1 صواريخ حماس البعيدة المدى: كل اسرائيل تحت النار الأحد يناير 03, 2010 4:12 am
doukali
عضو نشيط
يستكشف الخبير العسكري في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى جيفري وايت أخر التطورات المتعلقة بالمسار التطويري الذي تسلكه حركة حماس على صعيد تعزيز قدراتها الصاروخية.
في هذا السياق نشر تقريرا تحت عنوان "حماس والصواريخ طويلة المدى: العواقب العسكرية والسياسية".
------------------------------------
رصد الجيش الإسرائيلي مؤخرًا إطلاق صورايخ مدفعية يصل مداها إلى 60
كيلومتر من قطاع غزة إلى داخل البحر الأبيض المتوسط. وأشارت تقديرات
المخابرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن الصاروخ قد أطلق بواسطة عناصر حماس
وأن منشأه هو إيران. يمكن لصاروخ بهذا المدى إذا أطلق من غزة أن يصل إلى
أحياء تل أبيب بالإضافة إلى أهداف في مناطق عديدة في جنوب إسرائيل.
يأتي هذا الإطلاق الأخير وسط جهود حماس
لبناء قوة خطيرة من الصواريخ طويلة المدى تقوم على أسلحة يتراوح مداها بين
40 إلى 60 كيلومترًا. تؤدي هذه الخطة إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار
العسكري للإسرائيليين وتعزز من قوة حماس سياسيًا. يمكن أن تكون هذه القدرة التسليحية بهذا المستوى بمثابة عامل مخرب لأي مفاوضات فلسطينية مع إسرائيل.
وبالرغم من عدم تحديد نوع الصاروخ الذي تم تجربته، فإنه يحتمل، وفقًا
للمصادر الإسرائيلية، أن يكون صاروخًا بطول خمسة أمتار ورأس حربية تصل إلى
45 كيلوغرام. ويمكن زيادة مدى السلاح من خلال تقليص حجم الرأس الحربي، لذا
لا تكون 60 كيلومتر هي أقصى مدى للصاروخ بالضرورة. في الحقيقة، ووفقًا
لعاموس يادلين، مدير المخابرات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن حماس لديها عشرات من الصواريخ التي يصل مداها إلى 60 كيلومتر.
قدرات جديدة
مع قدرة حماس
على ضرب مناطق أعمق داخل إسرائيل، يقع عبء متزايد على أجهزة الدفاع المدني
واحتمالية أكبر بتوقف حياة الاسرائيليين في قطاعات عريضة من البلاد وعواقب
أخرى محتملة نحو عمليات عسكرية. وخلال عملية الرصاص المصبوب التي شنها
الجيش الإسرائيلي على غزة مع بداية هذا العام، حاولت حماس
استهداف منشآت عسكرية تتضمن مطارات ومعسكرات حربية ومنشآت لتخزين الأسلحة
وإن لم ينجح ذلك إلا بصورة طفيفة. ويكون لدى الصواريخ التي يبلغ مداها 60
كيلومتر رؤوس حربية تصل إلى 45 كجم لها قدرة تدميرية أكبر من القدرة
التدميرية للصواريخ التي يبلغ مداها 40 كيلومتر والمزودة برؤوس حربية أخف
والتي استخدمتها حماس في الماضي. تكون هذه هي الحالة خاصة ضد المنشآت التي لم يتم تحصينها بقوة.
يتوقف المغزى الحقيقي لقوة الصواريخ طويلة المدى لحماس على عدد من العوامل. في البداية، سيؤثر عدد الصواريخ التي تمتلكها حماس
على قدرتها على مواصلة إطلاق الصواريخ أثناء القتال وإلحاق الضرر. تكون
هذه الأنواع من الأسلحة غير دقيقة بالضرورة، ويكون من الضروري إطلاق
العديد منها لضمان إصابة حتى الأهداف الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يكون
للعدد الكبير من الصواريخ المتساقطة أثر كبير على الصعيد السياسي والنفسي
مقارنة بالأعداد الصغيرة. كما أن حجم الرأس الحربي ونوعه يمثلان أهمية
كذلك، فقد تكون الرؤوس الحربية، المحمولة على الصواريخ التي يبلغ مداها 60
كيلومتر، ذخيرة تقليدية محسنة ذات تأثيرات نهائية أكبر (الانفجار أو
الانتشار)، مثل تلك التي استخدمها حزب الله في حرب لبنان عام 2006.
وفي الوقت الذي توفر فيه الأسلحة الجديدة فرصًا جديدة لحماس، فإنها تشكل
تحديًا في نفس الوقت. ولتحقيق الاستفادة الكاملة من قدرات هذه الأسلحة،
تحتاج حماس إلى إنشاء جهاز مخابرات يسمح بضبط الإطلاق وتقييم الخسائر.
تفتقر حماس
في الوقت الحالي إلى الكثير من الإمكانيات في هذا المجال، غير أن الجماعة
يمكن أن تحصل على معلومات محدودة من التقارير الإخبارية والمراقبين
الموجودين على الأرض. ويكون للقذائف طويلة المدى اثر أكبر فيما يتعلق
بمنشآت التخزين ووحدات الإطلاق؛ بالإضافة إلى ذلك، تكون واضحة بصورة أكبر
أثناء نقلها. تضع هذه العملية هذه القذائف في موضع مخاطرة كبيرة لاكتشافها
وتدميرها بواسطة القوات الإسرائيلية.
رد الجيش الإسرائيلي
سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى التعامل مع مشكلة صواريخ حماس طويلة المدى بنفس القدر الذي تعاملت به مع صواريخ
حزب الله طويلة المدى خلال حرب 2006. وكما يتضح من خلال جهودها خلال حرب
2006 وعملية الرصاص المصبوب، فإن إسرائيل لديها إدراك قوي لهذا التهديد
كما أن لديها القدرة الفعلية على التعامل معها. بالإضافة إلى ذلك، توفر
غزة بيئة عسكرية مختلفة عن جنوب لبنان، حيث تمثل تحديًا أقل، من عدة
جوانب، فمساحة الأرض في غزة أصغر بكثير من جنوب لبنان وبالتالي يسهل
تغطيتها بالمخابرات والأصول اللازمة للضرب. فضلاً عن ذلك، تحتاج أسلحة حماس
الجديدة إلى معدات إطلاق أكبر – وبالتالي طواقم أكبر – والذي سيكون لها
احتمالا أعمار تشغيلية قصيرة، استنادًا إلى استجابة القوات الجوية
الإسرائيلية خلال حرب 2006 وعملية الرصاص المصبوب. وبالنظر إلى التهديد
المحتمل، فسوف تضع أجهزة المخابرات الإسرائيلية أولوية عالية لتحديد
مستودعات تخزين ومعدات إطلاق الصواريخ طويلة المدى وكذا طواقمها وقادتها.
فبمجرد تحديد كافة مكونات نظام الصواريخ طويلة المدى، ستقوم القوات الجوية
والبريد الإسرائيلية باستهدافها كما حدث خلال عملية الرصاص المصبوب.
تتحسن قدرة إسرائيل على التعامل مع تهديد الصواريخ. وبحلول منتصف العام
القادم، ستكون إسرائيل مستعدة لنشر نظام القبة الحديدة المضادة للصواريخ
والذي سيكون قادرًا على تدمير بعض الصواريخ القادمة على الأقل. تتضمن
إجراءات الدفاع المدني المحسنة نظام الإنذار ضد هجمات الصواريخ وتوافر
الدروع المحصنة والتنسيق بين الأجهزة الطبية وأجهزة الطوارئ الأخرى.
وإجمالا، تقلل هذه الإجراءات الدفاعية من صواريخ حماس إلا أنها لا تقضي عليها تمامًا.
ونتيجة لتطوير حماس لقوة صواريخ
طويلة المدى، فمن المحتمل أن تكون الصراعات العسكرية المستقبلية مع
إسرائيل أشد ضراوة بالتأكيد وستغطي منطقة جغرافية أكبر وستلحق دمارًا أكبر
بكل من إسرائيل وغزة في الوقت الذي يعمل فيه الجيش على تدمير الصواريخ.
ويجب أن يتم النظر إلى قدرات صواريخ حماس الجديدة في إطار حصول حزب الله صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر. وباحتمال قيام حرب على جبهتين، فسيعني ذلك أن معظم إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والقدس، سيكون في مدى صواريخ حماس أو صواريخ حزب الله.
ومن خلال قدرات الصواريخ المتنامية، فإن حماس تضعف من نظام الردع الذي وضعته إسرائيل عقب عملية الرصاص المصبوب
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فسوف تجعل الآثار السياسية المحتملة
للتهديدات الواقعة على المراكز السكانية الكبيرة الحكومة أكثر رغبة في
التعامل بحزم مع تهديد متجدد من حماس. سيعني ذلك احتمال القيام بهجوم جوي
وبري شامل على قطاع غزة — وهو الهجوم الذي سيتجاوز نطاق عملية الرصاص
المصبوب إلى حد كبير.
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى
في هذا السياق نشر تقريرا تحت عنوان "حماس والصواريخ طويلة المدى: العواقب العسكرية والسياسية".
------------------------------------
رصد الجيش الإسرائيلي مؤخرًا إطلاق صورايخ مدفعية يصل مداها إلى 60
كيلومتر من قطاع غزة إلى داخل البحر الأبيض المتوسط. وأشارت تقديرات
المخابرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن الصاروخ قد أطلق بواسطة عناصر حماس
وأن منشأه هو إيران. يمكن لصاروخ بهذا المدى إذا أطلق من غزة أن يصل إلى
أحياء تل أبيب بالإضافة إلى أهداف في مناطق عديدة في جنوب إسرائيل.
يأتي هذا الإطلاق الأخير وسط جهود حماس
لبناء قوة خطيرة من الصواريخ طويلة المدى تقوم على أسلحة يتراوح مداها بين
40 إلى 60 كيلومترًا. تؤدي هذه الخطة إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار
العسكري للإسرائيليين وتعزز من قوة حماس سياسيًا. يمكن أن تكون هذه القدرة التسليحية بهذا المستوى بمثابة عامل مخرب لأي مفاوضات فلسطينية مع إسرائيل.
وبالرغم من عدم تحديد نوع الصاروخ الذي تم تجربته، فإنه يحتمل، وفقًا
للمصادر الإسرائيلية، أن يكون صاروخًا بطول خمسة أمتار ورأس حربية تصل إلى
45 كيلوغرام. ويمكن زيادة مدى السلاح من خلال تقليص حجم الرأس الحربي، لذا
لا تكون 60 كيلومتر هي أقصى مدى للصاروخ بالضرورة. في الحقيقة، ووفقًا
لعاموس يادلين، مدير المخابرات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن حماس لديها عشرات من الصواريخ التي يصل مداها إلى 60 كيلومتر.
قدرات جديدة
مع قدرة حماس
على ضرب مناطق أعمق داخل إسرائيل، يقع عبء متزايد على أجهزة الدفاع المدني
واحتمالية أكبر بتوقف حياة الاسرائيليين في قطاعات عريضة من البلاد وعواقب
أخرى محتملة نحو عمليات عسكرية. وخلال عملية الرصاص المصبوب التي شنها
الجيش الإسرائيلي على غزة مع بداية هذا العام، حاولت حماس
استهداف منشآت عسكرية تتضمن مطارات ومعسكرات حربية ومنشآت لتخزين الأسلحة
وإن لم ينجح ذلك إلا بصورة طفيفة. ويكون لدى الصواريخ التي يبلغ مداها 60
كيلومتر رؤوس حربية تصل إلى 45 كجم لها قدرة تدميرية أكبر من القدرة
التدميرية للصواريخ التي يبلغ مداها 40 كيلومتر والمزودة برؤوس حربية أخف
والتي استخدمتها حماس في الماضي. تكون هذه هي الحالة خاصة ضد المنشآت التي لم يتم تحصينها بقوة.
يتوقف المغزى الحقيقي لقوة الصواريخ طويلة المدى لحماس على عدد من العوامل. في البداية، سيؤثر عدد الصواريخ التي تمتلكها حماس
على قدرتها على مواصلة إطلاق الصواريخ أثناء القتال وإلحاق الضرر. تكون
هذه الأنواع من الأسلحة غير دقيقة بالضرورة، ويكون من الضروري إطلاق
العديد منها لضمان إصابة حتى الأهداف الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يكون
للعدد الكبير من الصواريخ المتساقطة أثر كبير على الصعيد السياسي والنفسي
مقارنة بالأعداد الصغيرة. كما أن حجم الرأس الحربي ونوعه يمثلان أهمية
كذلك، فقد تكون الرؤوس الحربية، المحمولة على الصواريخ التي يبلغ مداها 60
كيلومتر، ذخيرة تقليدية محسنة ذات تأثيرات نهائية أكبر (الانفجار أو
الانتشار)، مثل تلك التي استخدمها حزب الله في حرب لبنان عام 2006.
وفي الوقت الذي توفر فيه الأسلحة الجديدة فرصًا جديدة لحماس، فإنها تشكل
تحديًا في نفس الوقت. ولتحقيق الاستفادة الكاملة من قدرات هذه الأسلحة،
تحتاج حماس إلى إنشاء جهاز مخابرات يسمح بضبط الإطلاق وتقييم الخسائر.
تفتقر حماس
في الوقت الحالي إلى الكثير من الإمكانيات في هذا المجال، غير أن الجماعة
يمكن أن تحصل على معلومات محدودة من التقارير الإخبارية والمراقبين
الموجودين على الأرض. ويكون للقذائف طويلة المدى اثر أكبر فيما يتعلق
بمنشآت التخزين ووحدات الإطلاق؛ بالإضافة إلى ذلك، تكون واضحة بصورة أكبر
أثناء نقلها. تضع هذه العملية هذه القذائف في موضع مخاطرة كبيرة لاكتشافها
وتدميرها بواسطة القوات الإسرائيلية.
رد الجيش الإسرائيلي
سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى التعامل مع مشكلة صواريخ حماس طويلة المدى بنفس القدر الذي تعاملت به مع صواريخ
حزب الله طويلة المدى خلال حرب 2006. وكما يتضح من خلال جهودها خلال حرب
2006 وعملية الرصاص المصبوب، فإن إسرائيل لديها إدراك قوي لهذا التهديد
كما أن لديها القدرة الفعلية على التعامل معها. بالإضافة إلى ذلك، توفر
غزة بيئة عسكرية مختلفة عن جنوب لبنان، حيث تمثل تحديًا أقل، من عدة
جوانب، فمساحة الأرض في غزة أصغر بكثير من جنوب لبنان وبالتالي يسهل
تغطيتها بالمخابرات والأصول اللازمة للضرب. فضلاً عن ذلك، تحتاج أسلحة حماس
الجديدة إلى معدات إطلاق أكبر – وبالتالي طواقم أكبر – والذي سيكون لها
احتمالا أعمار تشغيلية قصيرة، استنادًا إلى استجابة القوات الجوية
الإسرائيلية خلال حرب 2006 وعملية الرصاص المصبوب. وبالنظر إلى التهديد
المحتمل، فسوف تضع أجهزة المخابرات الإسرائيلية أولوية عالية لتحديد
مستودعات تخزين ومعدات إطلاق الصواريخ طويلة المدى وكذا طواقمها وقادتها.
فبمجرد تحديد كافة مكونات نظام الصواريخ طويلة المدى، ستقوم القوات الجوية
والبريد الإسرائيلية باستهدافها كما حدث خلال عملية الرصاص المصبوب.
تتحسن قدرة إسرائيل على التعامل مع تهديد الصواريخ. وبحلول منتصف العام
القادم، ستكون إسرائيل مستعدة لنشر نظام القبة الحديدة المضادة للصواريخ
والذي سيكون قادرًا على تدمير بعض الصواريخ القادمة على الأقل. تتضمن
إجراءات الدفاع المدني المحسنة نظام الإنذار ضد هجمات الصواريخ وتوافر
الدروع المحصنة والتنسيق بين الأجهزة الطبية وأجهزة الطوارئ الأخرى.
وإجمالا، تقلل هذه الإجراءات الدفاعية من صواريخ حماس إلا أنها لا تقضي عليها تمامًا.
ونتيجة لتطوير حماس لقوة صواريخ
طويلة المدى، فمن المحتمل أن تكون الصراعات العسكرية المستقبلية مع
إسرائيل أشد ضراوة بالتأكيد وستغطي منطقة جغرافية أكبر وستلحق دمارًا أكبر
بكل من إسرائيل وغزة في الوقت الذي يعمل فيه الجيش على تدمير الصواريخ.
ويجب أن يتم النظر إلى قدرات صواريخ حماس الجديدة في إطار حصول حزب الله صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر. وباحتمال قيام حرب على جبهتين، فسيعني ذلك أن معظم إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والقدس، سيكون في مدى صواريخ حماس أو صواريخ حزب الله.
ومن خلال قدرات الصواريخ المتنامية، فإن حماس تضعف من نظام الردع الذي وضعته إسرائيل عقب عملية الرصاص المصبوب
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فسوف تجعل الآثار السياسية المحتملة
للتهديدات الواقعة على المراكز السكانية الكبيرة الحكومة أكثر رغبة في
التعامل بحزم مع تهديد متجدد من حماس. سيعني ذلك احتمال القيام بهجوم جوي
وبري شامل على قطاع غزة — وهو الهجوم الذي سيتجاوز نطاق عملية الرصاص
المصبوب إلى حد كبير.
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى