1 أحد أولاد افرج: جماعة فتية أريد لها أن تكون بقرة حلوبا الأحد يناير 03, 2010 3:46 am
admin
Admin
أحد أولاد افرج: جماعة فتية أريد لها أن تكون بقرة حلوبا
أحد أولاد افرج مدينة حديثة نمت بسرعة بفضل التطور الفلاحي الذي عرفته هذه المنطقة من دكالة ، حيث تمتاز بزراعة الحبوب والقطاني والخضر ... بالإضافة إلى تربية الماشية وغيرها ، وبحكم موقعها المتميز الواقع في ملتقى الطرق الرئيسية الرابطة بين سيدي بنور و الجديدة وسطات ثم البيضاء ، تبعد عن هذه الأخيرة بحوالي 120 كلم و عن مدينة الجديدة
ب حوالي 60 كلم .
أحدثت الجماعة سنة 1959 خضعت للتقسيم وتفرعت عنها جماعات أخرى فرضتها الظروف من اجل حل مشاكل المواطنين و تقريب الإدارة منهم والاستفادة من مسايرة التنمية تضم 23 دائرة انتخابية. وبالرغم من لمسات التمدن و الديكورات الموحية بالتقدم فان أحد أولاد افرج أريد لها أن تبقى مهمشة منسية تسيطر عليها مظاهر البداوة و التخلف و بقرة حلوبا و مرتعا خصبا لكل أنواع الفساد الإداري و الاستغلال البشع لمواردها و إنتاجها .
ولتسليط الأضواء على هذه المدينة الفتية انتقلت إليها للقيام بهذا الاستطلاع بعد أن حددت موعدا
مع مرافقي هناك
كانت انطلاقة الرحلة من مدينة سيدي بنور في حدود الساعة السابعة صباحا في اتجاه زاوية سيدي إسماعيل الواقعة على بعد 26 كلم منها ، بهذه الجماعة التي وصلتها في حدود الساعة السابعة والنصف توحي مناظرها الخارجية للأحياء و جنبات الطريق على مدى الإهمال التي تعاني منه و تخبطها في العديد من المشاكل على مستوى عدة مجالات . بالقرب من موقف الطاكسيات المتوجهة إلى أحد أولاد افرج مكثت زهاء الساعة من الزمن قبل أن تتوجه سيارة الأجرة بنا إلى احد أولاد افرج حيث ستقطع 34 كلم لكي تصل إليه ، مسافة كانت فرصة ومناسبة لآخذ بعض آراء الركاب عن النقل بالمنطقة فكان أن عبر الجميع عن ضعف مستوى الخدمات المقدمة من طرف أصحاب الطاكسيات بالإضافة إلى الزيادات الغير مبررة والتي أنهكت جيوبهم دون أن تتدخل أي جهة لفرض احترام القانون كما أن الطاكسيات تعاني من انعدام الصيانة التقنية والميكانيكية فالعديد منها هي في حاجة إلى إيداعها بالمتلاشيات ، عبر الطريق ينتابك شعور بفرحة فلاح المنطقة حيث الحقول مكسوة بلون الورود المختلفة والبهائم ترعى وسطها بينما هناك حقول تنوعت الزراعة بها توحي بمنتوج زراعي جيد كما تجدب أنظارك عملية الحصاد التي انطلقت ببعض المناطق بها ،
عند وصولي إلى مدينة أحد أولاد افرج وجدت مرافقي في انتظاري الأخ الحسين قيشي عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) وعضو بمكتب الفرع الحزبي بالمدينة ، أولى خطواتنا كانت في اتجاه إحدى المقاهي المبنية حديثا ويتعلق الأمر بمقهى « أوسكار « حيث وجدنا فيها بعض الإخوة الذين تبادلنا معهم الحديث حول الأوضاع التي تعرفها أحد أولاد افرج وبعد شرب كأس من الشاي توجهت إلى مقر الجماعة في حدود الساعة التاسعة صباحا ، حيث لاحظت غياب العديد من الموظفين بل كانت جميع المكاتب الموجودة بالطابق الأول مغلقة تماما بما فيها مكتب الكاتب العام ، لذلك لم أتمكن في تلك الفترة من أخذ بعض المعطيات .
بشارع ابن سينا الرئيسي
تجد كل شيء غير منظم حيث اختلطت التجارة بالصناعة و تراكم الأزبال في كل مكان ، بهذا الشارع توجد حديقة أو شبه حديقة لم يتم فتحها في وجه الساكنة منذ إحداثها ، قال لي مرافقي كون ساكنة أحد أولاد افرج لا تجد متنفسا أخضر تستريح فيه أو تقضي فيه قسطا من الراحة في أجواء طبيعية الأمر الذي يؤكد بدون شك الإهمال واللا مبالاة التي تعاني منها الساكنة في ظل تسيير جماعي ضعيف لا يخدم إلا مصالحه الشخصية ضاربا عرض الحائط مصالح الساكنة و حقوقها .بالقرب من مقر الجماعة كانت لنا زيارة لمكتب البريد حيث وقفنا على الخصاص الذي يعاني منه سواء على مستوى الموارد البشرية أو التجهيزات الأساسية ، مكتب جد ضيق يجعل الموظفين الثلاثة العاملين به في وضع لا يحسدون عليه وقد تساءلت ومرافقي كيف سيؤدي هؤلاء خدماتهم للساكنة في ظل هذه الوضعية التي لا تشرف أحدا ، والغريب في الأمر هو وجود ساعي بريد واحد يغطي بخدماته المدينة وخارجها وحول هذا الموضوع أخدنا آراء بعض الزبناء الذين أظهروا عن عدم رضاهم لخدمات المكتب في ظل هذه الأوضاع الموشومة خصوصا بالنقص في الموارد البشرية التي من شأنها أن تساهم في تلبية طلبات الزبناء في ظرف زمني معقول . هكذا إذن يظهر عدم مسايرة مكتب البريد لارتفاع عدد الساكنة والتطور العمراني الذي اكتسح العديد من المساحات التي كانت في السابق عبارة عن خلاء أو مشروع مناطق خضراء...
ونحن نمر بالقرب من الملعب الجماعي التقيت ومرافقي بالسيد مصطفى حسان رئيس فريق كرة القدم الذي عبر لنا عن استنكاره وعدم رضاه لما يلاقيه الفريق الوحيد بالمنطقة من التهميش وعدم المساعدة المادية من طرف المجلس الجماعي الذي يبدو أن محاضر اجتماعاته خالية من التداول في المجال الرياضي بالمدينة ، ويقول السيد مصطفى أنه لولا بعض الفعاليات والمهتمة والغيورين على الفريق والمتواجدين داخل وخارج المدينة الذين مدوا يد المساعدة والدعم والمساندة والتشجيع لما بقي لهذا الفريق وجود بحيث سيكون مصيره مثل مصير فريق النجم الرياضي الذي قدم اعتذارا عاما فانتهى أمره دون أن يحرك ذلك شيئا في نفوس المسؤولين عن المدينة ، الملعب يشكو من هشاشة المرافق الأساسية والسياج لا يرقى إلى الجودة المطلوبة كما أن المدرجات لا تحمل من ذلك سوى الاسم ليتأكد أن المجلس الجماعي غير مهتم بالمجال الرياضي بتاتا . بالقرب من الملعب البلدي يوجد مقر دار الشباب يقول بعض الشباب الذين التقينا هم بالقرب منه كونه دائما مغلق و لا يؤدي أي خدمة حيث عرف بعض المشاكل جعلته يمتاز دوما بالفراغ والجمود التام و حسب الأسباب في ذلك أخبرنا أحد أبناء المنطقة كون دار الشباب كانت تعرف نشاط بعض الجمعيات الاسلاموية ، فكان أن صارت بها مشاكل إدارية تطورت لكي تتسبب في حرمان شباب المدينة من خدماته و السؤال المطروح هو إلى متى ستظل هذه الدار لا تقوم بالدور الذي من أجله أنشئت ؟ قبالة دار الشباب يوجد المركز الصحي الجماعي بجنباته تنتشر أكوام كثيرة من الأزبال وروث البهائم ، العربات المجرورة رابضة على طول سوره الخارجي و الخيول والحمير والبغال وجدت لها مكانا هناك دون أدنى تدخل للحفاظ على نظافة ونقاوة مدخل المركز الصحي ، وكما يقول المثل المغربي « من باب الدار تعرف أصحابها « فالمشهد الخارجي يبدو كعنوان بارز لصحة مريضة عليلة و شغيلتها تعاني أكثر أمام التهميش و الخصاص المهول في الأطباء دوي الاختصاص و الممرضات وكذا المولدات ، مركز صحي وحيد بالمنطقة يقدم خدمات طبية محدودة نقص فظيع في المعدات و الأدوية به دار للولادة لا تتوفر على التجهيزات الضرورية حيث لازالت توجه الحالات المستعصية إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة مع ما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية تنهك جيوب المواطنين المثقوبة أصلا لتغطية تكاليف سيارة الإسعاف و غيرها ، لذلك فالساكنة تتوجه إلى المسؤولين عن القطاع مركزيا لأجل إحداث مستشفى تليق و تطلعات الساكنة تتوفر على جميع الاختصاصات بما يخفف عنهم ولو نسبيا معاناتهم من الأمراض والأوبئة و يحد من انتشارها ، سيما و أن عدد الساكنة التي تستفيد الآن من خدمات المركز الصحي جد مرتفع لا يمكن بأية حال من ألأحوال أن يغطي تلك المساحة المنتشرة عليها .
غير بعيد عن المركز الصحي
تجدب انتباهك مجموعة من الخيام البالية والمنتشرة في مكان جمع بين تواجد كل أنواع الحيوانات والبهائم و الأزبال المتراكمة هنا وهناك على شكل أكوام وجدت فيها القطط والكلاب ضالتهم ، وسط خيام بالية تآكلت وذهبت أشعة الشمس بلونها تباع بداخلها سلع مختلفة كما تقدم بداخلها وجبات غذائية لا تراعى فيها شروط السلامة والوقاية الصحية ، هذا المنظر المثير والمقزز في النفس لم يجد اهتماما من القاعدين على كرسي المسؤولية بالجماعة قصد تنظيمهم و ايلائهم العناية وإرشادهم لما يخدم مصالحهم ومصالح الزبناء ، فكل شيء تطبعة الفوضى لأغراض انتخابية دنيئة تحط من كرامة الساكنة و تجعلها تعيش في وهم من الوعود الكاذبة التي مسحت الوجه الجميل لهذه المدينة فاختلطت الصناعة بالسكن و الحدادة والنجارة بالبضاعة بين التبليط والتعبيد حفر متناثرة و أتربة وركام من النفايات كأنها مدينة بدون مجلس جماعي و لا خدمات .
شبكة الواد الحار مهترئة و قنواتها ضيقة مما يؤدي إلى اختناقها أثناء التساقطات المطرية مما يؤدي إلى تسرب المياه العفنة تحت أسس المنازل و خروجها من المجاري لذلك فالساكنة تعيش في هذا المجال أوضاعا مزرية تنعكس سلبا على صحتهم من جراء الروائح الكريهة والاختناقات المتتالية . قال لنا أحد السكان : « إن هشاشة و سوء مجاري الصرف الصحي دليل على الغش الذي طال الأشغال و عدم تحمل المسؤولية من طرف الجماعة في مراقبتها الشيء الذي أنهك مالية الجماعة وبقيت حالة الوادي الحار على حالها دون تدخل بل زادت عن ذلك ، فكيف يمكن أن تتصور أن المياه العديمة أثناء تساقط الأمطار عوض أن تأخذ مسارها إلى الوادي فهي تعود إلى المنازل عبر الأنابيب ، وتصور معي الرائحة الكريهة التي تغطي المنزل و تخلفه من ضيق في التنفس و أضرار صحية ... «
هناك أشخاص من ذوي النفوذ السلطوي أو المالي يرتكزون على أعمدة قوية كما يقال على أحد برلماني المنطقة الذي يدعي قربه من جهات نافذة بجهاز الدرك الملكي لدرجة أن الساكنة أصبحت تطلق عليه اسم « الجينرال المصمم « لكثرة حديثه عن القوة والدعم الذي يلقاه من طرف جهات نافدة بالدرك الملكي وقدرته على فعل و تحقيق كل شيء ، وهي ادعاءات يجد فيها البعض مناسبة لالتهام خيرات المنطقة ورمي الفتات لضعفائها الذين لا يتم تذكرهم سوى إذا تحولت أسماؤهم إلى ألوان ترمى في صناديق الاقتراع لترجيح كفة انتخابية . بحي بام وبمناسبة قربنا من مقر النقابة الوطنية للتعليم طلب مني مرافقي زيارة المقر حيث أطلعني على بعض الأمور التي تؤكد مدى جدية الإخوة أعضاء المكتب النقابي في التنظيم و التسيير و كذا الإشعاع الذي تعرفه بسبب ذلك الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالمنطقة ، وبعد حوار بيننا وبعض الأساتذة الذين التحقوا بنا حيث كانت تنتظرهم مهمة نقابية وجب تنفيذها ودعتهم في أمل اللقاء بهم وتابعت المهمة الإعلامية التي جئت من أجلها حيث سيرافقني الأستاذ مسعود العيان .
أثناء تجوالنا بشوارع و أحياء المدينة صادفنا بركا مائية وسط الطريق حدثني مرافقي عنها أنها متسربة من الواد الحار تملأ حفرة ذات قطر كبير دون أن تقوم الجهة المسؤولة بتنظيفها وإزالة روائحها التي تزكم الأنوف و تخنق الأنفاس ، رئيس الجماعة ومعه باقي أعضاء المكتب جميعهم منشغلون بمصالحهم الخاصة غير مبالين بمصالح وشؤون الساكنة و نظافة المدينة ، فالسكان الذين كانوا يتطلعون من إحداث هذه الجماعة تحسين أوضاعهم و تنمية المنطقة صدموا بمجلس جماعي لم يعمل على تحقيق الأهداف المتوخاة منه ، ليظل السكان كمتفرجين على المسرحيات التي تعرفها دواليب الجماعة .
جولة خفيفة لا تتجاوز النصف ساعة
وقفنا من خلالها على مدى الإهمال الذي طال الطرقات والحفر التي غزتها و الازبال التي اكتسحت مساحات كبيرة في ظل غياب نظافة فعلية ، فالحاويات وعلى قلتها فهي لا تحمل من ذلك سوى الاسم بحيث تآكلت و أصبحت في خانة المتلاشيات ، كما أن عدد عمال النظافة يعد غير كافي لجمع القمامات والازبال بشكل دوري أمام توسع مستمر للمدينة مما يؤكد أن هناك خللا واضحا الكل يعرف مكامنه داخل الجماعة الحبلى بالخروقات و التجاوزات و المحسوبية و الزبونية ، ومدى التهميش الذي تعانيه الجماعة بفعل غياب تصور تنموي من شأنه أن ينهض بالمنطقة .
لأجل اخذ أكثر ما يمكن من المعلومات عن الجماعة عدت مرة ثانية إلى مقر الجماعة حيث وجدت الكاتب العام في مكتبه منهمك في توقيع الوثائق والعقود... تقدمت إليه وعرفته بشخصيتي والمهمة التي أتيت لأجلها ، فكان أن أغلق علينا جميع الأبواب بقوله « الرئيس غير موجود في الجماعة ،اذهب وابحث عنه في المقهى « كررت على مسامعه كون زيارتي هي لمقر الجماعة وليس المقهى ، فكان أن اتصل برئيس الجماعة هاتفيا هذا الأخير وبعدما عرفته بمن أكون طلبت منه مدي ببعض المعلومات التي تهم الجماعة وهي بالمناسبة معطيات تقنية محضة، قام السيد الكاتب العام للجماعة بمنحنا بعضا منها بعد انتظار لفترة طويلة من الزمن دون أن نتمكن من معرفة بعض المعطيات من قبيل السومة الكرائية للسوق الأسبوعي وما عرفته بعض الصفقات ...وهذا يؤكد على وجود خروقات وتلاعبات تتطلب إجراء عملية افتحاص دقيق للجماعة من الجهات الوصية الحامية للمال العام ومصالح المواطنين .
هناك إهمال كبير من طرف الجالسون على كرسي المسؤولية بالجماعة و أن الأوضاع التي تعرفها المدينة في مختلف المجالات لا تفي لما كانت تنتظره الساكنة حيث لازال العديد من المرافق منعدمة و يعد شباب المنطقة اكبر ضحية لسياسة التهميش و اللا مبالاة فليس هناك يقول ألأخ الزهراوي أي متنفس لهم لا مجالات خضراء لا نوادي لا ملاعب لا مراكز ... مما يؤدي إلى نتائج سلبية ، فالأسر اليوم بأحد أولاد افرج أصبحت تعي من يخدم مصالحها و من يخدم مصالحه الشخصية ، ونحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية همنا هو مصلحة المواطنين بالدرجة الأولى و جعل المدينة تستفيد من خيراتها المتعددة خدمة لساكنتها رجالا ونساء شبابا وشيوخا ، سنتصدى لكل لوبيات الفساد التي خربت المنطقة وجعلتها وكرا للاسترزاق و نهب خيرات الجماعة ، والأمل معقود على الساكنة قصد التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلها أحسن تمثيل بعيدا عن كل المساومات ، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان دوما ولازال يجعل مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار . «
خلال جولتنا بالمدينة مررنا بالقرب من الإعدادية الثانوية محمد السادس فكان لا بد من الحديث عن قطاع التعليم حيث تحدث لنا رجل تعليم وعضو بالنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) فقال : « التعليم بالمنطقة بصفة عامة لا تختلف اختلالاته و مشاكله عن باقي جهات المغرب ، فالدخول المدرسي لهذه السنة تميز بالارتجال و التخبط نظرا لعدة عوامل منها تزامنه مع شهر رمضان وتأخر الحركة الانتقالية الإقليمية وانعكاس ذلك على العملية التعليمية التربوية و على التلميذ والأستاذ ، وسوء توزيع الموارد البشرية حيث هناك تمركز بمكان و خصاص بمكان آخر خصوصا في البوادي والقرى و هذا ليس وليد اليوم بل هو تراكم منذ سنوات ، ونائب وزارة التربية الوطنية بإقليم الجديدة يعمل جاهدا لحل المشاكل المتراكمة بوضع حد للاختلالات الكبرى التي يعرفها ميدان التعليم بالإقليم ، أما علاقة النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) بالنيابة والمسؤولين عنها فقد عرفت تطورا ملحوظا في الحوار والتفاوض المبني على الاحترام و القانون و تطبيقا للمذكرات الوزارية وخدمة للصالح العام ، ويمكن القول أن أغلب المشاكل والقضايا المطروحة عرفت طريقها إلى الحلول المرضية . « توجد بأحد أولاد افرج ستة مؤسسات تعليمية ثلاثة منها ابتدائية و اثنتين إعدادية ثانوية و واحدة ثانوية تأهيلية وقد اعتبر بعض رجال التعليم الذين كنا نتحاور معهم حول هذا الميدان أن هذا العدد من المؤسسات التعليمية غير كاف لسد حاجيات التمدرس بالمدينة و أضاف أحدهم : « لا يعقل أن يقطع تلامذة الإعدادي الذين يقطنون خارج المدار الحضري أكثر من أربع كيلومترا من منازلهم إلى الإعدادية ذهابا و مثلها إيابا ، فعلى الجهات المعنية أن تراعي هذا الجانب و أن تضعه نصب أعينها حتى نضمن نوع من المساواة بين الجميع و الاستفادة من الدراسة في ظروف جيدة . «
السوق الأسبوعي
هو الآخر يشهد فوضى و سوء التدبير ، فقد تم مؤخرا تغيير مكانه حيث أصبح يقع على مدخل المدينة من الجهة اليسرى لمدينة أحد أولا افرج من اتجاه الدار البيضاء إلى سيدي بنور أو العونات ، ويعد ثاني أكبر سوق بدكالة بعد سوق ثلاثاء سيدي بنور حيث يؤمه المتسوقون بالإضافة إلى ساكني المنطقة من مناطق و مدن مراكش و البيضاء و الجديدة و سطات والرباط ... وغيرها لتسويق البقر و الغنم والجمال و المنتوجات الفلاحية المختلفة ، ويذر هذا السوق على الجماعة عشرات الملايين من السنتيمات في السنة ، غير أن وضعيته الحالية المتسمة بالفوضى العارمة الناتجة عن سوء التنظيم وغياب السهر على التطبيق الصارم للمراقبة على المكترين للحنطات الذين لا يلتزمون بدفتر التحملات و يتملصون من أداء واجباتهم المالية لصالح الجماعة ،وهذا تتحمل مسؤوليته رئاسة الجماعة ووكيل المداخيل ، يقول أحد الأشخاص أنهما يسهلان مسطرة الكراء حيث تدخل المحاباة و الزبونية و المحسوبية و أشياء أخرى ناهيك عن عدم إشهار سبورة التعريفة في مختلف الرحبات حيث يترك المكتري يفعل ما يشاء دون حسيب أو رقيب إلى حد التعسف على المواطنين و ابتزازهم . مواطن آخر كان متواجد معنا خلال حديثنا حول مشاكل السوق الأسبوعي قال : « بإمكان هذا السوق أن يعطي مدخولا اكبر لهذه الجماعة و ينمي مدخولها السنوي لو كانت هناك إرادة حقيقية لدى المسؤولين الجماعيين و توفر لديهم روح المصلحة العامة و التخطيط المحكم و النظرة الاستشرافية لمستقبل السوق و التنظيم الجيد و المراقبة المستمرة الصارمة لكل الحنطات ، سواء أثناء المناقصة أو خلال أيام انعقاد السوق ، حيث كان من الممكن أن تكون النتائج جد مرضية ، فالسوق يكتظ بالمتسوقين و الباعة و تفرش طرقه و ممراته و لا تجد في بعض الأحيان مسلكا للتبضع مع صعوبة المرور وفوضى عارمة داخل السوق ، مجزرة متعفنة لا تتوفر على ابسط الشروط الضرورية للصحة و عرضة للكلاب الضالة التي تنتشر بشكل مستمر في الأيام الأخرى ، البنيات التحتية غير موجودة ، حفر متناثرة هنا وهناك ... «
تعد نقطة سوق احد أولاد فرج الأولى بمثابة النواة التي تولدت عنها أول بناية معمارية سنة 1949 م لتكتسح مع مرور الوقت مساحات أخرى شاسعة في الاتجاهات الأربعة ساهمت فيها هجرة القبائل وتمدن سكانها و ذلك لتمركز المصالح الإدارية الأمر الذي ساهم في أن تصبح احد أولاد فرج تملك رصيدا هاما من التجزءات السكنية نذكر منها تجزئة البام و حي المسجد وتجزئة الماء الصالح للشرب وتجزئة الرياض و ابن سينا و المسعودية و السعادة و الجبلي و الوئام ن كلها اليوم تعاني من سوء الطرقات و انعدام النظافة بها مع انتشار الحفر بكثرة وما تعانيه البنية التحتية من هشاشة تتسبب في مشاكل متعددة للساكنة .
الطرقات و الشوارع الرئيسية و الأزقة
أينما وليت وجهك فثمة عربات مجرورة بالدواب كوسائل نقل البضائع والإنسان ... جماعات من النساء و الأطفال والرجال مكدسين داخل هذه العربات كوحدة بشرية متماسكة و غالبا يكونون من دوار واحد أو دواوير متقاربة ، مواطن سألناه حول الظاهرة المتعلقة بكثرة العربات التي تنقل المواطنين قال : « تعلم أن السكان يأتون من دواوير بعيدة للتسوق و قضاء أمورهم إما على الدواب أو فوق هذه العربات ... ونظرا للبعد و غياب الطرق المؤدية إلى وسط الدواوير و انعدام و سائل النقل الحديثة إلى المناطق الداخلية فإننا نلجأ إلى هذه الوسائل لأنها توصلنا إلى محلاتنا مع بضائعنا و بهائمنا ، وبدونها سنجد أنفسنا في ضيق و مشاكل بأحد أولاد فرج « مواطن أخر له رأي في موضوع النقل أدلى لنا به قائلا : « أن مشكل النقل مطروح بحدة بأولاد افرج ، فأماكن وقوف الطاكسيات وحافلات النقل غير ملائمة بالنسبة للمسافرين من جهة و تشكل نقطة سيئة لجمالية المدينة من جهة أخرى ، فعلى امتداد الشارع الرئيسي تولدت تجمعات لأصحاب الطاكسيات محتلة بذلك حيزا مهما من الطريق دون تنظيم يذكر مما يضايق المارة و يتسبب في أخطار تظل محدقة بأرواح المواطنين بين الفينة والأخرى .
الثقافة لا محل لها في تخطيطات و مشاريع المجلس الجماعي حيث تعتبر ترفا فكريا و ميدانا غير مجد لا يساهم في تحويل الأموال العامة إلى الجيوب على حساب المستضعفين وكما قال أحد الشباب الذي وجدناه جالسا بالقرب من إحدى المحلات التجارية : « فاقد الشيء لا يعطيه « مضيفا كون مستوى أغلبية المسؤولين الجماعيين لا يساعدهم في التفكير في مثل هذه المجالات في حين تجد رؤوسهم عششت فيها الخرافات والشعودة وحب الذات ... لذلك فلا ننتظر من مثل هذه الفئة أن تكون هناك ثقافة لأنه و ببساطة توعية وتثقيف المواطن سيخلق وعيا بالمحيط و يعري واقع الجهل والجهلة و المتسلطين على هذه الجماعة الفتية ، فرغم وجود دار للشباب فان استغلالها من اجل الثقافة و الإبداع و الخلق لا يدخل في تصور و عقلية المسؤولين ، فالأبواب مغلقة باستمرار والنتيجة هي ضياع شباب المنطقة الذي أصبح تائه أمام الفراغ القاتل .
سماسرة الانتخابات سعت ولازالت بكل الوسائل لتدمير كل مخطط قد يساهم في تقدم الجماعة و تنميتها هذه الجماعة التي ستظل تعاني من هذه السلوكات والإجراءات ما لم تشمر الساكنة على سواعدها لأجل تغيير واقعهم المعيشي المر و جعل الرجل المناسب في المكان المناسب .
أحد أولاد افرج مدينة زاخرة بالثروات الطبيعية والفلاحية التي حباها بها الخالق و خزان متدفق بالطاقات الحية الواعدة ، تتوفر على عقار أرضي كبير غير أنها ابتليت بمجلس جماعي مشلول طيع في يد أصحاب النفوذ المالي الذين يتحكمون في رقاب عباد الله إلى جانب بعض الموظفين في مختلف الإدارات بالمنطقة ممن يفتقدون للحس الوطني و الضمير المهني همهم النفخ في أرصدتهم البنكية على حساب المستضعفين من أبناء هذه الجماعة ...
ودعت مرافقي ، تاركا المنطقة وسكانها يتطلعون إلى بزوغ فجر جديد خلال الانتخابات الجماعية المقبلة يحمل معه رياح التغيير و التطور والمشاريع المساهمة في التنمية البشرية و النزاهة والاستقامة و الشفافية و اقتلاع جذور الفساد الإداري و التلاعبات المالية و الاستغلال البشع للإنسان بهذه المنطقة .
أحد أولاد افرج مدينة حديثة نمت بسرعة بفضل التطور الفلاحي الذي عرفته هذه المنطقة من دكالة ، حيث تمتاز بزراعة الحبوب والقطاني والخضر ... بالإضافة إلى تربية الماشية وغيرها ، وبحكم موقعها المتميز الواقع في ملتقى الطرق الرئيسية الرابطة بين سيدي بنور و الجديدة وسطات ثم البيضاء ، تبعد عن هذه الأخيرة بحوالي 120 كلم و عن مدينة الجديدة
ب حوالي 60 كلم .
أحدثت الجماعة سنة 1959 خضعت للتقسيم وتفرعت عنها جماعات أخرى فرضتها الظروف من اجل حل مشاكل المواطنين و تقريب الإدارة منهم والاستفادة من مسايرة التنمية تضم 23 دائرة انتخابية. وبالرغم من لمسات التمدن و الديكورات الموحية بالتقدم فان أحد أولاد افرج أريد لها أن تبقى مهمشة منسية تسيطر عليها مظاهر البداوة و التخلف و بقرة حلوبا و مرتعا خصبا لكل أنواع الفساد الإداري و الاستغلال البشع لمواردها و إنتاجها .
ولتسليط الأضواء على هذه المدينة الفتية انتقلت إليها للقيام بهذا الاستطلاع بعد أن حددت موعدا
مع مرافقي هناك
كانت انطلاقة الرحلة من مدينة سيدي بنور في حدود الساعة السابعة صباحا في اتجاه زاوية سيدي إسماعيل الواقعة على بعد 26 كلم منها ، بهذه الجماعة التي وصلتها في حدود الساعة السابعة والنصف توحي مناظرها الخارجية للأحياء و جنبات الطريق على مدى الإهمال التي تعاني منه و تخبطها في العديد من المشاكل على مستوى عدة مجالات . بالقرب من موقف الطاكسيات المتوجهة إلى أحد أولاد افرج مكثت زهاء الساعة من الزمن قبل أن تتوجه سيارة الأجرة بنا إلى احد أولاد افرج حيث ستقطع 34 كلم لكي تصل إليه ، مسافة كانت فرصة ومناسبة لآخذ بعض آراء الركاب عن النقل بالمنطقة فكان أن عبر الجميع عن ضعف مستوى الخدمات المقدمة من طرف أصحاب الطاكسيات بالإضافة إلى الزيادات الغير مبررة والتي أنهكت جيوبهم دون أن تتدخل أي جهة لفرض احترام القانون كما أن الطاكسيات تعاني من انعدام الصيانة التقنية والميكانيكية فالعديد منها هي في حاجة إلى إيداعها بالمتلاشيات ، عبر الطريق ينتابك شعور بفرحة فلاح المنطقة حيث الحقول مكسوة بلون الورود المختلفة والبهائم ترعى وسطها بينما هناك حقول تنوعت الزراعة بها توحي بمنتوج زراعي جيد كما تجدب أنظارك عملية الحصاد التي انطلقت ببعض المناطق بها ،
عند وصولي إلى مدينة أحد أولاد افرج وجدت مرافقي في انتظاري الأخ الحسين قيشي عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) وعضو بمكتب الفرع الحزبي بالمدينة ، أولى خطواتنا كانت في اتجاه إحدى المقاهي المبنية حديثا ويتعلق الأمر بمقهى « أوسكار « حيث وجدنا فيها بعض الإخوة الذين تبادلنا معهم الحديث حول الأوضاع التي تعرفها أحد أولاد افرج وبعد شرب كأس من الشاي توجهت إلى مقر الجماعة في حدود الساعة التاسعة صباحا ، حيث لاحظت غياب العديد من الموظفين بل كانت جميع المكاتب الموجودة بالطابق الأول مغلقة تماما بما فيها مكتب الكاتب العام ، لذلك لم أتمكن في تلك الفترة من أخذ بعض المعطيات .
بشارع ابن سينا الرئيسي
تجد كل شيء غير منظم حيث اختلطت التجارة بالصناعة و تراكم الأزبال في كل مكان ، بهذا الشارع توجد حديقة أو شبه حديقة لم يتم فتحها في وجه الساكنة منذ إحداثها ، قال لي مرافقي كون ساكنة أحد أولاد افرج لا تجد متنفسا أخضر تستريح فيه أو تقضي فيه قسطا من الراحة في أجواء طبيعية الأمر الذي يؤكد بدون شك الإهمال واللا مبالاة التي تعاني منها الساكنة في ظل تسيير جماعي ضعيف لا يخدم إلا مصالحه الشخصية ضاربا عرض الحائط مصالح الساكنة و حقوقها .بالقرب من مقر الجماعة كانت لنا زيارة لمكتب البريد حيث وقفنا على الخصاص الذي يعاني منه سواء على مستوى الموارد البشرية أو التجهيزات الأساسية ، مكتب جد ضيق يجعل الموظفين الثلاثة العاملين به في وضع لا يحسدون عليه وقد تساءلت ومرافقي كيف سيؤدي هؤلاء خدماتهم للساكنة في ظل هذه الوضعية التي لا تشرف أحدا ، والغريب في الأمر هو وجود ساعي بريد واحد يغطي بخدماته المدينة وخارجها وحول هذا الموضوع أخدنا آراء بعض الزبناء الذين أظهروا عن عدم رضاهم لخدمات المكتب في ظل هذه الأوضاع الموشومة خصوصا بالنقص في الموارد البشرية التي من شأنها أن تساهم في تلبية طلبات الزبناء في ظرف زمني معقول . هكذا إذن يظهر عدم مسايرة مكتب البريد لارتفاع عدد الساكنة والتطور العمراني الذي اكتسح العديد من المساحات التي كانت في السابق عبارة عن خلاء أو مشروع مناطق خضراء...
ونحن نمر بالقرب من الملعب الجماعي التقيت ومرافقي بالسيد مصطفى حسان رئيس فريق كرة القدم الذي عبر لنا عن استنكاره وعدم رضاه لما يلاقيه الفريق الوحيد بالمنطقة من التهميش وعدم المساعدة المادية من طرف المجلس الجماعي الذي يبدو أن محاضر اجتماعاته خالية من التداول في المجال الرياضي بالمدينة ، ويقول السيد مصطفى أنه لولا بعض الفعاليات والمهتمة والغيورين على الفريق والمتواجدين داخل وخارج المدينة الذين مدوا يد المساعدة والدعم والمساندة والتشجيع لما بقي لهذا الفريق وجود بحيث سيكون مصيره مثل مصير فريق النجم الرياضي الذي قدم اعتذارا عاما فانتهى أمره دون أن يحرك ذلك شيئا في نفوس المسؤولين عن المدينة ، الملعب يشكو من هشاشة المرافق الأساسية والسياج لا يرقى إلى الجودة المطلوبة كما أن المدرجات لا تحمل من ذلك سوى الاسم ليتأكد أن المجلس الجماعي غير مهتم بالمجال الرياضي بتاتا . بالقرب من الملعب البلدي يوجد مقر دار الشباب يقول بعض الشباب الذين التقينا هم بالقرب منه كونه دائما مغلق و لا يؤدي أي خدمة حيث عرف بعض المشاكل جعلته يمتاز دوما بالفراغ والجمود التام و حسب الأسباب في ذلك أخبرنا أحد أبناء المنطقة كون دار الشباب كانت تعرف نشاط بعض الجمعيات الاسلاموية ، فكان أن صارت بها مشاكل إدارية تطورت لكي تتسبب في حرمان شباب المدينة من خدماته و السؤال المطروح هو إلى متى ستظل هذه الدار لا تقوم بالدور الذي من أجله أنشئت ؟ قبالة دار الشباب يوجد المركز الصحي الجماعي بجنباته تنتشر أكوام كثيرة من الأزبال وروث البهائم ، العربات المجرورة رابضة على طول سوره الخارجي و الخيول والحمير والبغال وجدت لها مكانا هناك دون أدنى تدخل للحفاظ على نظافة ونقاوة مدخل المركز الصحي ، وكما يقول المثل المغربي « من باب الدار تعرف أصحابها « فالمشهد الخارجي يبدو كعنوان بارز لصحة مريضة عليلة و شغيلتها تعاني أكثر أمام التهميش و الخصاص المهول في الأطباء دوي الاختصاص و الممرضات وكذا المولدات ، مركز صحي وحيد بالمنطقة يقدم خدمات طبية محدودة نقص فظيع في المعدات و الأدوية به دار للولادة لا تتوفر على التجهيزات الضرورية حيث لازالت توجه الحالات المستعصية إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة مع ما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية تنهك جيوب المواطنين المثقوبة أصلا لتغطية تكاليف سيارة الإسعاف و غيرها ، لذلك فالساكنة تتوجه إلى المسؤولين عن القطاع مركزيا لأجل إحداث مستشفى تليق و تطلعات الساكنة تتوفر على جميع الاختصاصات بما يخفف عنهم ولو نسبيا معاناتهم من الأمراض والأوبئة و يحد من انتشارها ، سيما و أن عدد الساكنة التي تستفيد الآن من خدمات المركز الصحي جد مرتفع لا يمكن بأية حال من ألأحوال أن يغطي تلك المساحة المنتشرة عليها .
غير بعيد عن المركز الصحي
تجدب انتباهك مجموعة من الخيام البالية والمنتشرة في مكان جمع بين تواجد كل أنواع الحيوانات والبهائم و الأزبال المتراكمة هنا وهناك على شكل أكوام وجدت فيها القطط والكلاب ضالتهم ، وسط خيام بالية تآكلت وذهبت أشعة الشمس بلونها تباع بداخلها سلع مختلفة كما تقدم بداخلها وجبات غذائية لا تراعى فيها شروط السلامة والوقاية الصحية ، هذا المنظر المثير والمقزز في النفس لم يجد اهتماما من القاعدين على كرسي المسؤولية بالجماعة قصد تنظيمهم و ايلائهم العناية وإرشادهم لما يخدم مصالحهم ومصالح الزبناء ، فكل شيء تطبعة الفوضى لأغراض انتخابية دنيئة تحط من كرامة الساكنة و تجعلها تعيش في وهم من الوعود الكاذبة التي مسحت الوجه الجميل لهذه المدينة فاختلطت الصناعة بالسكن و الحدادة والنجارة بالبضاعة بين التبليط والتعبيد حفر متناثرة و أتربة وركام من النفايات كأنها مدينة بدون مجلس جماعي و لا خدمات .
شبكة الواد الحار مهترئة و قنواتها ضيقة مما يؤدي إلى اختناقها أثناء التساقطات المطرية مما يؤدي إلى تسرب المياه العفنة تحت أسس المنازل و خروجها من المجاري لذلك فالساكنة تعيش في هذا المجال أوضاعا مزرية تنعكس سلبا على صحتهم من جراء الروائح الكريهة والاختناقات المتتالية . قال لنا أحد السكان : « إن هشاشة و سوء مجاري الصرف الصحي دليل على الغش الذي طال الأشغال و عدم تحمل المسؤولية من طرف الجماعة في مراقبتها الشيء الذي أنهك مالية الجماعة وبقيت حالة الوادي الحار على حالها دون تدخل بل زادت عن ذلك ، فكيف يمكن أن تتصور أن المياه العديمة أثناء تساقط الأمطار عوض أن تأخذ مسارها إلى الوادي فهي تعود إلى المنازل عبر الأنابيب ، وتصور معي الرائحة الكريهة التي تغطي المنزل و تخلفه من ضيق في التنفس و أضرار صحية ... «
هناك أشخاص من ذوي النفوذ السلطوي أو المالي يرتكزون على أعمدة قوية كما يقال على أحد برلماني المنطقة الذي يدعي قربه من جهات نافذة بجهاز الدرك الملكي لدرجة أن الساكنة أصبحت تطلق عليه اسم « الجينرال المصمم « لكثرة حديثه عن القوة والدعم الذي يلقاه من طرف جهات نافدة بالدرك الملكي وقدرته على فعل و تحقيق كل شيء ، وهي ادعاءات يجد فيها البعض مناسبة لالتهام خيرات المنطقة ورمي الفتات لضعفائها الذين لا يتم تذكرهم سوى إذا تحولت أسماؤهم إلى ألوان ترمى في صناديق الاقتراع لترجيح كفة انتخابية . بحي بام وبمناسبة قربنا من مقر النقابة الوطنية للتعليم طلب مني مرافقي زيارة المقر حيث أطلعني على بعض الأمور التي تؤكد مدى جدية الإخوة أعضاء المكتب النقابي في التنظيم و التسيير و كذا الإشعاع الذي تعرفه بسبب ذلك الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالمنطقة ، وبعد حوار بيننا وبعض الأساتذة الذين التحقوا بنا حيث كانت تنتظرهم مهمة نقابية وجب تنفيذها ودعتهم في أمل اللقاء بهم وتابعت المهمة الإعلامية التي جئت من أجلها حيث سيرافقني الأستاذ مسعود العيان .
أثناء تجوالنا بشوارع و أحياء المدينة صادفنا بركا مائية وسط الطريق حدثني مرافقي عنها أنها متسربة من الواد الحار تملأ حفرة ذات قطر كبير دون أن تقوم الجهة المسؤولة بتنظيفها وإزالة روائحها التي تزكم الأنوف و تخنق الأنفاس ، رئيس الجماعة ومعه باقي أعضاء المكتب جميعهم منشغلون بمصالحهم الخاصة غير مبالين بمصالح وشؤون الساكنة و نظافة المدينة ، فالسكان الذين كانوا يتطلعون من إحداث هذه الجماعة تحسين أوضاعهم و تنمية المنطقة صدموا بمجلس جماعي لم يعمل على تحقيق الأهداف المتوخاة منه ، ليظل السكان كمتفرجين على المسرحيات التي تعرفها دواليب الجماعة .
جولة خفيفة لا تتجاوز النصف ساعة
وقفنا من خلالها على مدى الإهمال الذي طال الطرقات والحفر التي غزتها و الازبال التي اكتسحت مساحات كبيرة في ظل غياب نظافة فعلية ، فالحاويات وعلى قلتها فهي لا تحمل من ذلك سوى الاسم بحيث تآكلت و أصبحت في خانة المتلاشيات ، كما أن عدد عمال النظافة يعد غير كافي لجمع القمامات والازبال بشكل دوري أمام توسع مستمر للمدينة مما يؤكد أن هناك خللا واضحا الكل يعرف مكامنه داخل الجماعة الحبلى بالخروقات و التجاوزات و المحسوبية و الزبونية ، ومدى التهميش الذي تعانيه الجماعة بفعل غياب تصور تنموي من شأنه أن ينهض بالمنطقة .
لأجل اخذ أكثر ما يمكن من المعلومات عن الجماعة عدت مرة ثانية إلى مقر الجماعة حيث وجدت الكاتب العام في مكتبه منهمك في توقيع الوثائق والعقود... تقدمت إليه وعرفته بشخصيتي والمهمة التي أتيت لأجلها ، فكان أن أغلق علينا جميع الأبواب بقوله « الرئيس غير موجود في الجماعة ،اذهب وابحث عنه في المقهى « كررت على مسامعه كون زيارتي هي لمقر الجماعة وليس المقهى ، فكان أن اتصل برئيس الجماعة هاتفيا هذا الأخير وبعدما عرفته بمن أكون طلبت منه مدي ببعض المعلومات التي تهم الجماعة وهي بالمناسبة معطيات تقنية محضة، قام السيد الكاتب العام للجماعة بمنحنا بعضا منها بعد انتظار لفترة طويلة من الزمن دون أن نتمكن من معرفة بعض المعطيات من قبيل السومة الكرائية للسوق الأسبوعي وما عرفته بعض الصفقات ...وهذا يؤكد على وجود خروقات وتلاعبات تتطلب إجراء عملية افتحاص دقيق للجماعة من الجهات الوصية الحامية للمال العام ومصالح المواطنين .
هناك إهمال كبير من طرف الجالسون على كرسي المسؤولية بالجماعة و أن الأوضاع التي تعرفها المدينة في مختلف المجالات لا تفي لما كانت تنتظره الساكنة حيث لازال العديد من المرافق منعدمة و يعد شباب المنطقة اكبر ضحية لسياسة التهميش و اللا مبالاة فليس هناك يقول ألأخ الزهراوي أي متنفس لهم لا مجالات خضراء لا نوادي لا ملاعب لا مراكز ... مما يؤدي إلى نتائج سلبية ، فالأسر اليوم بأحد أولاد افرج أصبحت تعي من يخدم مصالحها و من يخدم مصالحه الشخصية ، ونحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية همنا هو مصلحة المواطنين بالدرجة الأولى و جعل المدينة تستفيد من خيراتها المتعددة خدمة لساكنتها رجالا ونساء شبابا وشيوخا ، سنتصدى لكل لوبيات الفساد التي خربت المنطقة وجعلتها وكرا للاسترزاق و نهب خيرات الجماعة ، والأمل معقود على الساكنة قصد التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلها أحسن تمثيل بعيدا عن كل المساومات ، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان دوما ولازال يجعل مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار . «
خلال جولتنا بالمدينة مررنا بالقرب من الإعدادية الثانوية محمد السادس فكان لا بد من الحديث عن قطاع التعليم حيث تحدث لنا رجل تعليم وعضو بالنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) فقال : « التعليم بالمنطقة بصفة عامة لا تختلف اختلالاته و مشاكله عن باقي جهات المغرب ، فالدخول المدرسي لهذه السنة تميز بالارتجال و التخبط نظرا لعدة عوامل منها تزامنه مع شهر رمضان وتأخر الحركة الانتقالية الإقليمية وانعكاس ذلك على العملية التعليمية التربوية و على التلميذ والأستاذ ، وسوء توزيع الموارد البشرية حيث هناك تمركز بمكان و خصاص بمكان آخر خصوصا في البوادي والقرى و هذا ليس وليد اليوم بل هو تراكم منذ سنوات ، ونائب وزارة التربية الوطنية بإقليم الجديدة يعمل جاهدا لحل المشاكل المتراكمة بوضع حد للاختلالات الكبرى التي يعرفها ميدان التعليم بالإقليم ، أما علاقة النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) بالنيابة والمسؤولين عنها فقد عرفت تطورا ملحوظا في الحوار والتفاوض المبني على الاحترام و القانون و تطبيقا للمذكرات الوزارية وخدمة للصالح العام ، ويمكن القول أن أغلب المشاكل والقضايا المطروحة عرفت طريقها إلى الحلول المرضية . « توجد بأحد أولاد افرج ستة مؤسسات تعليمية ثلاثة منها ابتدائية و اثنتين إعدادية ثانوية و واحدة ثانوية تأهيلية وقد اعتبر بعض رجال التعليم الذين كنا نتحاور معهم حول هذا الميدان أن هذا العدد من المؤسسات التعليمية غير كاف لسد حاجيات التمدرس بالمدينة و أضاف أحدهم : « لا يعقل أن يقطع تلامذة الإعدادي الذين يقطنون خارج المدار الحضري أكثر من أربع كيلومترا من منازلهم إلى الإعدادية ذهابا و مثلها إيابا ، فعلى الجهات المعنية أن تراعي هذا الجانب و أن تضعه نصب أعينها حتى نضمن نوع من المساواة بين الجميع و الاستفادة من الدراسة في ظروف جيدة . «
السوق الأسبوعي
هو الآخر يشهد فوضى و سوء التدبير ، فقد تم مؤخرا تغيير مكانه حيث أصبح يقع على مدخل المدينة من الجهة اليسرى لمدينة أحد أولا افرج من اتجاه الدار البيضاء إلى سيدي بنور أو العونات ، ويعد ثاني أكبر سوق بدكالة بعد سوق ثلاثاء سيدي بنور حيث يؤمه المتسوقون بالإضافة إلى ساكني المنطقة من مناطق و مدن مراكش و البيضاء و الجديدة و سطات والرباط ... وغيرها لتسويق البقر و الغنم والجمال و المنتوجات الفلاحية المختلفة ، ويذر هذا السوق على الجماعة عشرات الملايين من السنتيمات في السنة ، غير أن وضعيته الحالية المتسمة بالفوضى العارمة الناتجة عن سوء التنظيم وغياب السهر على التطبيق الصارم للمراقبة على المكترين للحنطات الذين لا يلتزمون بدفتر التحملات و يتملصون من أداء واجباتهم المالية لصالح الجماعة ،وهذا تتحمل مسؤوليته رئاسة الجماعة ووكيل المداخيل ، يقول أحد الأشخاص أنهما يسهلان مسطرة الكراء حيث تدخل المحاباة و الزبونية و المحسوبية و أشياء أخرى ناهيك عن عدم إشهار سبورة التعريفة في مختلف الرحبات حيث يترك المكتري يفعل ما يشاء دون حسيب أو رقيب إلى حد التعسف على المواطنين و ابتزازهم . مواطن آخر كان متواجد معنا خلال حديثنا حول مشاكل السوق الأسبوعي قال : « بإمكان هذا السوق أن يعطي مدخولا اكبر لهذه الجماعة و ينمي مدخولها السنوي لو كانت هناك إرادة حقيقية لدى المسؤولين الجماعيين و توفر لديهم روح المصلحة العامة و التخطيط المحكم و النظرة الاستشرافية لمستقبل السوق و التنظيم الجيد و المراقبة المستمرة الصارمة لكل الحنطات ، سواء أثناء المناقصة أو خلال أيام انعقاد السوق ، حيث كان من الممكن أن تكون النتائج جد مرضية ، فالسوق يكتظ بالمتسوقين و الباعة و تفرش طرقه و ممراته و لا تجد في بعض الأحيان مسلكا للتبضع مع صعوبة المرور وفوضى عارمة داخل السوق ، مجزرة متعفنة لا تتوفر على ابسط الشروط الضرورية للصحة و عرضة للكلاب الضالة التي تنتشر بشكل مستمر في الأيام الأخرى ، البنيات التحتية غير موجودة ، حفر متناثرة هنا وهناك ... «
تعد نقطة سوق احد أولاد فرج الأولى بمثابة النواة التي تولدت عنها أول بناية معمارية سنة 1949 م لتكتسح مع مرور الوقت مساحات أخرى شاسعة في الاتجاهات الأربعة ساهمت فيها هجرة القبائل وتمدن سكانها و ذلك لتمركز المصالح الإدارية الأمر الذي ساهم في أن تصبح احد أولاد فرج تملك رصيدا هاما من التجزءات السكنية نذكر منها تجزئة البام و حي المسجد وتجزئة الماء الصالح للشرب وتجزئة الرياض و ابن سينا و المسعودية و السعادة و الجبلي و الوئام ن كلها اليوم تعاني من سوء الطرقات و انعدام النظافة بها مع انتشار الحفر بكثرة وما تعانيه البنية التحتية من هشاشة تتسبب في مشاكل متعددة للساكنة .
الطرقات و الشوارع الرئيسية و الأزقة
أينما وليت وجهك فثمة عربات مجرورة بالدواب كوسائل نقل البضائع والإنسان ... جماعات من النساء و الأطفال والرجال مكدسين داخل هذه العربات كوحدة بشرية متماسكة و غالبا يكونون من دوار واحد أو دواوير متقاربة ، مواطن سألناه حول الظاهرة المتعلقة بكثرة العربات التي تنقل المواطنين قال : « تعلم أن السكان يأتون من دواوير بعيدة للتسوق و قضاء أمورهم إما على الدواب أو فوق هذه العربات ... ونظرا للبعد و غياب الطرق المؤدية إلى وسط الدواوير و انعدام و سائل النقل الحديثة إلى المناطق الداخلية فإننا نلجأ إلى هذه الوسائل لأنها توصلنا إلى محلاتنا مع بضائعنا و بهائمنا ، وبدونها سنجد أنفسنا في ضيق و مشاكل بأحد أولاد فرج « مواطن أخر له رأي في موضوع النقل أدلى لنا به قائلا : « أن مشكل النقل مطروح بحدة بأولاد افرج ، فأماكن وقوف الطاكسيات وحافلات النقل غير ملائمة بالنسبة للمسافرين من جهة و تشكل نقطة سيئة لجمالية المدينة من جهة أخرى ، فعلى امتداد الشارع الرئيسي تولدت تجمعات لأصحاب الطاكسيات محتلة بذلك حيزا مهما من الطريق دون تنظيم يذكر مما يضايق المارة و يتسبب في أخطار تظل محدقة بأرواح المواطنين بين الفينة والأخرى .
الثقافة لا محل لها في تخطيطات و مشاريع المجلس الجماعي حيث تعتبر ترفا فكريا و ميدانا غير مجد لا يساهم في تحويل الأموال العامة إلى الجيوب على حساب المستضعفين وكما قال أحد الشباب الذي وجدناه جالسا بالقرب من إحدى المحلات التجارية : « فاقد الشيء لا يعطيه « مضيفا كون مستوى أغلبية المسؤولين الجماعيين لا يساعدهم في التفكير في مثل هذه المجالات في حين تجد رؤوسهم عششت فيها الخرافات والشعودة وحب الذات ... لذلك فلا ننتظر من مثل هذه الفئة أن تكون هناك ثقافة لأنه و ببساطة توعية وتثقيف المواطن سيخلق وعيا بالمحيط و يعري واقع الجهل والجهلة و المتسلطين على هذه الجماعة الفتية ، فرغم وجود دار للشباب فان استغلالها من اجل الثقافة و الإبداع و الخلق لا يدخل في تصور و عقلية المسؤولين ، فالأبواب مغلقة باستمرار والنتيجة هي ضياع شباب المنطقة الذي أصبح تائه أمام الفراغ القاتل .
سماسرة الانتخابات سعت ولازالت بكل الوسائل لتدمير كل مخطط قد يساهم في تقدم الجماعة و تنميتها هذه الجماعة التي ستظل تعاني من هذه السلوكات والإجراءات ما لم تشمر الساكنة على سواعدها لأجل تغيير واقعهم المعيشي المر و جعل الرجل المناسب في المكان المناسب .
أحد أولاد افرج مدينة زاخرة بالثروات الطبيعية والفلاحية التي حباها بها الخالق و خزان متدفق بالطاقات الحية الواعدة ، تتوفر على عقار أرضي كبير غير أنها ابتليت بمجلس جماعي مشلول طيع في يد أصحاب النفوذ المالي الذين يتحكمون في رقاب عباد الله إلى جانب بعض الموظفين في مختلف الإدارات بالمنطقة ممن يفتقدون للحس الوطني و الضمير المهني همهم النفخ في أرصدتهم البنكية على حساب المستضعفين من أبناء هذه الجماعة ...
ودعت مرافقي ، تاركا المنطقة وسكانها يتطلعون إلى بزوغ فجر جديد خلال الانتخابات الجماعية المقبلة يحمل معه رياح التغيير و التطور والمشاريع المساهمة في التنمية البشرية و النزاهة والاستقامة و الشفافية و اقتلاع جذور الفساد الإداري و التلاعبات المالية و الاستغلال البشع للإنسان بهذه المنطقة .
عدل سابقا من قبل admin في الخميس سبتمبر 16, 2010 11:09 am عدل 1 مرات