1 التربية الإسلامية الثلاثاء يناير 12, 2010 9:51 am
doukkala
مشرف عام
التربية الإسلامية تعبير يقصد به تنشئة الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي، تنشئة متكاملة يُراعى فيها الجانب الروحي والمادي، في ضوء النظرة الإسلامية الشاملة، وهي تُعنى بالفرد وإعداده لحل مشاكله، ومدى نجاحه في تحقيق رغباته المشروعة والممكنة التي تضمن له حياة هانئة في الدنيا والآخرة.
تركزت التربية الإسلامية في الفترة الأولى بعد ظهور الإسلام على الناحية الدينية والأخلاقية. فقد ظل الرسول ³ في الفترة المكية قبل الهجرة النبوية يربي أتباعه على القيم الجديدة التي أتى بها الإسلام . وظل الجانب العَقَديّ والأخلاقي هو الأهم حتى بعد أن اعتنى فيما بعد بجانب المعارف والمهارات.
وفي فترة ازدهار الحضارة الإسلامية زاد الاهتمام بجانب المعرفة والمهارات، ونشطت الحركة العلمية في التربية، وازدهرت حركة التأليف والترجمة، وانفتحت التربية الإسلامية في جانبها المعرفي المحايد على التراث العلمي العالمي.
ضعفت الدولة الإسلامية في العصور المتأخِّرة وخبت روح العقيدة الإسلامية في تنظيمات الحياة الأخرى، فتوقفت الحركة العلمية في التربية، وتدهورت الحياة الإسلامية في جوانب مختلفة، حتى تعرض العالم الإسلامي لموجة الاستعمار الغربي الذي فصل فصلاً تامًا بين عقيدة الأمة وتنظيمات الحياة ما عدا نظام العبادات والأحوال الشخصية، وأوجد تعليمًا مدنيًا وفقًا لفلسفته هو، كما أوجد تنظيمات حيوية مدنية أخرى تنبثق من الأساس الفلسفي المادي الذي يفصل بين الدين والحياة العامة، ويبعد الدين عن توجيهها. وفي الوقت الذي فعل فيه المستعمر كل ذلك لإخماد روح الدين وفصله عن جسد الأمة الإسلامية، حرص على إبقاء التربية الإسلامية في شكل مادة دراسية محددة في جدول المدرسة، تدرس فيها أصول الدين فقط، ويفصل بينها وبين السلوكيات في مجالات الحياة العامة المختلفة.
ولقد حاولت بعض المجتمعات المسلمة سواء تلك التي استقلت أو تلك التي لم تستعمر أصلاً أن تعيد التربية الإسلامية إلى وضعها الطبيعي على أساس أنها هي النظام التربوي الذي يعبر عن روح العقيدة الإسلامية، وهي تنشئة الفرد المسلم والمجتمع المسلم. وبسبب هذا التطور تبلور معنى أوسع للتربية الإسلامية باعتبارها التربية التي تنبثق عن التصور الإسلامي للحياة وللنفس البشرية، والتي تعد الإنسان لحياته في الدنيا والآخرة. فلم تهتم التربية الإسلامية ببناء الكيان المادي للإنسان المسلم وطاقاته العقلية فقط، وإنما اهتمت كذلك بجوانب شخصيته الأخرى وبإمكاناته الروحية. فلم تعد التربية الإسلامية مجرد مادة في جدول المدرسة تدرس الأصول الإسلامية نظريًا، وإنما أصبحت تعني كل النشاط التربوي الذي يمكن أن يحدث فعلاً في المجتمع المسلم بشكل حيوي. فباتت التربية الإسلامية تتصل بكل عمليات التنمية والحفظ والتنشئة والإرشاد والتوجيه والإصلاح والتقويم وتعليم الحقائق العلمية والدينية والتدريب على المهارات العصرية المختلفة. كما صارت لها صلة وثيقة بكل عمليات نقل التراث العلمي والتقني المحايد وتطويره. وبذلك التوازن المطلوب بين أصالة التربية الإسلامية في انتمائها لأصول العقيدة الإسلامية وأداء وظيفتها في بناء الإنسان المسلم والمجتمع المسلم، على دعائم من العقيدة وبين وجوب انفتاح التربية الإسلامية في جانبها العلمي على التراث العلمي والتقني العالمي المحايد حتى تواكب التطور المادي.
وفي نطاق هذا المفهوم الواسع للتربية الإسلامية عُرِّفت التربية الإسلامية المعاصرة بأنها تنشئة إنسان متكامل من الناحية الصحية والعقلية والروحية والاعتقادية والأخلاقية والإبداعية، في ضوء المبادئ العامة التي جاء بها الإسلام. والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما مصدرا التربية الإسلامية في إطارها الفلسفي والتطبيقي. والتربية الإسلامية منفتحة على التراث الإنساني في المجال العلمي البحثي والتقني المحايد وملتزمة بالإطار النظري الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيما يتعلق بقضايا أساسية مثل الألوهية والعبودية، ومفهوم الإنسان، والكون والمعرفة والأخلاق.
والتصور الإسلامي للحياة بشقيها المادي والروحي ينسحب على برنامج التربية الإسلامية؛ إذ يهتم بالكيان الروحي للفرد بجانب الكيان المادي، وإعداده لحل مشاكله المادية والروحية، وللوفاء بمتطلبات حياته في الدنيا والآخرة.
أما النظرة الإسلامية فترى أن الإنسان ليس سلطة عليا في الحياة وإنما هو عبدُالله، وأن له كيانًا روحيًا ومستقبلاً خالدًا، وأن مهمته هي عمارة الأرض ماديًا وأخلاقيًا، وأن الأخلاق والتوجيهات الكلية في تنظيم الحياة إنما هي من عند الله ولا يصنعها الإنسان، وأن الإنسان مخلوق مكرم له قدر من الحريات الأساسية في إطار العبودية لله. أما التصور الإسلامي للمعرفة فيقرر أن للمعرفة جانبين؛ ماديًا وغير مادي، وأن هناك وسائل مختلفة للتحقق من صدق هذه المعرفة. فالمعرفة المادية معترف بها في الإسلام، وهناك دعوة للأخذ بها وتنميتها والتحقيق فيها عبر المنهج العلمي، الذي يقوم على استخدام الحواس والتجربة. أما المعرفة غير المادية كالقيم والمعتقدات التي جاء بها القرآن الكريم فهي صادقة، ويمكن إعمال العقل فيها للتأكد من صدقها.
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تجيب عن التساؤلات الأساسية في النظرية التربوية مثل: من نعلم؟ ولماذا نعلم؟ وماذا نعلم؟ وكيف نعلم؟ ومتى نعلم؟ وترتبط الإجابات عن مثل هذه الأسئلة الأساسية ارتباطًا وثيقًا بتصور الإسلام للكون وللحياة وللإنسان ودوره في إعمار الكون بوصفه مستخلفًا في الأرض
تركزت التربية الإسلامية في الفترة الأولى بعد ظهور الإسلام على الناحية الدينية والأخلاقية. فقد ظل الرسول ³ في الفترة المكية قبل الهجرة النبوية يربي أتباعه على القيم الجديدة التي أتى بها الإسلام . وظل الجانب العَقَديّ والأخلاقي هو الأهم حتى بعد أن اعتنى فيما بعد بجانب المعارف والمهارات.
وفي فترة ازدهار الحضارة الإسلامية زاد الاهتمام بجانب المعرفة والمهارات، ونشطت الحركة العلمية في التربية، وازدهرت حركة التأليف والترجمة، وانفتحت التربية الإسلامية في جانبها المعرفي المحايد على التراث العلمي العالمي.
ضعفت الدولة الإسلامية في العصور المتأخِّرة وخبت روح العقيدة الإسلامية في تنظيمات الحياة الأخرى، فتوقفت الحركة العلمية في التربية، وتدهورت الحياة الإسلامية في جوانب مختلفة، حتى تعرض العالم الإسلامي لموجة الاستعمار الغربي الذي فصل فصلاً تامًا بين عقيدة الأمة وتنظيمات الحياة ما عدا نظام العبادات والأحوال الشخصية، وأوجد تعليمًا مدنيًا وفقًا لفلسفته هو، كما أوجد تنظيمات حيوية مدنية أخرى تنبثق من الأساس الفلسفي المادي الذي يفصل بين الدين والحياة العامة، ويبعد الدين عن توجيهها. وفي الوقت الذي فعل فيه المستعمر كل ذلك لإخماد روح الدين وفصله عن جسد الأمة الإسلامية، حرص على إبقاء التربية الإسلامية في شكل مادة دراسية محددة في جدول المدرسة، تدرس فيها أصول الدين فقط، ويفصل بينها وبين السلوكيات في مجالات الحياة العامة المختلفة.
ولقد حاولت بعض المجتمعات المسلمة سواء تلك التي استقلت أو تلك التي لم تستعمر أصلاً أن تعيد التربية الإسلامية إلى وضعها الطبيعي على أساس أنها هي النظام التربوي الذي يعبر عن روح العقيدة الإسلامية، وهي تنشئة الفرد المسلم والمجتمع المسلم. وبسبب هذا التطور تبلور معنى أوسع للتربية الإسلامية باعتبارها التربية التي تنبثق عن التصور الإسلامي للحياة وللنفس البشرية، والتي تعد الإنسان لحياته في الدنيا والآخرة. فلم تهتم التربية الإسلامية ببناء الكيان المادي للإنسان المسلم وطاقاته العقلية فقط، وإنما اهتمت كذلك بجوانب شخصيته الأخرى وبإمكاناته الروحية. فلم تعد التربية الإسلامية مجرد مادة في جدول المدرسة تدرس الأصول الإسلامية نظريًا، وإنما أصبحت تعني كل النشاط التربوي الذي يمكن أن يحدث فعلاً في المجتمع المسلم بشكل حيوي. فباتت التربية الإسلامية تتصل بكل عمليات التنمية والحفظ والتنشئة والإرشاد والتوجيه والإصلاح والتقويم وتعليم الحقائق العلمية والدينية والتدريب على المهارات العصرية المختلفة. كما صارت لها صلة وثيقة بكل عمليات نقل التراث العلمي والتقني المحايد وتطويره. وبذلك التوازن المطلوب بين أصالة التربية الإسلامية في انتمائها لأصول العقيدة الإسلامية وأداء وظيفتها في بناء الإنسان المسلم والمجتمع المسلم، على دعائم من العقيدة وبين وجوب انفتاح التربية الإسلامية في جانبها العلمي على التراث العلمي والتقني العالمي المحايد حتى تواكب التطور المادي.
وفي نطاق هذا المفهوم الواسع للتربية الإسلامية عُرِّفت التربية الإسلامية المعاصرة بأنها تنشئة إنسان متكامل من الناحية الصحية والعقلية والروحية والاعتقادية والأخلاقية والإبداعية، في ضوء المبادئ العامة التي جاء بها الإسلام. والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما مصدرا التربية الإسلامية في إطارها الفلسفي والتطبيقي. والتربية الإسلامية منفتحة على التراث الإنساني في المجال العلمي البحثي والتقني المحايد وملتزمة بالإطار النظري الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيما يتعلق بقضايا أساسية مثل الألوهية والعبودية، ومفهوم الإنسان، والكون والمعرفة والأخلاق.
والتصور الإسلامي للحياة بشقيها المادي والروحي ينسحب على برنامج التربية الإسلامية؛ إذ يهتم بالكيان الروحي للفرد بجانب الكيان المادي، وإعداده لحل مشاكله المادية والروحية، وللوفاء بمتطلبات حياته في الدنيا والآخرة.
أما النظرة الإسلامية فترى أن الإنسان ليس سلطة عليا في الحياة وإنما هو عبدُالله، وأن له كيانًا روحيًا ومستقبلاً خالدًا، وأن مهمته هي عمارة الأرض ماديًا وأخلاقيًا، وأن الأخلاق والتوجيهات الكلية في تنظيم الحياة إنما هي من عند الله ولا يصنعها الإنسان، وأن الإنسان مخلوق مكرم له قدر من الحريات الأساسية في إطار العبودية لله. أما التصور الإسلامي للمعرفة فيقرر أن للمعرفة جانبين؛ ماديًا وغير مادي، وأن هناك وسائل مختلفة للتحقق من صدق هذه المعرفة. فالمعرفة المادية معترف بها في الإسلام، وهناك دعوة للأخذ بها وتنميتها والتحقيق فيها عبر المنهج العلمي، الذي يقوم على استخدام الحواس والتجربة. أما المعرفة غير المادية كالقيم والمعتقدات التي جاء بها القرآن الكريم فهي صادقة، ويمكن إعمال العقل فيها للتأكد من صدقها.
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تجيب عن التساؤلات الأساسية في النظرية التربوية مثل: من نعلم؟ ولماذا نعلم؟ وماذا نعلم؟ وكيف نعلم؟ ومتى نعلم؟ وترتبط الإجابات عن مثل هذه الأسئلة الأساسية ارتباطًا وثيقًا بتصور الإسلام للكون وللحياة وللإنسان ودوره في إعمار الكون بوصفه مستخلفًا في الأرض