1 عمروس في حوار حصري لهبة بريس: البحث العلمي عنوان نجاح اليابان الأربعاء أكتوبر 10, 2012 8:11 am
admin
Admin
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من جامعة شعيب الدكالي إلى جامعة بواتيي إلى وكالة فضائية يابانية، مسار نادرا ما يتيسر للجميع، هل للدكتور رشيد أن يختصر لنا مساره الدراسي هذا و كيف تمكن من تحقيق ما قد يعتبره البعض مجرد أحلام؟
لقد اتبعت مسارا جامعيا عاديا بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة في شعبة الفيزياء و الكيمياء، بعد حصولي على إجازة في الكيمياء المعدنية، انتقلت إلى جامعة "بواتيي" بفرنسا لتحضير ديبلوم ماستر خاص بالأجانب...بهذه المناسبة أتوجه بشكري لأساتذة كلية العلوم بالجديدة الذين يرجع لهم الفضل بعد الله في توجيهي إلى هذا المسار..
بعد قضائي سنة بفرنسا حصلت على شهادة الماستر، ليتم انتقائي من قبل الوكالة الفضائية الفرنسية CNES لإنجاز أطروحة بأحد مختبرات الأبحاث بجامعة "بواتيي" بشراكة مع شركة AIR LIQUIDE. عملت على مشروع الإشعال التحفيزي لخليط الهيدروجين و الأوكسجين تحت مفعول حرارة منخفضة من أجل تطبيقات فضائية محضة بهدف التحكم بمدار "آريان 5" المكوك الفضائي التابع لوكالة الفضاء الفرنسية.
في دجنبر 2010، حصلت على ديبلوم الدكتوراه من جامعة "بواتيي" بميزة الشرف مع تهنئة من اللجنة المشرفة.
قبل مناقشة أطروحتي، سافرت إلى اليابان لتقديم موضوع بحث بوكالة الفضاء اليابانية (جاكسا)، في إطار مباراة توظيف. فصرت بحمد الله أول أجنبي يلتحق بهذه الوكالة ما يشرفني كمغربي.
في سنة 2011 التحقت بالوكالة اليابانية لبدء مهمتي كمهندس بحث و تطوير، حيث تدور أبحاثي حول موضوع الاحتراق التحفيزي للسوائل الطاقية غير السامة قصد تعويض الهيدرازين الذي يفسد المحركات الفضائية، بالإضافة إلى تطوير حوافز كيميائية جديدة.
و بهذه المناسبة أؤكد لجميع الشباب المغاربة أنه ما من مستحيل في هذا العالم، و ليتمعنوا في حالة اليابان و عدم حصر النماذج فقط في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، فاليابان بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن لها أي صدى أو قيمة علمية في هذا العالم، و ها هي ذي اليوم تحتل الرتبة 3 كقوة عالمية عظمى و بمساحة تكاد لا تُذكر، فهذا لا يأتي من فراغ، بل هناك عمل جاد وراء كل ذلك.
هل حظيت بدعم من جهة مغربية رسمية أو خاصة طيلة مسارك الدراسي؟
دعم أساتذتي لي و تحفيزهم و توجيههم لي مع رسائل توصيتهم لي كان لها الأثر الأكبر فيما أعيشه اليوم ..أشعر أنهم و رغم كل العوائق يريدون أن يروا الشباب المغربي يتقدم عالميا و في جميع المجالات...تحية إجلال لهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مررتَ بثلاث تجارب في ثلاث بلدان لكل واحدة منها خصوصياتها، كيف تقُيِّم التعليم العالي بالمغرب مقارنة بفرنسا و اليابان؟
كما سبق و أن أشرت سابقا، فإن الدعم و التمويل هو الكفيل بتطوير البحث العلمي قبل الحديث عن الكفاءات العلمية سواء على مستوى الأساتذة أو الطلبة، في المغرب فالأساتذة هم المسؤولون عن اقتراح مواضيع البحوث و الأطروحات .. و هذا أمر خاطئ تماما.
فالذي يجب عليه القيام بهذه الأمر هم الصناعيون بمواضيع بحوث و بتمويل مناسب للوصول إلى الغايات المنشودة و نتائج جيدة مع الكف عن استيراد التجارب واستنساخ التجارب (نسخ – لصق).
فالغرب ليس نموذجا مثاليا وحيدا للنجاح، يجب الانفتاح على دول أخرى كالصين و اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية و كندا من أجل شراكة بحوث حقيقية ... فكل شيء ممكن.
لقد وَعَت فرنسا و اليابان و جميع الدول المتقدمة أن البحث العلمي هو المعيار الثاني للنجاح بعد تثبيت نظام تعليمي جيد باللغة الوطنية دونما حاجة للغة أجنبية... بالنسبة لي فاللغات الأجنبية خيار لاحق.
أنا متأكد أننا بانتاجية و لغة قوية سنحصل على نتائج جيدة ..و النموذج هو اليابان ...إنها نفس الفكرة، و أذكركم أنه لدينا ما يكفي من الكفاءات للوصول إلى هذه النتائج.
فالعالم اليوم يتنافس من أجل الظفر بأدنى شيء، لماذا لا نخوض هذه المنافسة أيضا لانتزاع مكانة لنا، فجميع الأرقام الاقتصادية العالمية تشير إلى أن البحث العلمي هو المجال الأكثر أهمية الذي يتحكم في تصنيف الأمم.
قضيت سنتين بين المهندسين اليابانيين المعروفين بمثابرتهم و جدِّهم، هل لك أن تنقل جزءا من تجربتك معهم للقارئ و الطالب المغربي؟
عندما كنت طفلا صغيرا بالمغرب، كنت أسمع كغيري من المغاربة أن الشعب الياباني يعمل بجد، و أنا الآن أؤكد لكم هذا الأمر: إنهم يعملون بجد للوصول. اليابان لا تملك أي موارد طبيعية لكنها تمكنت من الوصول بفضل أنظمتها الجادة و عقلية العمل الجادة لديها ، و خاصة العمل الذي يستهدف الوطن و ليس المصالح الشخصية، و أنا أؤكد على هذا المؤشر الأخير، و هذا خلاف ما هو قائم عندنا اليوم للأسف الشديد.
سألت صديقا يابانيا لي: لماذا تعملون كثيرا.. و دونما راحة ؟
فأجابني: رشيد، أنظر من حولك إلى هذه الدول الفقيرة التي لا تملك موارد طبيعية خاصة، إننا إن لم نعمل بجد فسنصبح مثلها.
لقد كان محقا .
لقد تعلمت هاهنا المثابرة و التحليل و فهم الأمور قبل إصدار أي أحكام، فهامش الخطأ هنا شبه منعدم .
هذا هو الدرس الذي تعلمته هنا باليابان إلى حد الساعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هل لك أن تضعنا في الجو العام للدراسة و البحث العلمي باليابان، و خاصة بهذه الوكالة الحديثة.
البحث و الدراسة باليابان على العموم تخضع لمنهجية صارمة و جدية، و النموذج الياباني مهيمن مؤخرا، الرياضة اليابانية أصبحت قوية بسبب الاهتمام البالغ الذي تُليه الحكومة للرياضة المدرسية...فبطولة الثانويات اليابانية مثلا يتم بثها مباشرة على شاشات التلفزيون اليابانية ...
فالرياضة مجرد مثال بسيط لنموذج ياباني يسري على جميع المجالات هنا.
فمن النادر أن تجب طفلا يابانيا في نهاية التعليم الأولي (6 سنوات) غير قادر على قراءة و كتابة اللغة اليابانية و التي تعتبر واحدة من أكثر لغة العالم تعقيدا و بثلاث أنظمة كتابة: "هيراغانا" 55 حرفا، "كاتاغانا" 55 حرفا، "كانغي" 1200 (الرموز الصينية )، و كل هذا لا يأتي من فراغ فهناك تكوين صلب وراء ذلك.
في حديثنا معك وصفت بعض مشاكل التعليم العالي بالمغرب كمشكل اللغة على سبيل المثال، هل ترى فعلا أن اللغة لازالت تشكل حاجزا أمام التلقي لدى الطالب المغربي ؟
نعم أقول هذا و أؤكده و أراه منطقيا، أظن أن لبناء منظومة تربوية متينة، فلابد من تعليم مجاني و مساعدة للأسر ذوات الأبناء المتمدرسين و أجرة محترمة للمدرسين و محاربة الاسترزاق بالساعات الإضافية، و لباس موحد يزيل مظاهر التباينات و الفوارق الإجتماعية بين الفقراء و الأغنياء، كما ينبغي تشديد المراقبة على التعليم الخاص..لأنه بات سوقا تجارية.
بالمقابل ينبغي تدريس اللغات الأجنبية كاختيارات شخصية بنظام جيد و أساتذة مكونين تكوينا جيدا لهذا الغرض.
عندما يتخرج تلميذ من الثانوي مثلا بشهادة بكالوريا معربة، ليلج إلى الجامعة بلغة أخرى غير لغته، فهو حتما لن يكون قادرا على الاستيعاب 100% ، من هنا تبدأ الفجوات ...
مع وجود كل المعيقات النفسية و القانونية و البيداغوجية، هل ترى من بصيص أمل للطالب المغربي في نفق التعليم الجامعي بالمغرب؟ كيف ذلك؟
الرغبة و الطموح هما عنوانان دائمان للحالة النفسية للشخصية الحقيقية للطلبة المغاربة و العرب عموما. الطالب المغربي سيكون ذا كفاءة جيدة و سنتمكن من تحصيل نتائج طيبة في ظل برنامج تعليمي و بحثي متين و هادف قادر على تحديد موقعنا و حاجياتنا ....نحن لسنا أغبياء ... لدينا من الطاقات ما يكفي للتقدم، إننا نرى كل يوم مواهب و نخبا تظهر في العالم، و سيكون الحال كذلك عندنا بالمغرب إذا ثبتنا أنظمة تعليمية جيدة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يشتغل رشيد عمروس حاليا على برنامج علمي كبير، ما هي تفاصيل هذاالمشروع؟
نحن بصدد تطوير محفزات كيميائية و سوائل طاقية قادرة على تعويض الهيدرازين السام.
فالهيدرازين وقود فعال و جيد للمكوكات الفضائية و التحكم بها، و لكن الجميع حاليا يفكر في المحيط البيئي الذي يتأثر بمفعول المواد السامة لبعض المنتجات الكيميائية الخطيرة، التي يخلفها الهيدرازين، بالإضافة إلى إنهاكه للمحركات الفضائية.
إذن فسلبيلات هذا الوقود قائمة، لهذا فإننا نحاول تعويضه ..
المنتجات الجديدة المبتكرة سبق و أن قامت ناسا و وكالة الفضاءالأوروبية بتجريبها..وقد قمنا أيضا بتجريب محفزات كيميائية و التي أعطت نتائج باهرة تسمح لفرقنا بتحقيق نجاح كبير ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لو وجهت لك دعوة من الطلبة المغاربة أو أي جهة مغربية لإلقاء محاضرة حول مسارك لبث الأمل و تحفيز الهمم، هل ستلبيها؟
سأكون سعيدا جدا بعقد مؤتمرات صحفية في بلدي، و سأكون فخورا جدا بتقديم إضافة نوعية للطلبة المغاربة الذي يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم، أود محادثتهم بكل صراحة عما ينبغي عمله في هذه الحياة، هناك العديد من المشاكل، لكن يجب الإدراك أنه ما من مستحيل، فكل شيء ممكن بالجهد و العمل، صدقوني سيكون من دواعي سروري تلقي مثل هذه الدعوات.
كلمة أخيرة للمغاربة عامة و المسؤولين عن التعليم العالي بالمغرب خاصة و للطلبة أيضا.
أتمنى لجميع المغاربة ذكورا و إناثا و المسلمين عامة المزيد من الأمن و السلام و الصحة و طول العمر. تحية إجلال كبيرة لكل الآباء و الأمهات الذين يسعون في صالح أبنائهم.
أرجو من المسؤولين المغاربة عن التعليم و التعليم العالي إيلاء الأهمية الكبرى لهذين المجالين قبل كل شيء. نحن بحاجة إلى تعليم ذي جودة قبل الحديث عن المكملات. سنكون فخورين بوجود نظام رياضي جيد، و نظام صحي جيد، و لكن بالدرجة الأولى التعليم و البحث العلمي....
ينبغي تطوير المناهج الدراسية بالتعليم الأولي و إعطاء أهمية كبرى للغتنا العربية.
ينبغي الاهتمام بمرجعيتنا الدينية دين الإسلام و السلام، ينبغي علينا تطبيق القرآن في برامجنا التربوية...
يجب إعطاء أهمية كبرى لهذا الدين العظيم، تخيلوا أنني عايشت عدة ديانات و ثقافات و لم أر أفضل و لا أجمل من ديننا، و لكن مع ضرورة حسن التطبيق.
شكرا هبة بريس التي أتاحت لي الحديث مع جميع إخواني و أخواتي بالمغرب و العالم أجمع.
من جامعة شعيب الدكالي إلى جامعة بواتيي إلى وكالة فضائية يابانية، مسار نادرا ما يتيسر للجميع، هل للدكتور رشيد أن يختصر لنا مساره الدراسي هذا و كيف تمكن من تحقيق ما قد يعتبره البعض مجرد أحلام؟
لقد اتبعت مسارا جامعيا عاديا بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة في شعبة الفيزياء و الكيمياء، بعد حصولي على إجازة في الكيمياء المعدنية، انتقلت إلى جامعة "بواتيي" بفرنسا لتحضير ديبلوم ماستر خاص بالأجانب...بهذه المناسبة أتوجه بشكري لأساتذة كلية العلوم بالجديدة الذين يرجع لهم الفضل بعد الله في توجيهي إلى هذا المسار..
بعد قضائي سنة بفرنسا حصلت على شهادة الماستر، ليتم انتقائي من قبل الوكالة الفضائية الفرنسية CNES لإنجاز أطروحة بأحد مختبرات الأبحاث بجامعة "بواتيي" بشراكة مع شركة AIR LIQUIDE. عملت على مشروع الإشعال التحفيزي لخليط الهيدروجين و الأوكسجين تحت مفعول حرارة منخفضة من أجل تطبيقات فضائية محضة بهدف التحكم بمدار "آريان 5" المكوك الفضائي التابع لوكالة الفضاء الفرنسية.
في دجنبر 2010، حصلت على ديبلوم الدكتوراه من جامعة "بواتيي" بميزة الشرف مع تهنئة من اللجنة المشرفة.
قبل مناقشة أطروحتي، سافرت إلى اليابان لتقديم موضوع بحث بوكالة الفضاء اليابانية (جاكسا)، في إطار مباراة توظيف. فصرت بحمد الله أول أجنبي يلتحق بهذه الوكالة ما يشرفني كمغربي.
في سنة 2011 التحقت بالوكالة اليابانية لبدء مهمتي كمهندس بحث و تطوير، حيث تدور أبحاثي حول موضوع الاحتراق التحفيزي للسوائل الطاقية غير السامة قصد تعويض الهيدرازين الذي يفسد المحركات الفضائية، بالإضافة إلى تطوير حوافز كيميائية جديدة.
و بهذه المناسبة أؤكد لجميع الشباب المغاربة أنه ما من مستحيل في هذا العالم، و ليتمعنوا في حالة اليابان و عدم حصر النماذج فقط في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، فاليابان بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن لها أي صدى أو قيمة علمية في هذا العالم، و ها هي ذي اليوم تحتل الرتبة 3 كقوة عالمية عظمى و بمساحة تكاد لا تُذكر، فهذا لا يأتي من فراغ، بل هناك عمل جاد وراء كل ذلك.
هل حظيت بدعم من جهة مغربية رسمية أو خاصة طيلة مسارك الدراسي؟
دعم أساتذتي لي و تحفيزهم و توجيههم لي مع رسائل توصيتهم لي كان لها الأثر الأكبر فيما أعيشه اليوم ..أشعر أنهم و رغم كل العوائق يريدون أن يروا الشباب المغربي يتقدم عالميا و في جميع المجالات...تحية إجلال لهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مررتَ بثلاث تجارب في ثلاث بلدان لكل واحدة منها خصوصياتها، كيف تقُيِّم التعليم العالي بالمغرب مقارنة بفرنسا و اليابان؟
كما سبق و أن أشرت سابقا، فإن الدعم و التمويل هو الكفيل بتطوير البحث العلمي قبل الحديث عن الكفاءات العلمية سواء على مستوى الأساتذة أو الطلبة، في المغرب فالأساتذة هم المسؤولون عن اقتراح مواضيع البحوث و الأطروحات .. و هذا أمر خاطئ تماما.
فالذي يجب عليه القيام بهذه الأمر هم الصناعيون بمواضيع بحوث و بتمويل مناسب للوصول إلى الغايات المنشودة و نتائج جيدة مع الكف عن استيراد التجارب واستنساخ التجارب (نسخ – لصق).
فالغرب ليس نموذجا مثاليا وحيدا للنجاح، يجب الانفتاح على دول أخرى كالصين و اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية و كندا من أجل شراكة بحوث حقيقية ... فكل شيء ممكن.
لقد وَعَت فرنسا و اليابان و جميع الدول المتقدمة أن البحث العلمي هو المعيار الثاني للنجاح بعد تثبيت نظام تعليمي جيد باللغة الوطنية دونما حاجة للغة أجنبية... بالنسبة لي فاللغات الأجنبية خيار لاحق.
أنا متأكد أننا بانتاجية و لغة قوية سنحصل على نتائج جيدة ..و النموذج هو اليابان ...إنها نفس الفكرة، و أذكركم أنه لدينا ما يكفي من الكفاءات للوصول إلى هذه النتائج.
فالعالم اليوم يتنافس من أجل الظفر بأدنى شيء، لماذا لا نخوض هذه المنافسة أيضا لانتزاع مكانة لنا، فجميع الأرقام الاقتصادية العالمية تشير إلى أن البحث العلمي هو المجال الأكثر أهمية الذي يتحكم في تصنيف الأمم.
قضيت سنتين بين المهندسين اليابانيين المعروفين بمثابرتهم و جدِّهم، هل لك أن تنقل جزءا من تجربتك معهم للقارئ و الطالب المغربي؟
عندما كنت طفلا صغيرا بالمغرب، كنت أسمع كغيري من المغاربة أن الشعب الياباني يعمل بجد، و أنا الآن أؤكد لكم هذا الأمر: إنهم يعملون بجد للوصول. اليابان لا تملك أي موارد طبيعية لكنها تمكنت من الوصول بفضل أنظمتها الجادة و عقلية العمل الجادة لديها ، و خاصة العمل الذي يستهدف الوطن و ليس المصالح الشخصية، و أنا أؤكد على هذا المؤشر الأخير، و هذا خلاف ما هو قائم عندنا اليوم للأسف الشديد.
سألت صديقا يابانيا لي: لماذا تعملون كثيرا.. و دونما راحة ؟
فأجابني: رشيد، أنظر من حولك إلى هذه الدول الفقيرة التي لا تملك موارد طبيعية خاصة، إننا إن لم نعمل بجد فسنصبح مثلها.
لقد كان محقا .
لقد تعلمت هاهنا المثابرة و التحليل و فهم الأمور قبل إصدار أي أحكام، فهامش الخطأ هنا شبه منعدم .
هذا هو الدرس الذي تعلمته هنا باليابان إلى حد الساعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هل لك أن تضعنا في الجو العام للدراسة و البحث العلمي باليابان، و خاصة بهذه الوكالة الحديثة.
البحث و الدراسة باليابان على العموم تخضع لمنهجية صارمة و جدية، و النموذج الياباني مهيمن مؤخرا، الرياضة اليابانية أصبحت قوية بسبب الاهتمام البالغ الذي تُليه الحكومة للرياضة المدرسية...فبطولة الثانويات اليابانية مثلا يتم بثها مباشرة على شاشات التلفزيون اليابانية ...
فالرياضة مجرد مثال بسيط لنموذج ياباني يسري على جميع المجالات هنا.
فمن النادر أن تجب طفلا يابانيا في نهاية التعليم الأولي (6 سنوات) غير قادر على قراءة و كتابة اللغة اليابانية و التي تعتبر واحدة من أكثر لغة العالم تعقيدا و بثلاث أنظمة كتابة: "هيراغانا" 55 حرفا، "كاتاغانا" 55 حرفا، "كانغي" 1200 (الرموز الصينية )، و كل هذا لا يأتي من فراغ فهناك تكوين صلب وراء ذلك.
في حديثنا معك وصفت بعض مشاكل التعليم العالي بالمغرب كمشكل اللغة على سبيل المثال، هل ترى فعلا أن اللغة لازالت تشكل حاجزا أمام التلقي لدى الطالب المغربي ؟
نعم أقول هذا و أؤكده و أراه منطقيا، أظن أن لبناء منظومة تربوية متينة، فلابد من تعليم مجاني و مساعدة للأسر ذوات الأبناء المتمدرسين و أجرة محترمة للمدرسين و محاربة الاسترزاق بالساعات الإضافية، و لباس موحد يزيل مظاهر التباينات و الفوارق الإجتماعية بين الفقراء و الأغنياء، كما ينبغي تشديد المراقبة على التعليم الخاص..لأنه بات سوقا تجارية.
بالمقابل ينبغي تدريس اللغات الأجنبية كاختيارات شخصية بنظام جيد و أساتذة مكونين تكوينا جيدا لهذا الغرض.
عندما يتخرج تلميذ من الثانوي مثلا بشهادة بكالوريا معربة، ليلج إلى الجامعة بلغة أخرى غير لغته، فهو حتما لن يكون قادرا على الاستيعاب 100% ، من هنا تبدأ الفجوات ...
مع وجود كل المعيقات النفسية و القانونية و البيداغوجية، هل ترى من بصيص أمل للطالب المغربي في نفق التعليم الجامعي بالمغرب؟ كيف ذلك؟
الرغبة و الطموح هما عنوانان دائمان للحالة النفسية للشخصية الحقيقية للطلبة المغاربة و العرب عموما. الطالب المغربي سيكون ذا كفاءة جيدة و سنتمكن من تحصيل نتائج طيبة في ظل برنامج تعليمي و بحثي متين و هادف قادر على تحديد موقعنا و حاجياتنا ....نحن لسنا أغبياء ... لدينا من الطاقات ما يكفي للتقدم، إننا نرى كل يوم مواهب و نخبا تظهر في العالم، و سيكون الحال كذلك عندنا بالمغرب إذا ثبتنا أنظمة تعليمية جيدة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يشتغل رشيد عمروس حاليا على برنامج علمي كبير، ما هي تفاصيل هذاالمشروع؟
نحن بصدد تطوير محفزات كيميائية و سوائل طاقية قادرة على تعويض الهيدرازين السام.
فالهيدرازين وقود فعال و جيد للمكوكات الفضائية و التحكم بها، و لكن الجميع حاليا يفكر في المحيط البيئي الذي يتأثر بمفعول المواد السامة لبعض المنتجات الكيميائية الخطيرة، التي يخلفها الهيدرازين، بالإضافة إلى إنهاكه للمحركات الفضائية.
إذن فسلبيلات هذا الوقود قائمة، لهذا فإننا نحاول تعويضه ..
المنتجات الجديدة المبتكرة سبق و أن قامت ناسا و وكالة الفضاءالأوروبية بتجريبها..وقد قمنا أيضا بتجريب محفزات كيميائية و التي أعطت نتائج باهرة تسمح لفرقنا بتحقيق نجاح كبير ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لو وجهت لك دعوة من الطلبة المغاربة أو أي جهة مغربية لإلقاء محاضرة حول مسارك لبث الأمل و تحفيز الهمم، هل ستلبيها؟
سأكون سعيدا جدا بعقد مؤتمرات صحفية في بلدي، و سأكون فخورا جدا بتقديم إضافة نوعية للطلبة المغاربة الذي يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم، أود محادثتهم بكل صراحة عما ينبغي عمله في هذه الحياة، هناك العديد من المشاكل، لكن يجب الإدراك أنه ما من مستحيل، فكل شيء ممكن بالجهد و العمل، صدقوني سيكون من دواعي سروري تلقي مثل هذه الدعوات.
كلمة أخيرة للمغاربة عامة و المسؤولين عن التعليم العالي بالمغرب خاصة و للطلبة أيضا.
أتمنى لجميع المغاربة ذكورا و إناثا و المسلمين عامة المزيد من الأمن و السلام و الصحة و طول العمر. تحية إجلال كبيرة لكل الآباء و الأمهات الذين يسعون في صالح أبنائهم.
أرجو من المسؤولين المغاربة عن التعليم و التعليم العالي إيلاء الأهمية الكبرى لهذين المجالين قبل كل شيء. نحن بحاجة إلى تعليم ذي جودة قبل الحديث عن المكملات. سنكون فخورين بوجود نظام رياضي جيد، و نظام صحي جيد، و لكن بالدرجة الأولى التعليم و البحث العلمي....
ينبغي تطوير المناهج الدراسية بالتعليم الأولي و إعطاء أهمية كبرى للغتنا العربية.
ينبغي الاهتمام بمرجعيتنا الدينية دين الإسلام و السلام، ينبغي علينا تطبيق القرآن في برامجنا التربوية...
يجب إعطاء أهمية كبرى لهذا الدين العظيم، تخيلوا أنني عايشت عدة ديانات و ثقافات و لم أر أفضل و لا أجمل من ديننا، و لكن مع ضرورة حسن التطبيق.
شكرا هبة بريس التي أتاحت لي الحديث مع جميع إخواني و أخواتي بالمغرب و العالم أجمع.