وجمعت شغلها وتركتهم مقتضية بقول الشاعر
إذا نطق السفيهُ فلا تُجبه فخير من إَجابته السكوتُ
فإن كلّمته فرّجت عنـه وإن خليته ،كمداً ،يمـوتُ
وما إن تجتمع فاطنة ومباركة لوسَتِها ولالة خالة زوجها(وهي مُيْنَة) حتى يموتن ضحكا ويمزحن وتقول لالة من فضل الله لنا بنت قرعة ولانضيع الوقت في فلي شعرها، ولا نخسر مالنا في شراء الزيت المشط .والحقيقة هو أن أمها ولالة هن من أمراها بشد رأسها بتلك الطريقة خوفا من العين لأن شعرها طويل جدا وإن سرحته جالستا يصل إلى قدميها.
في عشية يوم أفتقضت فاطنة الدقيق ولم يبقى لها ما يكفيها إلا لتلك الليلة .أسيقظت في اليوم التالي مع نجمة الفجر وحمّلت بنتها ،جهزت الحمارة ثم توجهت إلى بقعة تبعد بخمسة كيلومترات.لما وصلت وضعت بنتها وطوقتها بحرث ثم وضعت أشواك ،كانت قد حطبتها، حولها وغطتها خوفا عن بديعة من العقارب والأفاعي والثعلب.بدأت حصدها والزرع ما زال مبلولا بندى الصباح وبعد ساعات من الجهد عادت لخيمتها.ثم نشرت زرعها وأشعلت نار الفران بكل الوقيد الذي جمعت من الخلاء أثناء رجوعها ونشفت الزرع لأنه حصادها كان مبكرا،ثم فرّكته ثم أنقته و"سيّرته" ودورت رحاها وطحنت قمحها وغربلته ثم عجنته ولم يغرب المغرب حتى كان خبزها فوق طبق.أخدت الطبق وحليب وتوجهت عند لالة وضعت الطبق وقالت بسم الله. لما أفضو أكلهم قالت لالة أنتي يا بنتي إمرأة ونصف أنت حادڨة لا أنت أكثر من ذلك أنت ڨوطة.
