1 مهن موسمية مفاتيح لكراء البيوت، مفاتيح لكسب القوت الأربعاء أغسطس 11, 2010 7:50 am
samira
عضو نشيط
أينما وليت وجهك فتمة امرأة، بل نساء يتهافتن ويتفرسن سحنات القادمين من بعيد، لتقديم خدماتهن، من اجل توفير غرفة/غرف، أو منزل مستقل أو فيلا بطريق سيدي بوزيد، أو الكدية وسيدي موسى، أو القلعة أو درب الدكاكة، صراع يومي مع الوقت وأصحاب الوقت، الذين يغيرون عليهن، ويحملوهن إلى قسم البوليس لتحرير محضر، قد يعصف بمصيرهم ومستقبلهن...
هذه صور من حياة نساء احترفن، حرفة من لا حرفة له، من اجل توفير بعض من متطلبات الحياة واستعدادا للموسم المدرسي، الذي يوجد على الأبواب، نساء يتخذن من درب البركاوي وحي الصفاء وزنقة عبد الواحد بن ادريكة وعبد المومن الموحدي وزنقة جورج الخامس ولندن، مجالا لتحركاتهن، حيث يترصدن للحافلات والسيارات الخصوصية، من اجل عرض مفاتيح لشقق ومنازل وغرف مستقلة عليهم، من اجل كرائها خلال شهري يوليوز وغشت من كل سنة، نساء تدفعهن الحاجة إلى الخروج إلى الشارع.. تختلف أعمارهن ويتوحد هدفهن، فيهن الأرملة والمطلقة والمتزوجة والعازبة... تعالوا واستمعوا لنبض حياتهن...
نعيمة مولات السوارت
تستيقظ نعيمة مولات السوارت باكرا تهيئ طعام الفطور لأبنائها ووالدتها العاجزة عن الحركة، وتترك، لها البيت ثم تخرج لمطاردة رزقها كما تقول: » منذ وفاة المرحوم، وأنا أعمل خارج البيت من اجل إعالة أبنائي ووالدتي، لم يكن زوجي يتركني أخرج للعمل ولكن ما حصل فوق طاقتي... الحاجة تدفعني للعمل كسمسارة في الصيف بشكل جيد، حيث يكثر الطلب على الغرف والبيوت والمنازل المفروشة، ويقل خلال باقي أيام السنة وإن كنت اشتغل مع الطلبة والطالبات ولكن بشكل متقطع... خلال الصيف يكثر البشر ولكن حتى السماسرة يكثرون، إلى درجة أن العائلة يدور بها أكثر من أربعة أو خمسة أفراد بين نساء ورجال، حيث يتم عرض مجموعة من الغرف و المنازل مما يجعل الزبون يتراجع ويخفض الثمن، وأحيانا كثيرة تقع مشادات ما بين النساء السمسارات... «
تقضي نعيمة نهارها في الدوران وانتظار قدوم الحافلات، لعل وعسى أن تفوز بمرافقة عائلة أو مجموعة من الشبان إلى حيث التزمت مع صاحب/ صاحبة غرفة أو منزل، تظل تحوم كالفراشة على المحطة الطرقية، عيناها مسمرتان على كل من يحمل محفظة أو حقيبة، تتقرب منه وتفاتحه في الأمر، فكثيرا ما يصرفه بأدب، وكثيرا ما يضايقها البعض الآخر وخاصة من طرف الشبان الذين يرغبون في شيء آخر غير الكراء، تتراجع نعيمة إلى الوراء عندما يتضح لها أن المعني بالأمر له أهداف أخرى، وتتخلص منه في رمشة عين وتوجه اهتمامها لغيره..
فتيحة البنورية
تتجمع النساء داخل باحة المحطة الطرقية أو عند بابها الشمالي أو الجنوبي لضبط الوضعية وترصد الداخلين والخارجين منها، ثلاثة هناك وأربعة هناك، يتبادلن أطراف الحديث في طمأنينة مفتعلة، وكثيرا ما ينفض الجمع بغتة ودون سابق إعلان لا لشيء سوى لسماع هدير حافلة وهي على باب المحطة، تنتظر فتحه من طرف الحارس، تتواجد من بينهم، فتيحة البنورية، التي قدمت إلى الجديدة للبحث عن مدخول يقيها حرقة الانتظار ومد اليد، خاصة بعد أن حصلت على حريتها بطلاقها، منذ خمسة أشهر تقريبا..
تتحدث فتيحة البنورية باقتضاب عن الظروف التي دفعتها لولوج هذه المهنة الموسمية وتقول: »أحيانا تفرض على الشخص بعض الأمور، رغم انه غير مقتنع بها، كما حدث لي، بعد حصولي على الطلاق نظرا لكوني عاقر، والزوج يرغب في الحصول على الأبناء، رغم أني اقترحت عليه الزواج بامرأة أخرى، أمام هذه الوضعية، وجدت نفسي مضطرة للخروج إلى العمل من اجل إعالة نفسي دون أن ألتجئ إلى حل آخر، اللهم تسمسارت ولا شي حاجة أخرى... الوقت اصعيب، نظل بالمحطة نتابع تحركات الداخلين والخارجين، نردد جملة واحدة ووحيدة( واش باغي تكري) العديد من المارة لا يجيبون والقليل منهم من يفتح معك الحوار إن رغبة في الكراء أو مجاملة، ورغبة في خلق علاقة تتحكم فيها هواجس أخرى، دون أن يعلم أننا لسن من ذلك النوع، وإلا لما اضطررنا للعمل في هذه الظروف المزرية، ظروف تفرض على المرأة بالخصوص أن تتحمل نظرات المارة والعابرين والراغبين في الكراء.. مدخول بسيط وجهد كبير...هاذا ما اعطا الله والسلام... «
خديجة الغليظة
من كثرة التردد على المحطة والأماكن المحيطة بها، والدخول والخروج إلى الدروب والأزقة المحاذية لها، أصبحت السمسارات معروفات لدى نساء الأحياء وصاحبات الدور الفارغة والمخصصة للكراء، حيث يطلقن أسماء على النساء للتفريق بينهن، فهذه نعيمة مولات السوارت، والتي اشتهرت بحملها لمجموعة من المفاتيح، وهذه فتيحة البنورية والتي تنحدر من سيدي بنور، وهذه خديجة الغليظة، أسماء عديدة تطلق على نساء ألفن التعامل معهن، يأتين بالشبان والعائلات من أجل الحصول على نصيبهن بطريقة مزدوجة، حيث ينلن جزء من المكري وجزء من المكتري، تقول خديجة الغليظة والتي تتحرك بصعوبة خلاف باقي زميلاتها اللواتي يتسابقن ويتقافزن من أجل الفوز بزبون جديد: »اللهم الخروج للمحطة ولا الخروج عن الطريق، العمل بعرق الجبين أفضل من العمل بعرق الفخذين، كما تعمل بعض النساء، نحن نعمل مضطرات لكسب قوت أبنائنا وإخواننا، أنا حرفتي خياطة ولكن الحركة واقفة، أعمل كسمسارة في الصيف وفي الشتاء أمارس مهنة العمل في البيوت والبيع والشراء، نحن نتقلب مع الزمان وخلاص، متطلبات الحياة صعبة مع هذا الغلا اللي زايد وطالع، ما عرفنا فين غادي يوقف، المقابل الذي نحصل عليه لا يتجاوز 50 أو 100 درهم نقسمه فيما بيننا، نحن ثلاث نساء نعمل بشكل جماعي، البشر كثير ولكن كثرة السمسارات كيطيح البق على هذه المهنة، السماسرة يشتكون منا، وأصحاب الوقت يباغتوننا ويقبضون علينا، فكثيرا من الأحيان نضطر للتواري على الأعين، وكثيرا من الأوقات لا نعلن عن هدفنا، إلا بعد أن نلتفت يمينا وشمالا، تفاديا للوقوع في يد السلطات المحلية فنصبح على ما فعلنا نادمات... «
لكل امرأة قصة، ولكل قصة أسباب ومسببات تدفع النساء إلى الإقبال على المغامرة، بولوج حرفة كانت تقتصر على الرجال، مع ما يتبعها من مخاطرة، تصل أحيانا كثيرة إلى حد التعنيف والاعتداء بمفهومه الشامل، الجسدي والمعنوي، ولكن الصعاب، كما تقول النساء، تهون في سبيل تحقيق مدخول إضافي لمواجهة عناء ومكابدة شروط وظروف الحياة المزرية...
هذه صور من حياة نساء احترفن، حرفة من لا حرفة له، من اجل توفير بعض من متطلبات الحياة واستعدادا للموسم المدرسي، الذي يوجد على الأبواب، نساء يتخذن من درب البركاوي وحي الصفاء وزنقة عبد الواحد بن ادريكة وعبد المومن الموحدي وزنقة جورج الخامس ولندن، مجالا لتحركاتهن، حيث يترصدن للحافلات والسيارات الخصوصية، من اجل عرض مفاتيح لشقق ومنازل وغرف مستقلة عليهم، من اجل كرائها خلال شهري يوليوز وغشت من كل سنة، نساء تدفعهن الحاجة إلى الخروج إلى الشارع.. تختلف أعمارهن ويتوحد هدفهن، فيهن الأرملة والمطلقة والمتزوجة والعازبة... تعالوا واستمعوا لنبض حياتهن...
نعيمة مولات السوارت
تستيقظ نعيمة مولات السوارت باكرا تهيئ طعام الفطور لأبنائها ووالدتها العاجزة عن الحركة، وتترك، لها البيت ثم تخرج لمطاردة رزقها كما تقول: » منذ وفاة المرحوم، وأنا أعمل خارج البيت من اجل إعالة أبنائي ووالدتي، لم يكن زوجي يتركني أخرج للعمل ولكن ما حصل فوق طاقتي... الحاجة تدفعني للعمل كسمسارة في الصيف بشكل جيد، حيث يكثر الطلب على الغرف والبيوت والمنازل المفروشة، ويقل خلال باقي أيام السنة وإن كنت اشتغل مع الطلبة والطالبات ولكن بشكل متقطع... خلال الصيف يكثر البشر ولكن حتى السماسرة يكثرون، إلى درجة أن العائلة يدور بها أكثر من أربعة أو خمسة أفراد بين نساء ورجال، حيث يتم عرض مجموعة من الغرف و المنازل مما يجعل الزبون يتراجع ويخفض الثمن، وأحيانا كثيرة تقع مشادات ما بين النساء السمسارات... «
تقضي نعيمة نهارها في الدوران وانتظار قدوم الحافلات، لعل وعسى أن تفوز بمرافقة عائلة أو مجموعة من الشبان إلى حيث التزمت مع صاحب/ صاحبة غرفة أو منزل، تظل تحوم كالفراشة على المحطة الطرقية، عيناها مسمرتان على كل من يحمل محفظة أو حقيبة، تتقرب منه وتفاتحه في الأمر، فكثيرا ما يصرفه بأدب، وكثيرا ما يضايقها البعض الآخر وخاصة من طرف الشبان الذين يرغبون في شيء آخر غير الكراء، تتراجع نعيمة إلى الوراء عندما يتضح لها أن المعني بالأمر له أهداف أخرى، وتتخلص منه في رمشة عين وتوجه اهتمامها لغيره..
فتيحة البنورية
تتجمع النساء داخل باحة المحطة الطرقية أو عند بابها الشمالي أو الجنوبي لضبط الوضعية وترصد الداخلين والخارجين منها، ثلاثة هناك وأربعة هناك، يتبادلن أطراف الحديث في طمأنينة مفتعلة، وكثيرا ما ينفض الجمع بغتة ودون سابق إعلان لا لشيء سوى لسماع هدير حافلة وهي على باب المحطة، تنتظر فتحه من طرف الحارس، تتواجد من بينهم، فتيحة البنورية، التي قدمت إلى الجديدة للبحث عن مدخول يقيها حرقة الانتظار ومد اليد، خاصة بعد أن حصلت على حريتها بطلاقها، منذ خمسة أشهر تقريبا..
تتحدث فتيحة البنورية باقتضاب عن الظروف التي دفعتها لولوج هذه المهنة الموسمية وتقول: »أحيانا تفرض على الشخص بعض الأمور، رغم انه غير مقتنع بها، كما حدث لي، بعد حصولي على الطلاق نظرا لكوني عاقر، والزوج يرغب في الحصول على الأبناء، رغم أني اقترحت عليه الزواج بامرأة أخرى، أمام هذه الوضعية، وجدت نفسي مضطرة للخروج إلى العمل من اجل إعالة نفسي دون أن ألتجئ إلى حل آخر، اللهم تسمسارت ولا شي حاجة أخرى... الوقت اصعيب، نظل بالمحطة نتابع تحركات الداخلين والخارجين، نردد جملة واحدة ووحيدة( واش باغي تكري) العديد من المارة لا يجيبون والقليل منهم من يفتح معك الحوار إن رغبة في الكراء أو مجاملة، ورغبة في خلق علاقة تتحكم فيها هواجس أخرى، دون أن يعلم أننا لسن من ذلك النوع، وإلا لما اضطررنا للعمل في هذه الظروف المزرية، ظروف تفرض على المرأة بالخصوص أن تتحمل نظرات المارة والعابرين والراغبين في الكراء.. مدخول بسيط وجهد كبير...هاذا ما اعطا الله والسلام... «
خديجة الغليظة
من كثرة التردد على المحطة والأماكن المحيطة بها، والدخول والخروج إلى الدروب والأزقة المحاذية لها، أصبحت السمسارات معروفات لدى نساء الأحياء وصاحبات الدور الفارغة والمخصصة للكراء، حيث يطلقن أسماء على النساء للتفريق بينهن، فهذه نعيمة مولات السوارت، والتي اشتهرت بحملها لمجموعة من المفاتيح، وهذه فتيحة البنورية والتي تنحدر من سيدي بنور، وهذه خديجة الغليظة، أسماء عديدة تطلق على نساء ألفن التعامل معهن، يأتين بالشبان والعائلات من أجل الحصول على نصيبهن بطريقة مزدوجة، حيث ينلن جزء من المكري وجزء من المكتري، تقول خديجة الغليظة والتي تتحرك بصعوبة خلاف باقي زميلاتها اللواتي يتسابقن ويتقافزن من أجل الفوز بزبون جديد: »اللهم الخروج للمحطة ولا الخروج عن الطريق، العمل بعرق الجبين أفضل من العمل بعرق الفخذين، كما تعمل بعض النساء، نحن نعمل مضطرات لكسب قوت أبنائنا وإخواننا، أنا حرفتي خياطة ولكن الحركة واقفة، أعمل كسمسارة في الصيف وفي الشتاء أمارس مهنة العمل في البيوت والبيع والشراء، نحن نتقلب مع الزمان وخلاص، متطلبات الحياة صعبة مع هذا الغلا اللي زايد وطالع، ما عرفنا فين غادي يوقف، المقابل الذي نحصل عليه لا يتجاوز 50 أو 100 درهم نقسمه فيما بيننا، نحن ثلاث نساء نعمل بشكل جماعي، البشر كثير ولكن كثرة السمسارات كيطيح البق على هذه المهنة، السماسرة يشتكون منا، وأصحاب الوقت يباغتوننا ويقبضون علينا، فكثيرا من الأحيان نضطر للتواري على الأعين، وكثيرا من الأوقات لا نعلن عن هدفنا، إلا بعد أن نلتفت يمينا وشمالا، تفاديا للوقوع في يد السلطات المحلية فنصبح على ما فعلنا نادمات... «
لكل امرأة قصة، ولكل قصة أسباب ومسببات تدفع النساء إلى الإقبال على المغامرة، بولوج حرفة كانت تقتصر على الرجال، مع ما يتبعها من مخاطرة، تصل أحيانا كثيرة إلى حد التعنيف والاعتداء بمفهومه الشامل، الجسدي والمعنوي، ولكن الصعاب، كما تقول النساء، تهون في سبيل تحقيق مدخول إضافي لمواجهة عناء ومكابدة شروط وظروف الحياة المزرية...