سقطت مدينة غرناطة في 02 يناير 1492 وفي 12 أكتوبر 1492 ، أكتشف كريسطوف كولومب جزيرة البهماص.
كانت أنذاك إسبانيا في أوج قوتها العسكرية ، السياسية والإقتصادية.لم تكن تخفي الأمبراطورة إزابيلة المسيحية أولوياتها ونواها في متباعة المسلمين وإحتلال أراضيهم بل أكثر من ذلك كانت نيتها محو الإسلام من كل شمال إفريقيا وضمها لأمبرطوريتها.وتركت وصية في هذا الشأن.
لكن الرياح جرّت سفنها وسخطها إلى أمريكا وكنوزها وأراضيها الشاسعة.وأجلوا أمرهم ولم يضعوا كل غطرستهم في هذا الشأن.تماطلوا علما بأن المغرب ولو ضعيف ليس بخبزة باردة بل جمرة وقودها شجاعة أهله والإسلام، لا تنطفي إلا و إن حرقت ماسكها وكلفتهم آلاف الأموات وأطنان من الذهب.وعكس ما قاله إبن خلدون فكل الشعوب لا تتغلب على الصعاب وتسعى إلى السهل بأقل خسارة.وهكذا يفعل السَبُعُ في الغابة والحكيم.التاريخ ليس ميدان التبجح ولا منصة الشرف ، والنخوة بل لا يحصل إلا الغالب ولا يرحم المغلوب.قالوها الرومان "الويل للمغلوب".
إذن أجلوا أمرهم ، ولا يمكن لأي أمبرطورية أن تبلع كل هذا دفعة واحدة.تحتاج إلى الوقت للهظم.فالأوج يعني بداية النهاية ، نشرت جيوشها وشتتهم في كل بقاع المعمورة وأصبح لها أعداء آخرون منهم البرتغال وهولندا وأنجلتيرة ..أنعكفت سيوفهم عن رقابنا ، ووقعت عن سكان أمريكا ونجينا مؤقتا من شرهم.
مصائب قوم عند قوم فوائد.