1 سيدي بنور.. من نواة مدينة سنة 1922 إلى إقليم سنة 2009 الثلاثاء مايو 18, 2010 4:47 am
admin
Admin
أعلن كما كان منتظرا مساء الخميس 22 يناير 2009 بعد حركة انتقالية وتعيينات في صفوف العمال والولاة وبشكل رسمي، عن إحداث مجموعة من العمالات بالمملكة طبقا لما تضمنه الخطاب الملكي في هذا الشأن ، وذلك بتكوين لجنة يوكل لها إعداد ملفات يتم بموجبها اقتراح إحداث عمالات جديدة كان من بينها عمالة سيدي بنور ليصبح مع ذلك ميلاد إقليم جديد بمنطقة دكالة.
الحدث جعل مدينة سيدي بنور تشهد في الأيام الأخيرة عقد عدة اجتماعات بمقر بلدية سيدي بنور حضرها عامل إقليم الجديدة بالإضافة إلى بعض رؤساء الأقسام بالعمالة وباشا مدينة سيدي بنور وأعضاء مكتب بلدية سيدي بنور تم التطرق خلالها إلى عدة مواضيع ودراسة عدة ملفات تخص مجالات مختلفة بما يساهم في النهوض وإرساء بنية تحتية متينة تؤثث لإقلاع اقتصادي وتجاري وسياحي جيد بالمدينة ، بما يجعلها تتوفر على المرتكزات الأساسية والبنى التحتية للإقليم ، حيث تمت دراسة ومناقشة عدة مجالات ( الرياضي والثقافي والبيئة والصناعة والفلاحة ... ) بما يجعله إقليما يتوفر على كل المقومات التي تساعد في إقلاعه ، وحسب مصدر مسؤول، فإن إقليم سيدي بنور سيضم دائرة سيدي بنور ودائرة الزمامرة و جزءا من دائر أحد أولاد افرج ، وهو يعد إقليما سياحيا بإطلاله على المحيط الأطلسي عبر مدينة الواليدية الساحلية وتاريخيا بضمه قصبة أبو لعوان التاريخية والتي بناها المولى إسماعيل . ويتميز إقليم سيدي بنور بتربة التيرس التي تجعل من إنتاجه الفلاحي إنتاجا متميزا وذا جودة عالية خصوصا في مادة الشمندر و الخضروات والكروم ... وفي المجال الصناعي فهو يتوفر على إحدى أكبر وحدات إنتاج لمادة السكر بالمغرب.
المسار التاريخي
أجمع عدة مؤرخين على أن أصل سكان مدينة سيدي بنور من المصامدة المعروفين بالاستقرار و الثراء و التمدن حيث كونوا مدنا صغيرة و ذلك لوفائهم للأرض، الشيء الذي ساعدهم على تكوين تجمعات كان لها وزنها لدى القبائل المجاورة ... ترتبط مدينة سيدي بنور بدفينها أبو بنور عبد الله ابن وكريس الدكالي ، و الحديث عن هذا الفقيه الصوفي الكبير الشأن المعدود من أهل الزهد والورع فقد عاش في النصف الأول من القرن السادس الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي ، وقد يكون صادف عصر علي بن يوسف المرابطي ، وسيدي بنور هو الشيخ أبو اينور عبد الله بن وكريس الدكالي المشترائي ، صاحب الضريح المشهور الواقع على يمين الطريق في اتجاه الجديدة ، كان يعيش في قرية " أبو سكاون " في القرن الحادي عشر الميلادي في عصر المرابطين، عاصر كلا من : الشيخ أبو يعقوب التسولي بن وايوكاظ المحاسني الدكالي وأبو ولحيوط وغانم بن ابوط الدكالي المشترائي و أبو حفص عمر بن مليكسوط الدغوغي الدكالي و تنفيت اليرضيخي الدكالي و أبو المنصور بن إبراهيم المصطاصي من أشياخ أبي شعيب أيوب السارية و أبو ورجيج بن يفراكسن بن يسولان الدكالي و أبو حفص عمر بن مغار الصنهاجي الدكالي صاحب مولاي عبد الله أمغار و أبي شعيب السارية و أبو عيسى وارجيج بن ولوون الصنهاجي الدكالي.
وقد تتلمذ على يد سيدي أبي النور عدد كبير من الفقهاء والمتصوفين منهم أبو شعيب أيوب بن سعيد السارية الصنهاجي دفين مدينة آزمور الذي نال من معارفه الشيء الكثير وقد كان هو الآخر شيخ أبي يعزى ... ، وكان أبو ينور فقيها فاضلا ، حيث كانت له بركة تشع على دكالة وتقيها كل الكوارث ، كما يقال، وحدثوا أنه لما مات أخوه ، تزوج هو بامرأته فقدمت له طعاما يأكله فوقع في نفسه أن فيه نصيب أولاد أخيه فأمسك عنه وبات طاويا ، وحكوا عنه أيضا انه جاءه رجل من أشياخ مشترائي فقال له : " ألا أن عامل علي بن يوسف تهددني بالقتل والصلب ، وقد خرج من مراكش متوجها إلى دكالة ". فقال أبو ينور : " رده الله عنك " فسار إلى أن بقي بينه وبين أبي ايسكاون وهي كما تسميها العامية ( بوسكاون نصف يوم ) فأصاب العامل وجع قضى عليه من حينه .
ولما توفي سيدي بنور حوالي سنة 559 هجرية دفن بسوق الثلاثاء المسمى اليوم باسم السوق القديم وبنيت عليه قبة من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله وأدخلت عليها تحسينات من طرف القائد سي رحال بن يرو الذي كان يحكم قبيلة أولاد جابر في عهد مولاي الحسن الأول ، ومن طرف السي أحمد السايسي من أعيان فخدة أولاد مسلم ، على جنبات ضريح الولي الصالح سيدي أبي النور تمتد مقبرة لدفن أموات المسلمين على مساحة تقدر ب 14515 مترا مربعا ، وقد تم إنشاؤها مع المركز حيث كانت بقرية أبي اسكاون مقبرة عتيقة استغني عنها ، وعلى بعد كيلومترين تقريبا من الضريح توجد قبة سيدي أبي سكاون التي بنيت على قبر الفقيه أبو حفص عمر بن علي الدغوغي ، أحد رجالات العلم والزهد والصلاح بالمنطقة ، حيث نزح إليها من مدينة مشتراي أو ( مشنزاية ) في منتصف القرن السادس الهجري واستوطن القرية حيث تعلق الناس به فأحبوه وأكرموه وبقي بها إلى أن توفي حيث دفن ، وتعتبر " القرية " النواة الأولى لمركز سيدي بنور حيث بدأت تتكون فيما بعد مدينة على الطراز العصري بجانب هذه القرية الدينية التقليدية وخاصة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، وذلك ببناء أول حي أوروبي ، وقد تم الإجهاز على الكنيسة التي ظلت شاهدة على وجود المستعمر الفرنسي بها.
مسار تطور الإقليم
خلال سنة 1922 تم الإعلان الرسمي لخلق مركز سيدي بنور وإنشاء أول تجزئة سكنية به بواسطة ظهير مؤرخ ب24 يونيو 1922، وهي عبارة عن بقعتين أرضيتين، تجزئة مخزنية واقعة بجانب سوق ثلاثاء سيدي بنور ( السوق القديم ) مسجلة بسجل محتويات الأملاك المخزنية بالجديدة تحت عدد 1178 در ، وقد توسعت هذه التجزئات سنة 1927 م و 1928 م ووضعت اللبنة الأولى لأنظمة البناء بمدينة سيدي بنور حيث اجتمعت لجنة بتاريخ 13 أبريل 1929 م و وضعت الخطوط العريضة لتنمية المدينة من بينها تخصيص ثلث المساحة المخصصة للتجزئة الحضرية " للطرق والأزقة والمساحات " و تخصيص أماكن مختلفة بالتجزئة من أجل بناء المرافق العمومية ( المراقب المدني ، المدارس، الدرك الملكي، مكتب البريد، الأشغال العمومية ) وهكذا تم خلق مصالح عمومية أولها مكتب البريد ... وبعد الحرب العالمية الثانية شهد مركز سيدي بنور تطورا هاما حيث تم توسيع التجزئات و إنشاء طريق مؤدية إلى الزمامرة بني على جانبها مسجد كان أول تحديد للمدار الحضري للمركز سنة 1937 م بواسطة القرار الوزاري المؤرخ في 10 غشت 1937 م ، وغداة الاستقلال شهدت المدينة نموا ديمغرافيا سريعا ، ففي سنة 1943 م كان عدد ساكنتها 3200 نسمة ثم بلغ 4200 سنة1958 م و خلال إحصاء سنة1971 م بلغ 11140 نسمة ، الأمر الذي جعل المدينة تعرف تطورا سريعا و منظما طبقا لما يقتضيه الطابع المعماري و تصاعدت وتيرة البناء و التشييد ابتداء من الستينات عندما بدأت الجماعات المحلية تقوم بدور المحرك الرئيسي للتنمية ، وبدأ التفكير في بناء المنشآت الاقتصادية و الاجتماعية للرقي بالمدينة إلى درجة النمو و الارتقاء بها إلى مصاف المدن المغربية .
ونظرا لموقع المدينة المتميز حيث تبعد عن مدينة الجديدة ب 69 كلم و عن مدينة مراكش ب120 كلم و يحدها من الشمال و الشرق قبائل أولاد بوعزيز الشمالية من دائرة سيدي إسماعيل و من الجنوب قبائل الرحامنة من إقليم قلعة السراغنة و قبائل عبدة من إقليم آسفي ، هذا الموقع جعلها تتحول إلى مركز تجاري مهم بمنطقة دكالة ، فإلى حدود سنة 1977 م كانت جماعة سيدي بنور القروية تضم مساحة تقدر بحوالي 270 كلم مربع ثم تحولت إلى مركز محدد تقدر مساحته بحوالي 7 كلم مربع وكانت الجماعة مقسمة إلى 25 دائرة انتخابية 9منها تضم المركز المحدد لسيدي بنور و 16 تضم الجانب القروي ، وعلى اثر صدور المرسوم رقم 784 77 2 بتاريخ 24 شوال 1397 الموافق ل8 أكتوبر 1977 م، تم خلق جماعة جديدة ذات مساحة تقدر ب 263 كلم مربع و تم رفع المركز المحدد لسيدي بنور إلى مركز مستقل يتمتع بالشخصية المعنوية و الاستقلال المالي مساحته حوالي 7 كلم مربع يضم 23 دائرة انتخابية ، و هكذا شرع في انجاز شارع الجيش الملكي سنة 1981 م و قصر البلدية سنة1982 م يمتد على مساحة 6000 متر مربع و تم التركيز خلال سنة1984 م على تجهيز المنطقة بالواد الحار و شبكة الماء الصالح للشرب و الكهرباء ... وتوسيع المجال العمراني بينما عرفت سنة 1986 إنشاء الحديقة العمومية الواقعة على واجهة شارع الجيش الملكي على مساحة تقدر ب 1200متر مربع و تعبيد الأزقة والشوارع ، و خلال التقسيم الانتخابي لسنة 1992 تم رفع المركز المستقل لسيدي بنور إلى بلدية وفق المرسوم رقم 468 92 2 الصادر في 28 ذي الحجة 1412 الموافق ل 30 يونيو 1992 المتعلق بتحديد قائمة الدوائر والقيادات والجماعات الحضرية و القروية بالمملكة و عدد الأعضاء الواجب انتخابهم في كل جماعة ، وهكذا عرفت مدينة سيدي بنور توسعا عمرانيا كبيرا واكبه إحداث مؤسسات عمومية في مختلف الميادين والمجالات وإنشاء وحدات صناعية مرتبطة بالمجال الفلاحي، مما جعلها تعتبر القطب الفلاحي الأول وعاصمة دكالة من حيث المنتوج الفلاحي والحيواني، حيث تعتبر المزود الأول للجديدة والبيضاء ومراكش واكادير من حيث الخضر واللحوم الحمراء، وتعتبر سيدي بنور مصدرا هاما، من حيث المنتوج السكري، حيث يوجد أكبر معمل لتكرير السكر، خاصة بعد توسيعه، وإلحاق وحدة الزمامرة به، كما تعتبر المدينة بنكا للإقليم ، وانطلاقا من أهميته، كانت وزارة الداخلية تفكر في إنشاء عمالة به ،وهو الأمر الذي تحقق في مطلع هذه السنة حيث تم الإعلان رسميا بتاريخ 22 يناير 2009 عن إحداث عمالة سيدي بنور .
الحدث جعل مدينة سيدي بنور تشهد في الأيام الأخيرة عقد عدة اجتماعات بمقر بلدية سيدي بنور حضرها عامل إقليم الجديدة بالإضافة إلى بعض رؤساء الأقسام بالعمالة وباشا مدينة سيدي بنور وأعضاء مكتب بلدية سيدي بنور تم التطرق خلالها إلى عدة مواضيع ودراسة عدة ملفات تخص مجالات مختلفة بما يساهم في النهوض وإرساء بنية تحتية متينة تؤثث لإقلاع اقتصادي وتجاري وسياحي جيد بالمدينة ، بما يجعلها تتوفر على المرتكزات الأساسية والبنى التحتية للإقليم ، حيث تمت دراسة ومناقشة عدة مجالات ( الرياضي والثقافي والبيئة والصناعة والفلاحة ... ) بما يجعله إقليما يتوفر على كل المقومات التي تساعد في إقلاعه ، وحسب مصدر مسؤول، فإن إقليم سيدي بنور سيضم دائرة سيدي بنور ودائرة الزمامرة و جزءا من دائر أحد أولاد افرج ، وهو يعد إقليما سياحيا بإطلاله على المحيط الأطلسي عبر مدينة الواليدية الساحلية وتاريخيا بضمه قصبة أبو لعوان التاريخية والتي بناها المولى إسماعيل . ويتميز إقليم سيدي بنور بتربة التيرس التي تجعل من إنتاجه الفلاحي إنتاجا متميزا وذا جودة عالية خصوصا في مادة الشمندر و الخضروات والكروم ... وفي المجال الصناعي فهو يتوفر على إحدى أكبر وحدات إنتاج لمادة السكر بالمغرب.
المسار التاريخي
أجمع عدة مؤرخين على أن أصل سكان مدينة سيدي بنور من المصامدة المعروفين بالاستقرار و الثراء و التمدن حيث كونوا مدنا صغيرة و ذلك لوفائهم للأرض، الشيء الذي ساعدهم على تكوين تجمعات كان لها وزنها لدى القبائل المجاورة ... ترتبط مدينة سيدي بنور بدفينها أبو بنور عبد الله ابن وكريس الدكالي ، و الحديث عن هذا الفقيه الصوفي الكبير الشأن المعدود من أهل الزهد والورع فقد عاش في النصف الأول من القرن السادس الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي ، وقد يكون صادف عصر علي بن يوسف المرابطي ، وسيدي بنور هو الشيخ أبو اينور عبد الله بن وكريس الدكالي المشترائي ، صاحب الضريح المشهور الواقع على يمين الطريق في اتجاه الجديدة ، كان يعيش في قرية " أبو سكاون " في القرن الحادي عشر الميلادي في عصر المرابطين، عاصر كلا من : الشيخ أبو يعقوب التسولي بن وايوكاظ المحاسني الدكالي وأبو ولحيوط وغانم بن ابوط الدكالي المشترائي و أبو حفص عمر بن مليكسوط الدغوغي الدكالي و تنفيت اليرضيخي الدكالي و أبو المنصور بن إبراهيم المصطاصي من أشياخ أبي شعيب أيوب السارية و أبو ورجيج بن يفراكسن بن يسولان الدكالي و أبو حفص عمر بن مغار الصنهاجي الدكالي صاحب مولاي عبد الله أمغار و أبي شعيب السارية و أبو عيسى وارجيج بن ولوون الصنهاجي الدكالي.
وقد تتلمذ على يد سيدي أبي النور عدد كبير من الفقهاء والمتصوفين منهم أبو شعيب أيوب بن سعيد السارية الصنهاجي دفين مدينة آزمور الذي نال من معارفه الشيء الكثير وقد كان هو الآخر شيخ أبي يعزى ... ، وكان أبو ينور فقيها فاضلا ، حيث كانت له بركة تشع على دكالة وتقيها كل الكوارث ، كما يقال، وحدثوا أنه لما مات أخوه ، تزوج هو بامرأته فقدمت له طعاما يأكله فوقع في نفسه أن فيه نصيب أولاد أخيه فأمسك عنه وبات طاويا ، وحكوا عنه أيضا انه جاءه رجل من أشياخ مشترائي فقال له : " ألا أن عامل علي بن يوسف تهددني بالقتل والصلب ، وقد خرج من مراكش متوجها إلى دكالة ". فقال أبو ينور : " رده الله عنك " فسار إلى أن بقي بينه وبين أبي ايسكاون وهي كما تسميها العامية ( بوسكاون نصف يوم ) فأصاب العامل وجع قضى عليه من حينه .
ولما توفي سيدي بنور حوالي سنة 559 هجرية دفن بسوق الثلاثاء المسمى اليوم باسم السوق القديم وبنيت عليه قبة من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله وأدخلت عليها تحسينات من طرف القائد سي رحال بن يرو الذي كان يحكم قبيلة أولاد جابر في عهد مولاي الحسن الأول ، ومن طرف السي أحمد السايسي من أعيان فخدة أولاد مسلم ، على جنبات ضريح الولي الصالح سيدي أبي النور تمتد مقبرة لدفن أموات المسلمين على مساحة تقدر ب 14515 مترا مربعا ، وقد تم إنشاؤها مع المركز حيث كانت بقرية أبي اسكاون مقبرة عتيقة استغني عنها ، وعلى بعد كيلومترين تقريبا من الضريح توجد قبة سيدي أبي سكاون التي بنيت على قبر الفقيه أبو حفص عمر بن علي الدغوغي ، أحد رجالات العلم والزهد والصلاح بالمنطقة ، حيث نزح إليها من مدينة مشتراي أو ( مشنزاية ) في منتصف القرن السادس الهجري واستوطن القرية حيث تعلق الناس به فأحبوه وأكرموه وبقي بها إلى أن توفي حيث دفن ، وتعتبر " القرية " النواة الأولى لمركز سيدي بنور حيث بدأت تتكون فيما بعد مدينة على الطراز العصري بجانب هذه القرية الدينية التقليدية وخاصة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، وذلك ببناء أول حي أوروبي ، وقد تم الإجهاز على الكنيسة التي ظلت شاهدة على وجود المستعمر الفرنسي بها.
مسار تطور الإقليم
خلال سنة 1922 تم الإعلان الرسمي لخلق مركز سيدي بنور وإنشاء أول تجزئة سكنية به بواسطة ظهير مؤرخ ب24 يونيو 1922، وهي عبارة عن بقعتين أرضيتين، تجزئة مخزنية واقعة بجانب سوق ثلاثاء سيدي بنور ( السوق القديم ) مسجلة بسجل محتويات الأملاك المخزنية بالجديدة تحت عدد 1178 در ، وقد توسعت هذه التجزئات سنة 1927 م و 1928 م ووضعت اللبنة الأولى لأنظمة البناء بمدينة سيدي بنور حيث اجتمعت لجنة بتاريخ 13 أبريل 1929 م و وضعت الخطوط العريضة لتنمية المدينة من بينها تخصيص ثلث المساحة المخصصة للتجزئة الحضرية " للطرق والأزقة والمساحات " و تخصيص أماكن مختلفة بالتجزئة من أجل بناء المرافق العمومية ( المراقب المدني ، المدارس، الدرك الملكي، مكتب البريد، الأشغال العمومية ) وهكذا تم خلق مصالح عمومية أولها مكتب البريد ... وبعد الحرب العالمية الثانية شهد مركز سيدي بنور تطورا هاما حيث تم توسيع التجزئات و إنشاء طريق مؤدية إلى الزمامرة بني على جانبها مسجد كان أول تحديد للمدار الحضري للمركز سنة 1937 م بواسطة القرار الوزاري المؤرخ في 10 غشت 1937 م ، وغداة الاستقلال شهدت المدينة نموا ديمغرافيا سريعا ، ففي سنة 1943 م كان عدد ساكنتها 3200 نسمة ثم بلغ 4200 سنة1958 م و خلال إحصاء سنة1971 م بلغ 11140 نسمة ، الأمر الذي جعل المدينة تعرف تطورا سريعا و منظما طبقا لما يقتضيه الطابع المعماري و تصاعدت وتيرة البناء و التشييد ابتداء من الستينات عندما بدأت الجماعات المحلية تقوم بدور المحرك الرئيسي للتنمية ، وبدأ التفكير في بناء المنشآت الاقتصادية و الاجتماعية للرقي بالمدينة إلى درجة النمو و الارتقاء بها إلى مصاف المدن المغربية .
ونظرا لموقع المدينة المتميز حيث تبعد عن مدينة الجديدة ب 69 كلم و عن مدينة مراكش ب120 كلم و يحدها من الشمال و الشرق قبائل أولاد بوعزيز الشمالية من دائرة سيدي إسماعيل و من الجنوب قبائل الرحامنة من إقليم قلعة السراغنة و قبائل عبدة من إقليم آسفي ، هذا الموقع جعلها تتحول إلى مركز تجاري مهم بمنطقة دكالة ، فإلى حدود سنة 1977 م كانت جماعة سيدي بنور القروية تضم مساحة تقدر بحوالي 270 كلم مربع ثم تحولت إلى مركز محدد تقدر مساحته بحوالي 7 كلم مربع وكانت الجماعة مقسمة إلى 25 دائرة انتخابية 9منها تضم المركز المحدد لسيدي بنور و 16 تضم الجانب القروي ، وعلى اثر صدور المرسوم رقم 784 77 2 بتاريخ 24 شوال 1397 الموافق ل8 أكتوبر 1977 م، تم خلق جماعة جديدة ذات مساحة تقدر ب 263 كلم مربع و تم رفع المركز المحدد لسيدي بنور إلى مركز مستقل يتمتع بالشخصية المعنوية و الاستقلال المالي مساحته حوالي 7 كلم مربع يضم 23 دائرة انتخابية ، و هكذا شرع في انجاز شارع الجيش الملكي سنة 1981 م و قصر البلدية سنة1982 م يمتد على مساحة 6000 متر مربع و تم التركيز خلال سنة1984 م على تجهيز المنطقة بالواد الحار و شبكة الماء الصالح للشرب و الكهرباء ... وتوسيع المجال العمراني بينما عرفت سنة 1986 إنشاء الحديقة العمومية الواقعة على واجهة شارع الجيش الملكي على مساحة تقدر ب 1200متر مربع و تعبيد الأزقة والشوارع ، و خلال التقسيم الانتخابي لسنة 1992 تم رفع المركز المستقل لسيدي بنور إلى بلدية وفق المرسوم رقم 468 92 2 الصادر في 28 ذي الحجة 1412 الموافق ل 30 يونيو 1992 المتعلق بتحديد قائمة الدوائر والقيادات والجماعات الحضرية و القروية بالمملكة و عدد الأعضاء الواجب انتخابهم في كل جماعة ، وهكذا عرفت مدينة سيدي بنور توسعا عمرانيا كبيرا واكبه إحداث مؤسسات عمومية في مختلف الميادين والمجالات وإنشاء وحدات صناعية مرتبطة بالمجال الفلاحي، مما جعلها تعتبر القطب الفلاحي الأول وعاصمة دكالة من حيث المنتوج الفلاحي والحيواني، حيث تعتبر المزود الأول للجديدة والبيضاء ومراكش واكادير من حيث الخضر واللحوم الحمراء، وتعتبر سيدي بنور مصدرا هاما، من حيث المنتوج السكري، حيث يوجد أكبر معمل لتكرير السكر، خاصة بعد توسيعه، وإلحاق وحدة الزمامرة به، كما تعتبر المدينة بنكا للإقليم ، وانطلاقا من أهميته، كانت وزارة الداخلية تفكر في إنشاء عمالة به ،وهو الأمر الذي تحقق في مطلع هذه السنة حيث تم الإعلان رسميا بتاريخ 22 يناير 2009 عن إحداث عمالة سيدي بنور .