1 المجبودة، أقدم أسلوب حربي عند العرب الخميس أبريل 26, 2012 1:47 am
الباحث المغربي
مشرف عام
المجبودة صف يجعل خلف المقاتلين مكون من إبلهم و ظعائنهم من النساء و الذراري يكون لهم فئة و تشجيع على الثبات في المعارك و هو من أقدم أساليب الحرب عند العرب، يقول ابن خلدون:
"و أما أهل الكر والفر من العرب وأكثر الامم البدوية الرحالة فيصفون لذلك إبلهم والظهر الذي يحمل ظعائنهم فيكون فئة لهم ويسمونها المجبودة وليس أمة من الامم إلا وهي تفعل ذلك في حروبها وتراه أوثق في الجولة وآمن من الغرة والهزيمة وهو أمر مشاهد وقد أغفلته الدول لعهدنا بالجملة واعتاضوا عنه بالظهر الحامل للاثقال والفساطيط يجعلونها ساقة من خلفهم ولا تغني غناء الفيلة والابل فصارت العساكر بذلك عرضة للهزائم ومستشعرة للفرار في المواقف * وكان الحرب أول الاسلام كله زحفا وكان العرب إنما يعرفون الكر والفر لكن حملهم على ذلك أول الاسلام أمران أحدهما أن أعداءهم كانوا يقاتلون زحفا فيضطرون إلى مقاتلتهم بمثل قتالهم الثاني أنهم كانوا مستميتين في جهادهم لما رغبوا فيه من الصبر ولما رسخ فيهم من الايمان والزحف إلى الاستماتة أقرب * وأول من أبطل الصف في الحروب وصار إلى التعبئة كراديس مروان بن الحكم في قتال الضحاك الخارجي والجبيري بعده قال الطبري لما ذكر قتال الجبيري فولى الخوارج عليهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري ويلقب أبا الذلفاء قاتلهم مروان بعد ذلك بالكراديس وأبطل الصف من يومئذ انتهى"
من خلال الأبحاث التاريخية ثبت أن العرب استمروا في استخدام المجبودة، وصف ذلك الحسن الوزان و غيره، بل و ثبت أن المجبودة ظلت في قبائل العرب إلى عهد قريب في حروبهم، نقل مثل ذلك الباحث القدير محمد الأشجعي عن كبار السن في قبيلة أشجع بشرق المغرب.
و قد ذكرت لي جدتي رحمها الله شهودها لبعض المعارك القبلية في الصغر و إنما علق بذهني من أقوالها شذرات لصغر سني آنذاك.
و لعل بعض الإخوة، و على رأسهم أخي العزيز المصطفى الذي يستحق لقب ذاكرة دكالة، يفيدوننا حول مصطلح المجبودة في دكالة أو بعض الأساليب الحربية المتبعة من قبل القبائل الدكالية.
"و أما أهل الكر والفر من العرب وأكثر الامم البدوية الرحالة فيصفون لذلك إبلهم والظهر الذي يحمل ظعائنهم فيكون فئة لهم ويسمونها المجبودة وليس أمة من الامم إلا وهي تفعل ذلك في حروبها وتراه أوثق في الجولة وآمن من الغرة والهزيمة وهو أمر مشاهد وقد أغفلته الدول لعهدنا بالجملة واعتاضوا عنه بالظهر الحامل للاثقال والفساطيط يجعلونها ساقة من خلفهم ولا تغني غناء الفيلة والابل فصارت العساكر بذلك عرضة للهزائم ومستشعرة للفرار في المواقف * وكان الحرب أول الاسلام كله زحفا وكان العرب إنما يعرفون الكر والفر لكن حملهم على ذلك أول الاسلام أمران أحدهما أن أعداءهم كانوا يقاتلون زحفا فيضطرون إلى مقاتلتهم بمثل قتالهم الثاني أنهم كانوا مستميتين في جهادهم لما رغبوا فيه من الصبر ولما رسخ فيهم من الايمان والزحف إلى الاستماتة أقرب * وأول من أبطل الصف في الحروب وصار إلى التعبئة كراديس مروان بن الحكم في قتال الضحاك الخارجي والجبيري بعده قال الطبري لما ذكر قتال الجبيري فولى الخوارج عليهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري ويلقب أبا الذلفاء قاتلهم مروان بعد ذلك بالكراديس وأبطل الصف من يومئذ انتهى"
من خلال الأبحاث التاريخية ثبت أن العرب استمروا في استخدام المجبودة، وصف ذلك الحسن الوزان و غيره، بل و ثبت أن المجبودة ظلت في قبائل العرب إلى عهد قريب في حروبهم، نقل مثل ذلك الباحث القدير محمد الأشجعي عن كبار السن في قبيلة أشجع بشرق المغرب.
و قد ذكرت لي جدتي رحمها الله شهودها لبعض المعارك القبلية في الصغر و إنما علق بذهني من أقوالها شذرات لصغر سني آنذاك.
و لعل بعض الإخوة، و على رأسهم أخي العزيز المصطفى الذي يستحق لقب ذاكرة دكالة، يفيدوننا حول مصطلح المجبودة في دكالة أو بعض الأساليب الحربية المتبعة من قبل القبائل الدكالية.