الرحيل
مرت سبع سنوات وتغيرت أحوال فاطنة ، لها ولد وهي حامل.من القرعة ،أصبح كل أطفال الجوار يسموها لالة .وأعداء الأمس أصبحوا صديقات يشربون من كفيها.لا يبدأ نصب مَنْجَج ْ، ولا فتل قمح لوليمة ، ولا ولادة بذون حضورها.لها الأن بقرتين ، وزوج حمير ، وعشرين شاة ثم كلبين وعشرين دجاجة وكذلك قفطان ومشطة من النوع الرفيع،.لم تعد تستعمل البَحْرارْ لأكل سَيْكوكْ بل لها أربعة مغاريف من المعدن.لها أيضا جلابتين صوف لزوجهاورْشيش وثلاثة لَعْبَنات سْدَ في سْدَ نسجتهم يديها.لها أيضا صورة لمحمد الخامس جالسا على كرسي مع مولاي الحسان ، مولاي عبد الله ولالة عيشة ولالة مينة ولالة مليكة ولالة زهرة (لالة نزهة).وفي الحقيقة هي وصديقاتها وطنيات ففي رْفودْ الماليك ألم يجتمع نساء الدوار وبكوا ونظموا الدعاء الجماعي أنتم لا تعرفون هذا النوع :
بدأت الحجلة البكاء وقالت بَرْبَصْتونا الله يبَرْبصْكُم والأخرى تقول بْغَيت سيدي محمّد يَطْفي شَمعتكم والأخرى تقول بهذلتونا بْغَيْتْ سيدي بن يفو يبهذلكم تْمشِوْ ليه مكتفين بالسلاسل ولابسين الخايْش ...تدور الدورة وترجع للحجلة .كانوا يظنون أن فرنسا ستقتل الملك ورْغاوعليه.
فاطنة وطنية ؟ نعم لقد أطعمت أربع وطنيين بقصعة طعام وطير دجاج لما أتو من الدار البيضاء مع محمّد لأخد مال من عنذ القايد علي.(المقاومة في المغرب ، جمعت قوتها من أمثال فاطنة ڨطرة ،ڨطرة يحمل الواد، رغم بداوتهاكانت تعلم ما يدور وضربت الطم ).
وهل يبقى رجل مكتوف اليدين لما يرى نسائه تبكي ؟لم تعد تطلب النار من الجيران والذخان يعمي عينيها المخلوضات بل العكس، لها ثلاثة علبات من الوقيد تُشعل منهم كل يوم وقيدتين.لها أيضا ڨلادة من عقيق أسود وثلاثة لْويزات ، وطَنْڨَتين من الذهب الخالص وكل أصدقاتها عضوه لتكأد من صحته.والكل من الدار البيضاء أشتراهم زوجها بوشعيب اللذي الأن "ترَسَمْ وله بانْتاج" يشتغل في ميناء الدار البيضاء وإن أراد يشتغل ليلا ونهار وبوشعيب يريد ، يريد أن يخرج فاطنة وأولاده من "تَمَرةْ"البادية ليسكنهم المدينة.همه الوحيد هو المدرسة ، كيف عليه أن يترك أبنائه "خماسة" .كل شباب الدوار هاجر للمدينة لم يبقى هناك إلا النساء ، الشيوخ وبعض الشباب.طغاة الأمس ، اللذين كانوا إن ألتقوا إمرأة بذون حزام يشبعونها نهرا وأحيانا ضربا، هم الأن شهود. شهود عن هذا المنكر الذي ذخل الدوار ودكالة لا يفكرون إلا في ملقاهم مع الله.كلكم تعرفون ما يفعل الشيب بالشباب ، صراع دائم ينتهي دائما بنحر الشباب يبكي الشاعر وتنوح الحجلة رغاية الدوار ...وإنما الحياة إلا حنين.والموت قَتلةُ كما قال المتنبي.