1 الشعر الدكالي الأحد أبريل 22, 2012 3:54 am
الباحث المغربي
مشرف عام
و جدت هذا المقال في أحد مواقع الأنترنت و أنقله للفائدة و النقاش:
"نبذة عن الشعر الدكالي و أقطابه
لقد نشطت الحركة الأدبية بفخدة دكالة خاصة ، بِشِعْبِ أولاد زيد بقبيلتي الزعارطة و شريحات حيث برزت للوجود صناعة الخمور من فاكهة التين ، فلا يكاد يوجد منزل داخل المضارب إلا و قد ضم بين أثاثه طنجرة للضغط مصممة وبشكل يدوي بديع الصنع لتهيء لصاحبها من السلاف ما يقهيه عن قساوة البادية و وعورة تضاريسها . في خضم هذه الملابسات ما كان للشعر إلا أن يزدهر و يعلو شأنه ، فمارست السليقة دورها و بنحو فعال مستفيدة من رجال أعطتهم دربة السنون من الحكمة ما أعطتهم . و برجوعنا الى هذا الشعر عن طريق الاستقراء المحكم له صناعة و مضمونا ، نجده من الناحية الأولى يراعي العروض الخليلية في أدق تفاصيلها و أجراسها الموسيقية ، مستندا لما تشبع به أهالي هذه الفخدة من الإنشاد المصاحب لدندنة الطعاريج و البنادير المقتناة من السوق الأسبوعي الذي يقام كل يوم أحد بحاضرة أولاد فرج ، هذا السوق يمكن أن نقارنه بتلك الأسواق التي كانت تقام في الجاهلية حيث كان فحول الشعر الجاهلي يتبارون في فصاحة الألفاظ و بلاغة القول الشعري ، كسوق عكاظ الذي كان يقام في الحجاز جالبا له أفصح القبائل و أجزلها قولا شعريا كهوازن و غطفان و الأحابيش ، و كذلك هو الشأن بالنسبة لأحد أولاد افرج أما من ناحية المضمون و الفحوى فقد تعددت أغراض الشعر الدكالي من احتفال بسائق الكرويلة أي الشيفور ، و وصف للخمرة بشتى أوصاف الإعجاب و الهيام ، كما تناول الشعر الدكالي موضوع الرثاء و من زاوية لم يسبق إليها خاصة في ما يتعلق بالنواح على الموتى ، حيث تبرع النساء بشتى أشكال التعبير القولي و الجسدي بايصاله للمتلقي حين وفاة أحد الأقارب ، و لا نكاد نحصي الأغراض التي تناولها الشعر الدكالي نكتفي بما قيل تفاديا للتطويل و الإطناب . و في هذا الصدد لا يفوتنا الذكر بأن هذا اللون الأدبي الدكالي قد تميز بغزارة في المعاني قل نظيرها في شعر الأمم الأخرى فقد شرب فطاحل الشعراء أمثال بريك الشاعر الصعلوك الذي يعد أول من قفز سْطارَة و هو يضم بين ذراعيه كصعة من الكسكس محققا بذلك سبقا ، و هناك أيضا الشاعر صالح ، و الشاعرة المفلقة الكردة صاحبة الرقصات الشهيرة ، كل هؤلاء شربوا من معين لغة ناطحت لغة قريش و نافستها من نواح شتى . و مهما أسهبت القول وحاولت أن أبرع فيه فلن أستطيع أن أوفي الشعر الدكالي حقه و ما يستحقه من علو مكانة ألفت لإجلها الدواوين و المصنفات و الموسوعات .
و سأحاول إن شاء الله أن أتعرض للمادة الشعرية الدكالية من خلال نماذج لقصائد أبدعها أساطين دكالة في ميدان القريض ، ستجلي و لو بشكل يسير النقاب عما ظل مجهولا عن قيمتها الفنية و الجمالية و الخطابية أيضا ، لا على مستوى قوة الألفاظ و جزالتها و بعدها عن الغرابة و تنافر الأصوات و كل ما يسقط الفصاحة فقط ، بل كذلك على مستوى المضامين و المعاني التي تجود بها قرائح و سلائق المفلقين من شعراء بادية أولاد فرج . و هنا أفتح القوس لأشير لنقطة أثارت زوبعة من السخط تزعمها بعض النقاد الذين يرون في عملي هذا تعصبا لأولاد فرج ، و يرون أنني شوفيني متعصب لهذا الشعب ، و أنني أسقطت أغلب المناطق من الدراسة التي يجب أن تشمل كل الربوع الدكالية لا منطقة واحدة منها ، و جوابي على هؤلاء الإخوة الذين لا أرى في طرحهم سوى ضربا من الغلو و التآمر المبيت النابع عن جهل ظلامي ينتهي بأصاحبه إلى ظلال بعيد : أنني لا أجد لي معارضا إذا ادعيت أن شعب أولاد افرج أول الشعاب الدكالية التي نظمت القوافي ، و كانت مهدا للشعر الدكالي الذي ترعرع في حضن أمين ضمن له تقعيدا محققا لأوازنه ، و ضبطا علميا محضا لقوافيه ، و تربة خصبة ألقت في سمائها شجرة الشعر أغصانها و أحكمت في أديمها جذورها لتصيب بثمارها في نهاية المطاف باقي الشعاب ، كبني هلال و بني بنور و العونات و الزمامرة و غيرها كثير . فكان بذلك شعب أولاد فرج الأصل و غيره الفرع فكيف تسمح الأخلاق العلمية أن نعدل عن الأصل إلى الفرع قبل تناول يضمن للأول تعريفا بسبقه و أوليته و ريادته؟ فكأن هذه الشردمة الضالة تؤثر الابن على الأم أو الأب و ما أنزل الله بهذا سلطان .
ختاما أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم و الله المستعان على أمره ."
السؤال الذي طرح نفسه هو هل يوجد شعر شعبي دكالي متوارث؟
"نبذة عن الشعر الدكالي و أقطابه
لقد نشطت الحركة الأدبية بفخدة دكالة خاصة ، بِشِعْبِ أولاد زيد بقبيلتي الزعارطة و شريحات حيث برزت للوجود صناعة الخمور من فاكهة التين ، فلا يكاد يوجد منزل داخل المضارب إلا و قد ضم بين أثاثه طنجرة للضغط مصممة وبشكل يدوي بديع الصنع لتهيء لصاحبها من السلاف ما يقهيه عن قساوة البادية و وعورة تضاريسها . في خضم هذه الملابسات ما كان للشعر إلا أن يزدهر و يعلو شأنه ، فمارست السليقة دورها و بنحو فعال مستفيدة من رجال أعطتهم دربة السنون من الحكمة ما أعطتهم . و برجوعنا الى هذا الشعر عن طريق الاستقراء المحكم له صناعة و مضمونا ، نجده من الناحية الأولى يراعي العروض الخليلية في أدق تفاصيلها و أجراسها الموسيقية ، مستندا لما تشبع به أهالي هذه الفخدة من الإنشاد المصاحب لدندنة الطعاريج و البنادير المقتناة من السوق الأسبوعي الذي يقام كل يوم أحد بحاضرة أولاد فرج ، هذا السوق يمكن أن نقارنه بتلك الأسواق التي كانت تقام في الجاهلية حيث كان فحول الشعر الجاهلي يتبارون في فصاحة الألفاظ و بلاغة القول الشعري ، كسوق عكاظ الذي كان يقام في الحجاز جالبا له أفصح القبائل و أجزلها قولا شعريا كهوازن و غطفان و الأحابيش ، و كذلك هو الشأن بالنسبة لأحد أولاد افرج أما من ناحية المضمون و الفحوى فقد تعددت أغراض الشعر الدكالي من احتفال بسائق الكرويلة أي الشيفور ، و وصف للخمرة بشتى أوصاف الإعجاب و الهيام ، كما تناول الشعر الدكالي موضوع الرثاء و من زاوية لم يسبق إليها خاصة في ما يتعلق بالنواح على الموتى ، حيث تبرع النساء بشتى أشكال التعبير القولي و الجسدي بايصاله للمتلقي حين وفاة أحد الأقارب ، و لا نكاد نحصي الأغراض التي تناولها الشعر الدكالي نكتفي بما قيل تفاديا للتطويل و الإطناب . و في هذا الصدد لا يفوتنا الذكر بأن هذا اللون الأدبي الدكالي قد تميز بغزارة في المعاني قل نظيرها في شعر الأمم الأخرى فقد شرب فطاحل الشعراء أمثال بريك الشاعر الصعلوك الذي يعد أول من قفز سْطارَة و هو يضم بين ذراعيه كصعة من الكسكس محققا بذلك سبقا ، و هناك أيضا الشاعر صالح ، و الشاعرة المفلقة الكردة صاحبة الرقصات الشهيرة ، كل هؤلاء شربوا من معين لغة ناطحت لغة قريش و نافستها من نواح شتى . و مهما أسهبت القول وحاولت أن أبرع فيه فلن أستطيع أن أوفي الشعر الدكالي حقه و ما يستحقه من علو مكانة ألفت لإجلها الدواوين و المصنفات و الموسوعات .
و سأحاول إن شاء الله أن أتعرض للمادة الشعرية الدكالية من خلال نماذج لقصائد أبدعها أساطين دكالة في ميدان القريض ، ستجلي و لو بشكل يسير النقاب عما ظل مجهولا عن قيمتها الفنية و الجمالية و الخطابية أيضا ، لا على مستوى قوة الألفاظ و جزالتها و بعدها عن الغرابة و تنافر الأصوات و كل ما يسقط الفصاحة فقط ، بل كذلك على مستوى المضامين و المعاني التي تجود بها قرائح و سلائق المفلقين من شعراء بادية أولاد فرج . و هنا أفتح القوس لأشير لنقطة أثارت زوبعة من السخط تزعمها بعض النقاد الذين يرون في عملي هذا تعصبا لأولاد فرج ، و يرون أنني شوفيني متعصب لهذا الشعب ، و أنني أسقطت أغلب المناطق من الدراسة التي يجب أن تشمل كل الربوع الدكالية لا منطقة واحدة منها ، و جوابي على هؤلاء الإخوة الذين لا أرى في طرحهم سوى ضربا من الغلو و التآمر المبيت النابع عن جهل ظلامي ينتهي بأصاحبه إلى ظلال بعيد : أنني لا أجد لي معارضا إذا ادعيت أن شعب أولاد افرج أول الشعاب الدكالية التي نظمت القوافي ، و كانت مهدا للشعر الدكالي الذي ترعرع في حضن أمين ضمن له تقعيدا محققا لأوازنه ، و ضبطا علميا محضا لقوافيه ، و تربة خصبة ألقت في سمائها شجرة الشعر أغصانها و أحكمت في أديمها جذورها لتصيب بثمارها في نهاية المطاف باقي الشعاب ، كبني هلال و بني بنور و العونات و الزمامرة و غيرها كثير . فكان بذلك شعب أولاد فرج الأصل و غيره الفرع فكيف تسمح الأخلاق العلمية أن نعدل عن الأصل إلى الفرع قبل تناول يضمن للأول تعريفا بسبقه و أوليته و ريادته؟ فكأن هذه الشردمة الضالة تؤثر الابن على الأم أو الأب و ما أنزل الله بهذا سلطان .
ختاما أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم و الله المستعان على أمره ."
السؤال الذي طرح نفسه هو هل يوجد شعر شعبي دكالي متوارث؟