1 أبو شعيب بن عبد الرحمن الدكالي الجمعة يناير 01, 2010 10:30 am
admin
Admin
" أبو شعيب بن عبد الرحمن الدكالي "
ينتسب المحدث
الحافظ أبو شعيب بن عبد الرحمن الدكالي الصديقي إلى بيت الصديقات من قبيلة أولاد
عمرو، إحدى قبائل دكالة العربية، والمستوطنة قرب مدينة الغربية جنوب مدينة
الجديدة،ورث العلم والنباهة عن أسرة اشتهرت بالعلم والفضل والصلاح، وتعدد علماؤها
من أمثال الشيخ الصالح أبي فراس عبد العزيز جد أبي شعيب الدكالي، وعميه أبي شعيب
ومحمد ابني عبد العزيز، فسار على نهجهم، وصقل ذلك الإرث بالممارسة والرحلة إلى
منابع العلم الصافي، وحاز مكانة رفيعة بين علماء المغرب والمشرق.
تلقى أبو شعيب
الدكالي تعليمه الأولي بمسقط رأسه، على يد شيوخ وعلماء القبيلة وعلمائها من أمثال
العلامة ابن عزّوز، والعلامة محمد الصديقي، ومحمد الطاهر الصديقي وغيرهم. ثم انتقل
إلى الريف حيث زاول بها دروس الفقه والحديث والقراءات. وفي سنة 1315 هـ رحل إلى مصر
فمكث بها مدة طويلة وأخذ فيها العلم عن علماء الأزهر مثل: شيخ الإسلام سليم البشرى،
والعلامة الشيخ محمد بخيت، والشيخ محمد محمود الشنجيطي اللغوي الشهير، والشيخ أحمد
الرفاعي وغيرهم كثير. وبعد ذلك قصد مكة المكرمة طلبا للعلم والمعرفة، ودرس على يد
جل علمائه ا، وأجازه عدد كبير من شيوخ العلم من البلاد العربية كاليمن والعراق
والشام إضافة إلى بعض علماء الهند. و حظي عند أمير مكة،خلال هذه الفترة، بالحظوة
الحسنة فأكرمه وبالغ في احترامه وتعظيمه، وقدمه في مجالس العلماء، وولاه بعض
الوظائف الدينية، كالخطابة في الحرم المكي، والإفتاء في المذاهب الأربعة.
وفي
سنة 1325 هـ ـ 1907 م عاد إلى أرض الوطن واستقر بمدينة فاس، وقربه السلطان مولاي
عبد الحفيظ، وتهافت عليه علماء فاس وطلبتها وأعيانها. وفي هذه الفترة أعلن مواجهته
البدع ومقاومة الخرافات والأباطيل، ونصر السنة وقيم الدين الإسلامي الصحيحة، وفي
سنة 1328 هـ أرسله المولى عبد الحفيظ إلى الحجاز لاقتناء أملاك تحبس على الحرمين.
ثم عاد إلى المغرب في السنة الموالية 1329 هـ وقد بزغ نجمه وذاع صيته في كل البلاد
العربية، فولاه قضاء مراكش، واشتهر بالنزاهة والعدل. وفي سنة 1330 هـ تم تعيينه
وزيرا للعدل والمعارف. وفي سنة 1342 هـ ـ 1923 م قدم استعفاءه لأسباب صحية فمنح إذ
ذاك اعترافا له بالجهود التي بذلها في مهامه؛ لقب" وزير شرفي".
وكانت دروس أبي
شعيب الدكالي في مدينة فاس نموذجا حيا لطاقة علمية كبيرة، واطلاع واسع في كل مجالات
علوم الدين، من علوم الحديث والسنة، وفقه معاني الآثار، ومعرفة دقيقة برأي أئمة
المذاهب، وعرف عنه حفظ المتون، والجمع بين الروايات ومعرفة المخرجين والتابعين،
وأنساب الرواة وتراجمهم. كما كان عارفا بعلوم القرآن وقراءاته وإعرابه وناسخه
ومنسوخه، وأحكامه ومعانيه، ووجوه بلاغته، وأنواع تفسيره، متمكنا من علوم اللغة
العربية بأنواعها. وكان مقصد العلماء والطلبة، وسمع عنه عدد كبير من العلماء سواء
بفاس أو غيرها من المدن الأخرى التي حل بها في بلدان المغرب أو المشرق، حيث ألقى
دروسا بالأزهر بمصر وبجامع الزيتونة بتونس. وتتلمذ على يديه جيل من العلماء
والمفكرين المغاربة الذين أسهموا في بناء المغرب الحديث. ونظرا لهذه الدرجة العلمية
العالية أحرز الرياسة العلمية في الدروس السلطانية بالقصر الملكي على عهد السلطان
مولاي عبد الحفيظ ، والسلطان المولى يوسف، والعاهل محمد الخامس الذي ظل في كنفه إلى
أن وافته المنية سنة 1937