1 أنوار عبادي الفتى الدكالي الذي نبت في دكالة وحصل على التفوق في الليسي الأربعاء يوليو 04, 2012 9:53 pm
admin
Admin
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا شيء يدعو الى الاستغراب في موطن الاستغراب والتضادات والمفارقات ، بلدة مهمشة تحيط بها التربة والغبرا من كل جهة والصهد وبعض جدران مبلطة بالحجارة والطوب والاسمنت وحيوط وصطاير وفدادين ونبات الضرك الصبار، اعني وحقول لم تعد مخضرة بفعل انقطاع مياه الرش في أرضها كانت الطماطم الحمرا خجلى نابتة، كلكازا وبلعمان والتين والدلاح وشجر الكالبتوس الأخضر الأعمى والدفلى ارض الفول والحمص والعدس والذرا والشعير والقمل والبرويش والسمان والببوش وطايرا بكار والعقارب والذبان والكرموس وما أدراك ما الكرموس..؟ واللبن والصيكوك، بلدة المهمشين والمجانين سلالة الشرفاء العلماء المجاهدين..
محطة إستراتيجية للعبور تجاه مدن بحجم مراكش وآسفي وأكادير ، مقهى للاستراحة وتذوق الشوا وكؤوس الشاي والقهوا بلاد النميمة والهدرا وبائعي الحشيش والكرابه وماسحي الأحذية والديطاي شلا ما يتكال يا بلادي المزوقه من برا اش خبارك من الداخل ، في ضاية دوار القرية حيث الحشرات تغني بصوت عال جدا كسلاليم موسيقية ..
أقول هذا ولا عجب من ظهور نوابغ في الإبداع سواء في الأدب والفن والغناء والرياضة أسماء أعلنت تحليقها في سماء الوطن معلنة الميلاد والانبثاق وأخرى رفضت التحليق في فضاء من حصى وتربة مغبرة وقنوات صرف العوادم واللوازم تتناسل فيها وتحج إليها قوافل المجانين واللصوص وبائعي الحشيش والفاسدين المفسدين بائعي الضمير والحمير، فضاء محاصر مهمش هي رسالة إذن طالما أعلن ميلادها انبعاثها حضورها ليس آخرها الشاب (أنوار عبادي) المتفوق الحاصل على أعلى معدل في امتحانات الباكالوريا هذا العام شعبة الفيزياء ، الخجول الشاب الهادئ المزداد 1994 ابن الزاوية المحاذي لجدران الضريح وزبالة القرية من أبوين فقيرين حد الحاجة و5 إخوة هو أوسطهم .
تعلو محياه علامات الدهشة والأعين والوجوه تشرئب إليه تحاصره هذه المرة وما شاء الله أبوه سائق وأمه ربة بيت يحب المطالعة وقراءة القرآن الكريم بإمكانيات بسيطة يحصل على أعلى المعدلات سواء في الابتدائي او الإعدادي بل في الثانوية التأهلية الجرف الأصفر حصل السنة الماضية على 18.50وهذه السنة كان من الأوائل ب19.28بمعدل جد مشرف على المستوى الوطني ، مفخرة للثانوية ولأهل الزاوية المحاصرين بالكسالى والتائهين واستطاع أن يشق طريقه بإمكانيات بسيطة ومن وسط شعبي مهمش وأسرة فقيرة أن يؤكد ذاته ويعلن للكل تفوقه داخل المدرسة العمومية وهي رسالة احتجاج غير مشفرة ، أنوار، أنواره مشعة مشرقة ، بدون سوايع إضافية ، وبدون بهدلة أسرته المحتاجة ، حين سألته عن أحلامه هل له أحلام كغيره ..؟ ابتسم ابتسامة مطمئنة بعينين براقتين ووجه صبوح فهمت انه واقعي أكثر من اللازم واثق الخطو يمشي .. متزنا..
يرى الأشياء بعين أخرى ، انه شاب كما يحكي احد أساتذته يعتمد على الضرب والسكات ، عرفناه هكذا في الإعدادي طموحا واثقا من نفسه لا يمشي منحنيا ولا يخاف شيئا كما يقول ، أتابع دروسي وحياتي بروتين عادي ولا طقوس ولا وصفات سحرية لدي ويسكت..تراه مشدودا الى طقس صمته واللحظات توبخنا لمدة طويلة ونحن نشتاق لما اعتقدناه في هذا العالم لكي لا نصاب بالخرس .
يبدو انه غير راض عن النتيجة التي حصل عليها كما يحكي احد أصدقائه كان يتمنى ان يحصل على أعلى من ذلك بقليل .. توقد عينيه ضربات قلبه أكاد اسمعهما ، خجله العارم كطماطم بلدتي المحتجزة وصمته الذي يحمل أكثر من معنى ..باحثا عن سعادة ما ..
هنيئا له وهنيئا لنا ، به نفتخر ونقول ان الأمور مازالت بخير والحمد لله بالمثابرة والصبر والتحدي . نشجع الأسماء التي ترسم خطوها وطريقها بتؤدة وبمعنى لا تحيد عنه لا لكي تصل بل لكي تثرك أثرا طيبا وتقول أنا فعلت وقمت ولكم البقيه والله المستعان ومن رحم عين الفوهة انبثق رماد الفينيق..
ولان الواقع يحتج منا الى مداعبة ما فالفتى أنوار يحتاج الى إضاءة طريقه ولو بابتسامة او بتشجيع او بمنحة خاصة من الدولة لكي يتابع تعليمه وطريقه نحو التفوق الدراسي من اجل بلده ووطنه الكبير الذي يحمله في قلبه الصغير.
الكاتب عزالدين الماعزي
لا شيء يدعو الى الاستغراب في موطن الاستغراب والتضادات والمفارقات ، بلدة مهمشة تحيط بها التربة والغبرا من كل جهة والصهد وبعض جدران مبلطة بالحجارة والطوب والاسمنت وحيوط وصطاير وفدادين ونبات الضرك الصبار، اعني وحقول لم تعد مخضرة بفعل انقطاع مياه الرش في أرضها كانت الطماطم الحمرا خجلى نابتة، كلكازا وبلعمان والتين والدلاح وشجر الكالبتوس الأخضر الأعمى والدفلى ارض الفول والحمص والعدس والذرا والشعير والقمل والبرويش والسمان والببوش وطايرا بكار والعقارب والذبان والكرموس وما أدراك ما الكرموس..؟ واللبن والصيكوك، بلدة المهمشين والمجانين سلالة الشرفاء العلماء المجاهدين..
محطة إستراتيجية للعبور تجاه مدن بحجم مراكش وآسفي وأكادير ، مقهى للاستراحة وتذوق الشوا وكؤوس الشاي والقهوا بلاد النميمة والهدرا وبائعي الحشيش والكرابه وماسحي الأحذية والديطاي شلا ما يتكال يا بلادي المزوقه من برا اش خبارك من الداخل ، في ضاية دوار القرية حيث الحشرات تغني بصوت عال جدا كسلاليم موسيقية ..
أقول هذا ولا عجب من ظهور نوابغ في الإبداع سواء في الأدب والفن والغناء والرياضة أسماء أعلنت تحليقها في سماء الوطن معلنة الميلاد والانبثاق وأخرى رفضت التحليق في فضاء من حصى وتربة مغبرة وقنوات صرف العوادم واللوازم تتناسل فيها وتحج إليها قوافل المجانين واللصوص وبائعي الحشيش والفاسدين المفسدين بائعي الضمير والحمير، فضاء محاصر مهمش هي رسالة إذن طالما أعلن ميلادها انبعاثها حضورها ليس آخرها الشاب (أنوار عبادي) المتفوق الحاصل على أعلى معدل في امتحانات الباكالوريا هذا العام شعبة الفيزياء ، الخجول الشاب الهادئ المزداد 1994 ابن الزاوية المحاذي لجدران الضريح وزبالة القرية من أبوين فقيرين حد الحاجة و5 إخوة هو أوسطهم .
تعلو محياه علامات الدهشة والأعين والوجوه تشرئب إليه تحاصره هذه المرة وما شاء الله أبوه سائق وأمه ربة بيت يحب المطالعة وقراءة القرآن الكريم بإمكانيات بسيطة يحصل على أعلى المعدلات سواء في الابتدائي او الإعدادي بل في الثانوية التأهلية الجرف الأصفر حصل السنة الماضية على 18.50وهذه السنة كان من الأوائل ب19.28بمعدل جد مشرف على المستوى الوطني ، مفخرة للثانوية ولأهل الزاوية المحاصرين بالكسالى والتائهين واستطاع أن يشق طريقه بإمكانيات بسيطة ومن وسط شعبي مهمش وأسرة فقيرة أن يؤكد ذاته ويعلن للكل تفوقه داخل المدرسة العمومية وهي رسالة احتجاج غير مشفرة ، أنوار، أنواره مشعة مشرقة ، بدون سوايع إضافية ، وبدون بهدلة أسرته المحتاجة ، حين سألته عن أحلامه هل له أحلام كغيره ..؟ ابتسم ابتسامة مطمئنة بعينين براقتين ووجه صبوح فهمت انه واقعي أكثر من اللازم واثق الخطو يمشي .. متزنا..
يرى الأشياء بعين أخرى ، انه شاب كما يحكي احد أساتذته يعتمد على الضرب والسكات ، عرفناه هكذا في الإعدادي طموحا واثقا من نفسه لا يمشي منحنيا ولا يخاف شيئا كما يقول ، أتابع دروسي وحياتي بروتين عادي ولا طقوس ولا وصفات سحرية لدي ويسكت..تراه مشدودا الى طقس صمته واللحظات توبخنا لمدة طويلة ونحن نشتاق لما اعتقدناه في هذا العالم لكي لا نصاب بالخرس .
يبدو انه غير راض عن النتيجة التي حصل عليها كما يحكي احد أصدقائه كان يتمنى ان يحصل على أعلى من ذلك بقليل .. توقد عينيه ضربات قلبه أكاد اسمعهما ، خجله العارم كطماطم بلدتي المحتجزة وصمته الذي يحمل أكثر من معنى ..باحثا عن سعادة ما ..
هنيئا له وهنيئا لنا ، به نفتخر ونقول ان الأمور مازالت بخير والحمد لله بالمثابرة والصبر والتحدي . نشجع الأسماء التي ترسم خطوها وطريقها بتؤدة وبمعنى لا تحيد عنه لا لكي تصل بل لكي تثرك أثرا طيبا وتقول أنا فعلت وقمت ولكم البقيه والله المستعان ومن رحم عين الفوهة انبثق رماد الفينيق..
ولان الواقع يحتج منا الى مداعبة ما فالفتى أنوار يحتاج الى إضاءة طريقه ولو بابتسامة او بتشجيع او بمنحة خاصة من الدولة لكي يتابع تعليمه وطريقه نحو التفوق الدراسي من اجل بلده ووطنه الكبير الذي يحمله في قلبه الصغير.
الكاتب عزالدين الماعزي