1 نساء دكاليات في رحلة شاقة بين صخور الساحل البحري بحثا عن قنفذ البحر (+صور الأحد مارس 18, 2012 9:23 am
doukali
عضو نشيط
عندما تتحدى نساء دكالة ظروف الحياة الصعبة وتصمدن أمام الحياة القاسية تجدهن في هذا الشهر من كل سنة يجمعن قنفذ البحر أو بلح البحر بعد انتهاء جمعهن الطحالب لقاء دراهم معدودات لسد ولو جزء بسيط من حاجيات البيت والأولاد، ففي وادي الحياة توجد هذه النوعية من النساء اللائي حمَّلهن القدر المسئولية الجسام..
فكثير هي البيوت الدكالية قائم دخلها الشهري على الزوجة الدكالية، فتراها تشمر على ساعديها وتكد لتوفر رغيب الخبز إلى الأسرة، بل بعضهن يكدحن صباحا مساءا ليقدمن كل راتبهن إلى الزوج، و على رغم احترامنا لأي امرأة مغربية كانت فلا شك أن في كل مدينة مغربية توجد نساء مضحيات، يعشن الكفاح مع الرجل، يتحملن ضغوط المعيشة في سبيل بناء حياة كريمة، الآلاف من النساء المغربيات صابرات مع الأزواج على ألم الفقر وضيق ذات اليد.
وهكذا فمع أول الصباح بعد أن ترسل الشمس خيوطها الأولى موقظة أجساد النائمين المتثاقلة، العشرات من النساء الدكاليات اللائي طحنتهن ظروف الحياة الصعبة يبدأن سوية رحلة التجوال بين صخور الساحل الممتد بين شاطئ سيدي بوزيد إلى شاطئ سيدي عابد مرورا بشاطئ مولاي عبد الله أمغار متنقلين من مكان لأخر بحثا عن قنفذ البحر هذا الحيوان الذي ينتمي إلى مجموعة الشوكيات البحرية الموخزة والقادرة على إحداث إصابات مؤلمة بأصابع اليد وقد تؤدي إلى تشنجها وتورم موضع الإصابة واحمراره، وهو حيوان يعيش مختبئا في الشقاق وبين الصخور أو الشعاب المرجانيه خلال النهار ويخرج ليلا للبحث عن الطعام.
لا تحتاج نسوة دكالة لجمعه إلا لقضيب حديدي "غانجو" وقفف لجمع محصولهن من الصيد، ويتطلب شغلهن من الجمع ملأ عشرة قفف ويومين أو ثلاثة من العمل المضني لجمع كيلو واحد من بيضه، بعد أن يقمن باستخراجه من داخله، باستخدام موسى عوض آلة قص حديثة لكى يتم تقسيمه إلى نصفين، و يستخرج محتواه الأصفر اللذيذ بواسطة معلقة ليبعنه بخمسين درهما في أحسن الأحوال،ومعلوم أن لقنفد البحر فوائد عظيمة فهو مقوي ومغذي ويحتوي على نسبة عالية من الفسفور واليود والفيتامينات ومقوي جنسي سريع المفعول يؤكل مطهي او بدون طهي تكسر القشرة الشوكية الخارجية برفق وتنزع ما بداخلها ويأكل.
تردد العاملات في جني قنفد البحر، انهن يتحملن المشاق العظيمة لاستخراج كميات قليلة من بيضه بعد ان يجمعوا كميات كبيرة منه بالساحل الصخري ليشتريها منهن وسطاء بأبخس الأثمان وهم بدورهم يبيعونها بأسعار كبيرة لمطاعم راقية في مدن الجديدة والدار البيضاء والمحمدية وغيرها من المدن.
أن المرأة الدكالية لعبت منذ القدم دورا مهما ومميزا من حيث ضلوعها ونشاطها في الساحل البحري حتى جعلته جزءا من مهامها اليومية، وباعتراف من الرجال نفسهم الذين يقرون ان كثير من ألانشطة البحرية مثل جمع قنفد البحر وبلح البحر تعد حكرا على النساء، وهي أنشطة بحاجة إلى جهد جهيد و إلى زمن مديد لتنفيذها ولا تحتاج إلى تقنية عالية لاستخدامها في الجني، فعادة ما يقتصر فترة عمل المرأة في الجني عند حالات الجزر وهي حالات نزول البحر لكسب غذاء يومهن.
الكاتب محمد الماطي